يصيبني الشك في تطهير النجاسة... فكيف أتخلص من هذا الوسواس؟
2011-06-13 10:55:24 | إسلام ويب
السؤال:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أشكركم جزيل الشكر، وأشكر العاملين في الموقع، وأسأل الله أن يبارك في أعماركم وأولادكم وأموالكم.
يا إخـواني عمري (18) سنة، لدي مشكلة مع النجـاسة، مشكلتي يسيرة -بإذن الله- من المعلوم أن النجاسة تطهر بالماء من بول أو ما شابهه، لكن عندما أرى النجاسة تصيب أي شيء سوى الثوب أو البدن أو بقعة من الأرض، أغسلها بالماء وأضع عليها القليل من الماء، كما فعل رسولنا -صلى الله عليه وسـلم-، بعدما أطهرها ينتابني تردد وأقول في نفسي لعل النجاسة لم تذهب، حتى وصلت لدرجة أقول إنها لا تطهر حتى بالماء، ولكن والله يا إخواني إني أعلم أنها تطهر فقط بالقليل من الماء، لكن الوساوس تلازمني، أنا أعلم ولم أيأس بعد، أستطيع فعلها -إن شاء الله- والتخلص من هذه الوساوس.
قرأت فتوى سابقة لأحد السائلين وذكرتم جزاكم الله خيراً أن الوساوس السبيل للعلاج منها هو الإعراض عنها، قمت بالإعراض عنها لمدة أسبوعين، والله أحلف لكم أني نجحت، لكن يأتيني شيء بداخلي ويقول لا لم تطهر، أو لا يصح، أنا أعلم أنها طهرت وأعلم أني على يقين، لكن كما قلت تنتابني هذه الشكوك.
بماذا تنصحونني أن أفعله؟ وهل يجب عليّ أن أضع القليل من الماء وأتركها؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك السلامة والعافية من هذه الوساوس والشكوك.
خير علاج لها كما أرشد إلى ذلك العلماء هو الإعراض عنها إعراضًا كليًّا، ولا دواء لها مثل ذلك، وهي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن تسلط عليه الشيطان بالوساوس، قال عليه الصلاة والسلام: (فليستعذ بالله ولينته) فالانتهاء والكف عنها وعدم الاسترسال معها هو علاجها الأكيد، فإذا قمت بتطهير النجاسة بالصفة الشرعية، وذلك بأن تزيل عين النجاسة -إذا كان عينها لا يزال موجودًا- فتزيله أولاً ثم تغسل محله بالماء، فإذا غسلتها بالماء فإنها تطهر بذلك، فإذا وسوس لك الشيطان بعد ذلك بأنها لم تطهر فلا تلتفت إليه، وكن على ثقة بأنك إذا داومت السير على هذا الطريق فإن الله عز وجل سيشفيك من هذا الداء، وكلما سرت وراء ما تتطلبه منك الوساوس بأن تفعل بمقتضاها فتغسل ما قد سبق وأإن طهرته فإن الوساوس لن تزيد إلا تجذرًا فيك، ولن تزيد الشيطان إلا تسلطًا عليك، فخير لك ورحمة منك بنفسك أن تُغلق على نفسك هذا الباب، وهو ما أراده منك الشرع، فلا تظن أبدًا بأن الله عز وجل يرضى منك بأن تتبع الشيطان ووساوسه، بل الله عز وجل يكره ذلك ويمقته؛ ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها.
نسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك، وأن يصرف عنك الشيطان ووساوسه.