أعاني من قلق وتخوف من المستقبل... فما العلاج؟

2011-08-11 09:21:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعرف يقيناً بأن على الإنسان قبل أن يبدأ حديثه أو البوح بمشكلته أن يُلقي التحية، وها أنا ذا أُلقيها إليكم، وبعد:

- لا أشعر إطلاقاً بأني أُشبهُ الآخرين في عمري وبقية الأشياء، فأنا أفكر في آخر الكُتب التي تصدر وأصدقائي الذين أكونُ معهُ جسدياً فقط يفكرون في أشياء أخرى غير مهمة في نظري.

- أفكر في سبعين فكرة في الوقت الواحد، أفكر مثلاً أن أقرأ كتاباً ثم أفكر بعدها بثوانِ أن أستلقي في البراري وأهرب من المدينة لأرى النجوم الجميلة والسماء الصافية، ثم أنتقل لفكرة أخرى وهكذا دواليك.

- أكونُ سارحاً وشارداً في أفكاري الفنتازية غالباً بشكل غير مرضي، وغير منسحب عن أرض الواقع.

- أنا شخصية عاطفية وفق الاختبارات النفسية التي أجريتها.

- أحياناً أتخيل ذهنياً لو أن أحداً يطعنُ أمي أمامي أو يلقي بابن أخي الصغير من فوق جبل أو أن يضعهُ في تنور الخباز الذي بجانبنا، ويراهُ يحترق وهو يضحك وأتفاعل عصبياً مع ذلك.

- أستخدم دواء سركسات بجرعة 26 لكن أشعر بأني شخص مبالغ فيه من ناحية الفرح، واستمريت على هذه الجرعة لمدة خمسة أشهر ثم خففتها إلى النص 12gm وأشعر بتحسن بسيط مع هذه الجرعة البسيطة، وهل هو الدواء المناسب لي؟

- لديّ اكتئاب مصاحب لقلق، ولا أدري ما السبب؟ ومن المسبب؟ بمعنى لا أدري ما هو المرض الرئيس؟! هل هو الاكتئاب أم القلق أم كلاهما؟ وما الحل؟

- نشاطاتي العائلية والدراسية رائعة، ولا تشكو من أي خلل.

- أخاف من المستقبل وخصوصاً على أخي المصاب بالفصام، والذي نحمل سوياً ذكريات طفولتنا بحكم أعمارنا المتقاربة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن نبادلك أطيب التحيات والتهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان الكريم، ونسأل الله تعالى أن يجعله لنا رحمة ومغفرة وعتقا من النار.

أبدأُ القول بأن رسالتك أعجبتني جدًّا، وما يزاحمك من أفكار متشعبة صفتها بالفنتازية هي دليل - على الأقل من وجهة نظري المتواضعة – على مقدراتك المعرفية الكبيرة، وكثير من الكتّاب والمؤلفين والذين أضافوا الكثير للتراث الإنساني كانت بداياتهم أفكار متشعبة متداخلة، وأحيانًا متسلطة عليهم.

بارناتشو ذكر أكثر من مرة أنه منذ طفولته كانت تتساقط عليه الأفكار كما تتساقط قطرات المطر.

أخي: هذه الظاهرة وإن سببت لك إزعاجًا أعتقد أنها استمرارية لتفتق الذهن وتنمية الخيال، وأنا مرة أخرى - ومن وجهة نظري المتواضعة – يمكن أن تستفيد من هذه الأفكار، أمامك فرصة عظيمة للكتابة، للتأليف، وكن من هؤلاء الذين يضعون الورقة والقلم بالقرب من أسرة نومهم، وأول ما يستيقظون يكتبون أفكارهم، هذه يا أخي وسيلة جيدة لتستفيد من مقدراتك.

هنالك فلسفة نفسية أن الذين يعانون من تزاحم الأفكار لديهم وسيطرت أحلام اليقظة بصورة مسرفة يجب أن لا تعالج هذه الظواهر بشدة وعنف من جانب الأطباء، وذلك لأنه من الخطأ الشنيع أن نحجر مقدرات الناس وإبداعاتهم.

أيها الفاضل الكريم: ما تعاني منه لا أعتقد أنه حالة مرضية، لكن في نفس الوقت لا أنكر أنه يوجد مؤشرات لوجود ظاهرة القلق، ورُبَّ شيء من الوساوس، لكنها في نطاق ما هو مقبول وفي نطاق ما يمكن أن يتحول إلى إبداع رائع كما ذكرت لك.

انشغالك بأخيك الذي يعاني من الفصام هو أمر منطقي؛ لأن الفصام من الأمراض الشديدة، لكن يمكن أن تقدم له الكثير، وذلك بالحرص على متابعته العلاجية والطبية، والسعي نحو تأهيله ومساعدته وبناء مقدراته الاجتماعية، وتحسين مهاراته فيما يخص التواصل الاجتماعي والعناية الشخصية.

والبشريات كثيرة جدًّا الآن فيما يخص علاج مرض الفصام، وذلك من خلال الأدوية المستحدثة والفاعلة.

نصيحتي لك هي أن تلجأ لإدارة الزمن بصورة جيدة، هذا سوف يقلل من تسليط هذه الأفكار عليك، وأنا لا أريدها أن تنقطع كما ذكرت لك سلفًا، لكن الأمور يجب أن ترتب ويجب أن تنظم.

العلاج الدوائي: أنا أرى أن الزيروكسات يجب أن لا تتعدى جرعته 12,5 مليجراما كما ذكرت، أو عشرة مليجرام – أي نصف حبة - من الزيروكسات العادي، وأحبذ لو أضفت عقار سوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، لأن السوركويل له مميزات كثيرة فيما يخص إزالة التوترات والقلق وتحسين المزاج، مع عدم الميل نحو الانشراح، وإشعار النفس بالهدوء والطمأنينة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net