أشك في إيماني وأوسوس إذا ظلمت أحدا أني قد كفرت.. فماذا أفعل؟

2012-05-08 08:06:33 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا شيخ أنا تقديري لنفسي أني مصاب بالوسواس القهري، أنا أظن ذلك, ووفقا لما قرأته، ولكن لم أذهب إلى طبيب يحدد لي ذلك.

والسؤال:أحيانا أو كثيرا أشك أني وقعت في الكفر -وأعوذ بالله منه- ومن أكثر ما يؤلمني أن شكي أنني قد كفرت يكون متعلقا بأني إن ظلمت فلانا مثلا أكون كافرا، أو أموت كافرا؛ لأني دعوت على نفسي بذلك أو حلفت بذلك، وأقول حتى بفرض ذلك سأنطق الشهادتين، وأدخل في الإسلام، ولكن الأمر الآن أصبح متعلقا بحقوق لأشخاص ناتجة من الدعاء، الذي ربما دعوته، أو الحلف.

فكيف أفرق بين ما حدث مني؟ وما هو الوسواس؟ أو ماذا أفعل؟ إن شككت في أمر ما كيف أتعامل مع الشك؟ فأنا أريد أن أعرف ماذا علي أن أفعل، فالشكوك أصبحت كثيرة جدا، ويومية ومتكررة، وتؤثر عليّ، بل تعيق حياتي الطبيعية؟

فأنا والله أبكي يا شيخ بشدة من هذه الوساوس، وأخاف أن أموت كافرا، ولكني للصدق أمارس حياتي، أضحك أحيانا، وأشاهد التلفزيون، أحيانا فأوقات وأوقات، ولكن الأهم أن كل أوقاتي يتخللها وساوس متعددة، ولا أدري ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك مما تجد.

لا شك أيها الحبيب أن هذا الذي تجده وسواس من الشيطان يحاول به أن يكدّر عليك حياتك ويوصل الحزن إلى قلبك، وهذا غاية ما يتمناها اللعين، فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه الكريم: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} فإن من مقاصده العظيمة إيصال الحزن إلى قلب المؤمن حتى تتكدر عليه حياته، فلا ينشرح صدره لطاعة الله تعالى، ولا يستطيع مع ذلك تعمير أوقاته وساعاته بطاعة الله بما يعود عليه نفعًا في دنياه وأخراه.

والعلاج لهذا أيها الحبيب أن تُدرك هذه الحقيقة أنها من الشيطان، وأن ذلك الوسواس لن يضرك في دينك، فأنت على الإيمان، فكراهتك للكفر ونفورك منه دليل على إيمانك، فإن القلب لا يتألم من هذا العارض من الوسواس إلا لما فيه من الإيمان، ولذلك لما شكا بعض الصحابة هذه الوساوس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – قال لهم: (ذاك صريح الإيمان) فجعل نفورهم منها وكراهتهم لها دليلا على إيمانهم، بل على صريح إيمانهم.

فأنت على الإيمان أيها الحبيب، ونحن نبشرك بذلك، ونسأل الله تعالى لنا ولك التثبيت على هذا الإيمان حتى نلقاه سبحانه وتعالى.

والمطلوب منك أن تُعرض عن هذه الوساوس، فهناك علاج نبوي يتلخص في أمرين مهمين وردا في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد قال عمّن يشتكي من هذا، قال - صلى الله عليه وسلم - : (فليستعذ بالله ولينته) فهذان دواءان نبويان، الأول: الاستعاذة بالله – أي اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاحتماء به وسؤاله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك الشر والمكروه –.

والأمر الثاني: الانتهاء عن ذلك بأن يصرف الإنسان فكره عن التفكر في هذا الوسواس والاسترسال معه، وبهذا يذهب.

ولا علاج للوساوس أيها الحبيب مثل الإعراض عنها كما نطق بذلك العلماء، وأخبروا بأن الموفقين جربوا ذلك فانتفعوا به نفعًا عظيمًا.

والأدوية النفسية التي يصفها الأطباء النفسانيون للوساوس كلها تدور حول هذا الدواء النبوي؛ ولذلك فنصيحتنا لك أيها الحبيب أن تباشر هذا الدواء فتصرف نفسك إلى عمل آخر أو تفكر في أمر آخر، وكن على ثقة بأن هذا الوسواس لن يضرك في دينك.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُذهب عنك كل مكروه، وأن يشرح صدرك للإيمان ويزينه في قلبك.

www.islamweb.net