كيف أتخلص من حالة الإحباط التي أتتني بعد أن تركني خطيبي؟

2011-05-26 09:26:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باختصار كنت مخطوبة لمدة سنة وثمانية أشهر، وكنت أحب خطيبي جدا، لكن للأسف في الأخير بدأت عائلته تتدخل في أمورنا بشكل غير مباشر، وكان سلبيا جدا، ولما كنت أواجهه كان دائما يطمئنني أننا عندما نعيش مع بعض كل شيء سيتغير للأحسن.

استمرت العملية حتى حان ميعاد الزفاف، وكنا مجهزين كل شيء، وبقي على الفرح أسبوعين، فاعترض والده على القائمة، مع أنها -والله- عادية جدا، وهو ضحى بي بكل سهولة، وكل الذي يسأله أنه يحبني يقول له (ماذا أعمل لأهلي؟! وأنا ليس في يدي حاجة أعملها) ومن وقتها وأنا محبطة جدا ولست قادرة على نسيان ما حدث.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هايدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أهلا بك أيتها الأخت الفاضلة في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله أن يفرج همك، وأن يرزقك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختنا الكريمة، لا شك أن ضعف التجربة مع صغر السن في التجربة مع شخص غير مسؤول هو الذي أوصلك إلى تلك الحالة التي تتحدثين عنها، والتي ربما أجد لها نوعا من التبرير.

لكن قولك : لا أستطيع النسيان وأنا محبطة جدا، أمر لا نوافقك عليه لأسباب بسيطة منها:

- أولها: أنت امرأة مسلمة، والمسلم يعلم يقينا أن الله يختار له الأصلح والأقوم، وما دامت الخطوبة قد فسخت فهو بيقين خير لك، فإذا أصابك ذلك الشعور اليائس وأنت لا زلت متمسكة بكل أوراق قوتك، من بيت تعيشين فيه مكرمة وحرة ولست في عصمته، وبكراً لا زلت كذلك، وصغيرة مرغوب فيها، ومع ذلك أصابك هذا الشعور، فكيف لو صرت في بيته ومتزوجة له ولك منه أولاد، وأصبحت ثيبا، وحدث أن سيره أهله وظلموك، كيف سيكون وضعك والخيارات أمامك كلها سيئة؟! فإما الرضى بالعيش السيء الذي لا تشعرين فيه بالراحة، أو الطلاق الذي أضحى ظاهرة في العالم العربي، وفي الغالب تبقى المطلقة بلا زوج آخر، فأيهما كان أفضل لك؟!.

ثانيا: فليس الأخ نهاية الدنيا ولا غاية الرضى، وليس آخر الرجال، ولا زالت الدنيا أمامك والخيارات متعددة، وغاية المرء أختي الفاضلة لا ينبغي أن يتعلق بالمخلوق بل بالخالق سبحانه.

ثالثا: إن ما يصيب الإنسان من ضر أو مصيبة هو بتقدير الله لمصلحة يعلمها الله، وفوق ذلك يؤجر العبد عليها إذا صبر واحتسب والتجأ إلى الله واحتمى به، وما يدريك أن الله قد ادخر لك شابا صالحا آخرا هو أفضل لك وأخير، تعيشان معا سعداء، فأبشري خيراً، واعلمي أنك مأجورة على صبرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من أن العبد في الدنيا لا تأتيه مسرة أو تصيبه مضرة إلا وهو مأجور عليها فقال: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".

وأما الطرق العملية التي تخلصك من هذا الاكتئاب فهي كالتالي:

- الرضا بالقضاء والقدر، وأن هذا الأمر هو الأصلح لك، وأن الله يريد للعبد الخير، واجعلي شعارك: لو كان في هذا الزواج خيرا لوفقني الله، فالحمد لله على ذلك.

2- الانشغال بالأعمال المفيدة، وعدم ترك أوقات للفراغ حتى لا يتسلل الشيطان منها إليك.

3- عدم تتبع أخباره نهائيا، بل وغلق الباب إذا أراد أحد الحديث في ذلك، وشعارك في داخلك: (وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

4- مسح رقم هاتفه، ولو غيرت شريحتك أصلا فهو خير وأفضل حتى لا يكون أدنى تواصل بينكم.

5- تقوية الوازع الديني، وتقوية الصلة بالله عز وجل، فلو امتلأ القلب إيماناً لرضي العبد بالقضاء والقدر، ولما وجد لما وجدت أي أثر.

6- كثرة الدعاء إلي الله عز وجل وبخاصة في الثلث الأخير من الليل فإن العبد إذا أقبل على ربه أقبل الله عليه، ولن يخيب الله عبدا لجأ إليه.

ونحن ندعو الله لك أن يرزقك زوجا صالحا تقيا نقيا يسعدك وتسعدين معه، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net