أشعر بدوخة شديدة ومؤذية، كيف أتخلص منها؟

2012-04-10 12:35:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشاكل في الرقبة منذ زمن، وذهبت إلى الكثير من الأطباء، وآخر شيء عملت رنين مغناطيسي، ولم أجد شيئاً غير أن لدي فقرتين ضاغتطين وواحدة فيها تآكل والأخرى فيها بروز عظمي، ولكنني أشعر بدوخة طول الوقت، وهذا ما يزعجني جداً، وعندما أضغط على الرقبة أشعر أكثر بالدوخة، وإذا حركتها أشعر أكثر، ولكن الدوخة لا تفارقني.

ذهبت إلى دكتور أنف وأذن لكي أعرف سبب الدوخة، ولم أجد شيئاً! أحس أنني أركب مركب شعور دائم بالدوار، أنا خائفة جداً، ولا أعرف ما بي، هل هذه حالة نفسية أم بسبب الرقبة؟ علماً بأنني أبذل مجهوداً مع أبنائي، أنا خائفة جداً جداً وأشعر أني سوف أموت في أي وقت بسبب هذا الشعور ولا أعيش حياتي بسبب الدوار هذا أرجوكم ساعدوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

آلام الرقبة من الأمور الشائعة جداً، وخاصة عند النساء .

الرقبة تحمل 15% من وزن الجسم، وهي أكثر أجزاء العمود الفقري حركة، وهي تعطينا مدى كبيراً من الحركة، ولكنها تحظى بحماية أقل من بقية أجزاء العمود الفقري، ولذا فهي أكثر تعرضاً للألم والإصابة.

هناك أسباب عديدة لآلام الرقبة، ومعظمها يكون بسبب الإجهاد المستمر للرقبة، والجلوس الخاطئ المستمر لساعات طويلة على المكتب أو الكمبيوتر أو قيادة السيارة، وأحياناً يكون بسبب العادات الخاطئة كالنوم على البطن أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضع جيد، أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية.

تؤدي كل هذه الأوضاع غير الصحية إلى جعل الرقبة في وضع غير متزن فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتزان فقراتها أيضاً أثناء الليل يزيد المحتوى المائي للغضاريف نتيجة امتصاصها للسوائل من حولها مع ضعف الجاذبية الأرضية في وضع النوم، مما قد يؤدي إلى الإحساس ببعض التيبس في الصباح.

قد يكون ألم الرقبة ناتجاً عن خشونة الفقرات العنقية وتحدث الخشونة كنتيجة طبيعية، مع التقدم في السن ما بعد الخمسين، وحمل الأشياء الثقيلة، وعلى الرغم من وجود بعض التغيرات في الصورة الشعاعية إلا أنها على الأكثر ليست السبب عندك في حدوث الألم، وعلى الأكثر هذا ما تعانين منه هو شد عضلات الرقبة .

يشعر المريض بالإضافة إلى الألم والشد فيحس بتيبس وتصلب بعضلاتها، وقد تزيد هذه الأعراض مع العمل الطويل في وضع الجلوس أو الوقوف، وقد يسمع المريض صوت احتكاك أو طرقعة مع حركة الرقبة، وقد يشعر أيضاً بالصداع والدوار كما هو عندك، وقد يكون الدوار أيضاً من منشأ نفسي بسبب الضغط النفسي، والشعور بالعجز أمام الآلام، وقد يصاب بعض الأشخاص بالاكتئاب من هذه الآلام التي قد تستمر فترات طويلة، ويشعر أنها تقلل من إنتاجه.

أما العلاج فيكون بالتركيز على:
1-- تجنب الاستمرار في وضع الجلوس لفترة طويلة، خصوصاً الجلوس الذي تكونين فيه مضطرة لتثبيت وضع الرقبة في اتجاه واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون، وإذا كان ضرورياً ذلك فاعتدلي واستريحي كل 15 دقيقة على الأقل، وقومي بعمل بعض التمرينات الخفيفة.
- حافظي على وضع رأسك مستقيماً أثناء الجلوس، ويجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعملين عليها مناسباً، بحيث تمنع انحناء رقبتك عليها، ويجب أن يكون المكتب قريباً منك.
-أما الجلوس أمام الكمبيوتر فإن الوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة بحيث يكون مركزها في مستوى أنف الشخص الجالس أمامها، وتوضع لوحة المفاتيح (الكيبورد) بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل، وغير مرفوعتين لأعلى، ويكون الكوع مثنياً بدرجة 90 (أي قائماً)، ويكون المعصم مسترخياً في وضع 30 درجة.
-الوضع الطبيعي للرأس عند الجلوس هو أن تكون على استقامة واحدة مع العمود الفقري، بمعنى أنه عند النظر للشخص من الجانب تكون الأذن على خط واحد مع الكتف، فكلما زاد تحرك الرقبة إلى الأمام من هذا الوضع زادت الضغوط على فقرات وعضلات الرقبة.
- تجنب وضع سماعة الهاتف أو الموبايل بين الكتف والرأس، لأن ذلك يؤدي إلى تحميل زائد على فقرات وأنسجة الرقبة.
- تجنب تعريض الرقبة لتيارات الهواء، وحاول تجنب التغيرات المفاجئة للجو كالانتقال من جو ساخن إلى التكييف البارد.
- تجنب القراءة أو مشاهدة التلفاز وأنت مستلق على السرير، حيث تكون رقبتك في أغلب الأوضاع في وضع سيء.
وضع كمادات ساخنة على الرقبة لمدة عشر دقائق مرتين في اليوم وبعد كل جلسة تقومين بإجراء تمارين تمديد العضلات المؤلمة، بالاتجاه الذي يسبب الألم، أي إن كان الألم يزداد مع حركة الرأس إلى اليمين والأسفل فهذا هو اتجاه تمديد العضلات، ويكون بعد وضع الكمادات.

كما يجب تناول المسكنات فهي مهمة لكي تكسر حلقة الألم، فاستمرار الآلام يسبب ازدياداً من الشد بسبب التوتر والقلق الذين يرافقان هذه الآلام،
ومن الأدوية المسكنة.

-بروفين 600 ملغ مرتين إلى ثلاث في اليوم، ونابروكسين 250-500 ملع مرتين في اليوم، ويستطيع الأسنان الاستمرار على هذه الأدوية مع الإجراءات السابقة حتى يتخلص من الألم بإذن الله,

بارك الله فيك وشفاك .

www.islamweb.net