ينتابني خوف أثناء السفر يصاحبه قيء وفقدان شهية

2011-12-27 08:19:46 | إسلام ويب

السؤال:
عمري 33 سنة، موظف، منذ الطفولة كنت أعاني من خوف أثناء السفر، ويبدأ هذا الخوف عند قرار الأهل بأننا سنذهب للسفر إلى أي مكان، وفي يوم السفر أو في الليلة التي يأتي بعدها السفر يبدأ حديث النفس لديّ ويستمر، وعند الركوب بالسيارة للسفر أبدأ أتقيأ، وهكذا إلى الوصول للمكان المقصود، وفي المكان الذي نذهب إليه أرجع إلى طبيعتي، وعند قرار العودة إلى البيت تبدأ نفس الأعراض إلى أن نصل إلى بيتنا.

وهناك أيضا نفس الأعراض: خوف، فقدان شهية، اضطراب نفس قبل الامتحان، وعند أي موقف، كمرض أحد أفراد العائلة، وهكذا.. وكانت بنيتي ضعيفة بسبب فقدان الشهية إلى مرحلة ما بعد الدراسة المتوسطة، الحالة مستمرة، وبعدها بدأت حالة هي: عند إصابتي بالأنفلونزا أو التهاب اللوزتين أو الأمعاء يأتي معها اضطراب نفس وتقيء يستمر لساعات متواصلة او متقطعة قد يستمر ليوم أو يومين، وتتكرر هذه الحالة كل سنة تقريبا عند إصابتي بأي مرض، وكان اضطراب نفس ملازما لي طول حياتي، تأتي أيام قد يكون بدون أسباب واضحة، وفي الكلية السنة الثالثة فقدت أحد الأصدقاء فجأة؛ حيث أصيب بمرض وتوفي بدون مقدمات، وبعد أسابيع من وفاته بدأت بفقدان الشهية، وتطورت الحالة إلى اضطراب نفس ثم تقيء استمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، حتى أن معدتي كانت فارغة، وبعدها بدأ يخرج مع القيء دم.

المهم دخلت المستشفى ووضعوا لي مغذيا، وأعطوني أدوية للقرحة والالتهابات، وقمت بإجراء تحاليل شاملة وسونار ومنظار المعدة، وأشعة ملونة للمريء والمعدة، وكل التحاليل والفحوصات لم تظهر أي شيء، بعدها بدأت هذه الحالة تأتي كل أسبوع أو شهر، على الأكثر الحالة هي: (فقدان للشهية، ضيق النفس وكأن جبلا على صدري، شبه إسهال، وتظهر أحيانا معه مادة مخاطية، ويزداد اللعاب في فمي، وأقوم ببلع الريق وكأني أبلع مادة ثقيلة أو هي صعوبة في البلع تبدو هكذا، وبعدها يبدأ التقيؤ، ويستمر أيضا ليوم أو يومين، وهو فقط تقيؤ لعصارات المعدة؛ لأنه عندما يبدأ اضطراب نفس لا أستطيع أكل أي شيء، والتقيؤ هو لعاب أشبه بالرغوة -الصابون- وعند التقيؤ تأتي رجفة في أعضاء الجهاز الهضمي، أحس بها كأنها تتحرك داخل بطني، وعند القيء أتصبب عرقا، وعند توقفه لفترة قصيرة أشعر بالبرد والرجفة، وقبله أشعر بخوف مجهول السبب أو أعتقد أنه من أنني سأتقيأ، وهو من تجارب سابقة مماثلة.

وبعد أن يذهب القيء ترجع شهيتي إلى طبيعتها، ويذهب الثقل وضيق النفس في صدري، وأعود إلى طبيعتي، وبقيت تتكرر هذه الحالة لمدة أكثر من سنتين دون معرفة واضحة للسبب، وبعدها ذهبت إلى طبيب أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وكنت أتقيأ فقام الطبيب بفحصي وأخبرني بأن أذهب لطبيب نفسي وفعلاً ذهب للطبيب النفسي وأخبرته بالحالة فقال لي إن هذه الحالة تسمى: رفض الواقع الذي تعيشه، وهذا التقيؤ هو تفريغ للواقع، وأعطاني علاج كبسولة تركيب تحتوي على 12 ونص بالمية تربتيزول و5 بالمية لبريوم كبسولة ظهراً، وكبسولة ليلاً، وإنفرانيل 25 مليكرام 3 مرات باليوم، وبعدها أصبحت 4 مرات، وتحسنت حالتي، وانفتحت شهيتي، وذهب التشاؤم، ونظرتي للحياة أصبحت أجمل، كما يقال احلوت الحياة بعيني، ومن ذلك اليوم إلى الآن حالتي مستقرة لا يوجد اضطراب نفس وأنا مستمر على العلاج منذ 4 سنوات، والآن أصبح الانفرانيل حبة واحدة ليلاً 25 مليكراما، والكسبولة التريبتيزول كبسولة ظهراً، وكبسولة ليلاً.

