ما هي الخطوات الناجحة للمذاكرة وتنظيم الوقت وتحقيق النجاح؟

2011-12-28 08:50:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في الصف الثالث من الثانوية العامة المصرية، وأعاني من مشكلة الإحباط الشديد، حيث أرى أني كل وقتي ضائع، وأن الوقت قد فات لتحقيق التفوق الذي أعتاده.

أنا لا أذهب للمدرسة كثيرا، حيث لا توجد دراسة منتظمة في المدرسة، ولذلك أرى أن اليوم الدراسي المفروض أن يكون بعد الاستيقاظ أذاكر حتى ميعاد الدرس، وبعد الدرس أستمر في المذاكرة حتى ميعاد النوم المتأخر، وطبعا لا أضيع وقتي في الأكل والنوم والأشياء الأخرى، وبالتالي فهذا لا يحدث، ولكن كل أصدقائي هكذا فأحس أني أقل منهم، وهذا ينعكس على مذاكرتي وعلى نفسيتي، فكيف أنظم يوم طويل ليس فيه سوى ميعاد الدرس والمذاكرة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها السائلة حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، أصدقك القول أنني لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحققي النجاح وتصعدي سلم المجد، وليس هذا بمستغرب عليك فأنت شابة في مقتبل العمر عندك طموح وأهداف، فلا تيأسي ولا تعجزي، حاولي أن ترمي المشاكل وراء ظهرك وتسيري نحو الأمام ، ولو قرأت سير الناجحين والناجحات لوجدتهم تعبوا في حياتهم وواجهوا المخاطر والمشاكل، حتى وصلوا إلى درجة النجاح.


اعلمي وفقك الله أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك، وكلما كنتِ مؤمنة بقدراتك، وكلما كنت ملتزمة بطاعة ربك مستعينة به، استطعت أن تحققي النجاح بإذن الله تعالى.

اعلمي أن هدفك يتحقق لديك ثلاث مرات:

المرة الأولى: وأنت ترينه يتحقق أمام ناظريك عندما تحلمي به في خيالك.

المرة الثانية: عندما تكتبينه وترسمينه على الورق.

المرة الثالثة: عندما تحققينه فعلاً.

اعلمي أنك كلما حققت هدفك زاد حماسك، فاعملي جاهدة على تحقيق هدفك، فما استحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه، لأننا خلقنا للعبادة والعمل.

حاولي أن تضعي أولوياتك، وارسمي خطتك، وحققي هدفك، وارسمي صورةً واضحة في ذهنك تستطيعي أن تحققي مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.


عليك أن توطدي علاقتك بالله عز وجل؛ حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزمي دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجا، ومن كل همٍ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب"

احذري بارك الله فيك من لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح، وحب العمل، وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعاني منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبهي، فحاولي أن تحصري قواك الذهنية، واكتبي مشكلتك على ورقة، واسألي نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتبي البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغلي نفسك بما ليس مفيدا لك.

تذكري دائماً قول النبي ـصلى الله عليه وسلمـ : (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها ) فلماذا هذا التفكير والحيرة؟ استخيري الله تعالى قبل أن تقدمي على أي عمل، وإذا اطمأننت له فتوكلي على الله، ولا تيأسي.

اعلمي أن الثقة بالله ثم بالنفس من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاجين إلى من يحركها، واسمعي إلى قوله تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، ولكن تحتاجين إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا، لابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، لصوص الطاقة مهيمنة عليه:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا

استمعي وفقك الله إلى قول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : النفس فيها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره، وأنا أريدك أختي أن تتقدمي فتقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.

لكي تقوي عزيمتك فلابد أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، لا بد أن يكون الدافع الحارق الذي يحثك على تقوية عزيمتك وإرادتك، فأنت التي تملكين مفاتيح هذه الآلية، ومقاليد القرار، ولكن يحتاج منك إلى خطوات تساعدك إلى الوصول إلى هذا الهدف:

1- إذا أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولا بالطاقة الروحانية، وأقصد بها الطاقة الإيمانية، أن تتوكلي على الله أولا ثم تنهضي.

2- حاولي أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصد بها علاقتك مع أسرتك ومع أصدقائك وجيرانك، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك، ولا تستطيعين أن تتقدمي إلى الأمام خطوة، حاولي أن تحبي لغيرك ما تحبين لنفسك، وحرري طاقتك، وهذا سيخلق لديك طاقة قوية في أعماقك ويجعل منك إنسانا ذا إرادة، إنسانا معطاء كريما سخيا على من تحبين.

3- حاولي أن تقرري في نفسك أنت بأنك ستقوي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد فستصل بإذن الله تعالى إلى ما تصبو إليه.

4- أيقظي ضميرك فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح، فهو الذي يأمرك وينهاك، وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك فحاولي أن تصوبيه في الطريق الصحيح، كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.

5- عليك بصحبة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذي منهم وتتأسي بهم، وابتعدي عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.

6- لا تبني حياتك على التسويف، ولكن تعلمي دائما أن تقومي بالعمل في وقته، فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك في التغلب على هذا الإحباط.

7- حاولي أن توطني نفسك، لأن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
8- ذكري نفسك بالأنشطة والأعمال التي حققت فيها نجاحا عاليا كلما شعرت بالإحباط والتردد.

9- حاولي أن تواجهي ضعف الإرادة بشجاعة وحزم ولا تدعي الظروف تهزمك، وتذكري دائما أن الحياة مملوءة بالعوائق والنكسات.

وأنا أبشرك أختي أنك ستنجحين بإذن الله تعالى ، فلا تجزعي ولا تيأسي.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net