ابني لديه سمات التوحد، ما نصيحتكم؟

2011-11-21 11:44:37 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره سنتان وأربعة أشهر، من حوالي شهرين كان عنده رشح خلف طبلة الأذن، وأتعالج -والحمد لله- وكنا متصورين أن هذا السبب في تأخر الكلام عنده، لأنه ما يقول ولا كلمة، وحاولنا نعمل تخاطبا قالوا لنا عليه سمات التوحد مع الشك فيها؟

بدء مشوار التوحد، أنا ما أعرف هو عنده أم ما الحكاية بالضبط؟ أنا في منتهى الحيرة، وماذا أعمل؟ ولمن أروح؟

عملت له كذا اختبار، والنتيجة كارز 24 والتقييم أنه عنده عزلة بيئية، ومحتاج لحضانة، ويتعامل مع الأطفال مع جلسات تخاطب، رحت بعدها لدكتور نفسي كبير قال لي إن الاختبار جيد، وإنه صغير، ولا بد أعمل نفس الخطوات السالفة الذكر حضانة وجلسات تخاطب.

مع مرور الوقت وقراءتي عن الموضوع لقيت كثيرا من الأعراض موجودة، رحت لدكتور نفسي ثاني، قال اعمل اختبار كارز، (أنا أخفيت القديم ) عمل الاختبار وكانت النتيجة 33 وكانت النتيجة ببدء جلسات تعديل سلوك، يعقبها تنمية مهارات، وبعدها تخاطب، أنا محتار ومتنكد، ولا أعرف ماذا أعمل؟

لا يتحدث حتى ولو بكلمة واحدة، مجرد أصوات، ونحن نشعر أنه ما يفهمنا، لكنه عارف كلمة (لا)

يجري بدون هدف، لكنه يدرك المخاطر ويحس باللام، ويبحث عنا إذا بعدنا عنه، فيتجنب النظر بالعين لكن ليس دائما، ويتجاهل النداء عليه بالأصوات المعروفة لديه، وأيضا ليس دائما ففي بعض الأحيان يستجيب من أول مرة وأحيانا أخرى يتجاهل، بدء يضحك بدون سبب! هل أعراض التوحد تظهر مع الوقت؟

يحب الناس ويحضن الناس، وخصوصا البنات، ويقبلني، أنا وأمه وأولاد خالته، ويريد يخرج طول النهار، وكل يوم، وهو كثير الحركة في الخارج، والأماكن الجديدة، لكن في الوقت عادي لكن ما يقعد كثير إلا للتلفزيون.

يشد أيدينا لو يريد حاجة، وهو في منتهي الذكاء، ويكون معنا في الأكل، ولما قعد عند جده بقي يأكل كل شيء، ماعدا السمك، ويستجيب للعواطف والمشاعر مثل الابتسامة.

أفيدوني، وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mazen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأقدر تمامًا الحيرة التي أنت فيها؛ لأن أمر التوحد لدى الأطفال مزعج لدرجة كبيرة، والحقائق حوله لازال فيها الكثير من الالتباس، والخط الفاصل ما بين هو طبيعي وغير طبيعي رقيق جدًّا، وقلة المختصين أيضًا لتشخيص هذه المتلازمة قد يؤدي إلى المزيد من الاضطراب في تشخيص هذه الحالات.

من المعروف أن متلازمة التوحد يجب أن لا تُشخص قبل أن يبلغ الطفل عمر ثلاثين شهرًا، وابنك على مداخل هذا العمر، وحقيقة لا أريد أن أزيد من قلقك وتوتراتك حيال ابنك، وأقول لك إن بعض الأعراض التي ذكرتها هي أعراض مهمة نشاهدها في التوحد، لكن ما دام ابنك لديه استجابات اجتماعية وجدانية إيجابية، وما دام يتمتع بقدر جيد من الذكاء كما ذكرتَ، فهذه تعطينا إشارات ومبشرات أنه ربما لا يعاني من هذه الحالة، أو أنه في بدايات ما يسمى بطيف التوحد.

إن هناك نطاق للتوحد، هنالك التوحد بمعناه الإكلينيكي التشخيصي، وهنا تطبق معايير معينة، وهنالك نطاق أوسع، بمعنى أن الطفل قد تكون له بعض الأعراض وبعض المؤشرات المعيارية التي تشير أنه في طيف التوحد لكنّه لا يعاني من العلة ذاتها بكل معاييرها، وهؤلاء بالطبع أخف وأبسط، واستجاباتهم للعلاج دائمًا تكون ممتازة، والعلاج كما ذكرت يتمثل في العلاج السلوكي والعلاج التخاطبي.

أيها الفاضل الكريم: أنا أعرف أن مصر فيها الكثير من المختصين الأكفاء، وسمعتُ من الإخوة الزملاء أنه يوجد مركز في مدينة القاهرة، مركز متميز جدا لتشخيص وعلاج حالات التوحد، بكل أسف لا أعرف عنوان هذا المركز، ولكن قطعًا إن سألت عنه سوف تستطيع أن تصل إليه.

الأمر الآخر هو: إن استطعت أن تتواصل مع طبيب نفسي متخصص في الأمراض النفسية للأطفال واليافعين، هذا أيضًا سوف يفيد كثيرًا، لأن الأخصائيين من هذا النوع لديهم معرفة وإلمام كبير جدًّا لمتلازمة التوحد وكذلك متلازمة اسبرجر، وهي الملازمة الرديفة للتوحد.

كما أن أطباء الأطفال المختصين في أمراض الأعصاب لدى الأطفال لديهم أيضًا خبرة كبيرة في هذا المجال.

أنا آسفٌ جدًّا فقد لا أكون أفدتك كثيرًا، لكن نسبة لدقة الحالة فأرجو أن تتقبل اعتذاري إن كانت المعلومات شحيحة، وكما ذكرتُ لك ابنك لديه مؤشرات توحد قليلة، لكن أيضًا لديه مؤشرات تشير أنه لا يعاني من التوحد، وهذا الأمر بالطبع يُحسم من خلال مناظرته وفحصه وتقييمه بواسطة أحد المختصين الذين ذكرتهم لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net