لكن منذ أشهر أصبحت لا أرغب في الحياة، ليس لديّ أمل بأي شيء، حياة مملة، ونظرتي إلى الحياة تشاؤمية وغير مرتاح، متنرفز أكثر الأوقات، نومي جيد، وشهيتي جيدة، رغم أني مقبل على زواج، فهل هو خوف من بداية حياة جديدة أم لا؟

ذهبت إلى الطبيب النفسي المعالج، وأخبرته بما أمر به، ووصفت له ما أشعر به فأعطاني دواء بروزاك 20 ثلاث مرات في اليوم، استمريت عليه لمدة ثلاثة أشهر، ولكن رجع اضطراب النفس وخوف خفيف، وعدت إلى الانفرانيل حبة ليلاً 25 أرجو منكم توضيح هذه الحالة، ووصف العلاج لها، وأني مقبل على زواج في الأشهر القادمة، وعند التفكير بالمسؤولية أشعر بخوف اضطراب نفس خفيفين.

شكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي ذكرتها في مجملها تدل أن لديك قابلية للقلق والمخاوف والتوترات، ويظهر أنها مرتبطة بأي نوع من التغيرات الحياتية التي قد تحدث لك، خاصة على النطاق الاجتماعي، هذه لا تعتبر حالة مرضية حقيقية، إنما هو نوع من عدم القدرة على التكيف أو التواؤم مع الظرف النفسي الاجتماعي، والتقيؤ والأعراض الجسدية الأخرى هي جزء مما نسميه بالحالة النفسوجسدية، أي أن الأعراض تظهر في شكل أعراض جسمانية، ولكن منشأها وأصلها نفسي، والقلق دائمًا هو المحرك الرئيسي لمثل هذه الأعراض.

ما ذكره لك الطبيب من أن التقيؤ هو رفض للواقع، هذا - مع احترامي الشديد لوجه نظر الطبيب – أعتقد الذي قُصد هو أنك غير قادر على التواؤم مع الصعوبات الحياتية، حتى وإن كانت بسيطة، وهذه أيضًا نعتبرها ظاهرة وليس أكثر من ذلك.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك، وأنت الآن تتناول جرعة كبيرة من البروزاك وهي ستون مليجرامًا في اليوم، هذه الجرعة لا شك أنها جرعة ممتازة جدًّا، ولكن بما أنها لم تكن إيجابية في نتائجها معك فأنا أفضل أن تنتقل لعلاج دوائي آخر.

الأنفرانيل لا بأس به، لكن الأفضل لمثل هذه الحالات هو الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، يعرف أنه من أفضل الأدوية لعلاج القلق والتوترات التي تظهر في شكل أعراض نفسوجسدية، كما أنه مزيل للمخاوف ومحسن جدًّا للمزاج.

جرعة السيرترالين المطلوبة هي أن تبدأ بحبة، تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهرين اجعلها حبتين يوميًا، أي مائة مليجرام؛ لأن الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يمكنك أن تتوقف من البروزاك مباشرة وتبدأ في اليوم الثاني في تناول السيرترالين، فهي أدوية متقاربة جدًّا لبعضها البعض، ولن توجد -إن شاء الله تعالى- أي تفاعلات سلبية ما بين الدواءين.

هناك دواء آخر يعتبر علاجًا جيدًا ومساعدًا، خاصة إذا تم تناوله مع السيرترالين، هذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي هو (سلبرايد)، أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا، أي كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه وتستمر في تناول السيرترالين كما أوضحت لك.

من المهم جدًّا أن تدير وقتك بصورة جيدة، وأن تتواصل على النطاق الاجتماعي، وأن تسعى دائمًا بأن تكون متفائلاً، وأنت في روسيا الاتحادية أرجو أن تكون ارتباطاتك وثيقة بالجالية الإسلامية هناك، ففي مثل هذه البلدان الإنسان يحتاج للأخ والصديق الذي يعينه على أمور الدين والدنيا.

طبيعة عملك الذي تعمله حاول أن تطور نفسك مهنيًا، ممارسة الرياضة أيضًا هو شيء جيد وفاعل جدًّا، ويفيد في مثل هذه الحالات، ونصيحتي لك أيضًا هي أن لا تتردد كثيرًا بين الأطباء، فحالتك واضحة، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه لك من إرشاد سوف تجد نفسك على أفضل ما يكون.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net