ارتفع (الدوبامين) عندي، فهل سيعود إلى طبيعته، وكيف أتخلص من القلق؟

2012-05-24 07:51:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) أولاً: أشكر الدكتور محمد عبد العليم على ما بذله من جهد ملاحظ، وأشكر موقع إسلام ويب على ما قدمه لنا من خدمات كثيرة.

هذه رقم آخر استشارة وضعتها في الموقع:2138128

وبرجاء مراجعتها للعلم عن الحالة، الذي فهمته من الاستشارة السابقة بأنه حدث لي ارتفاع في الدوبامين، هل سيعود إلى طبيعته مرة أخرى أم أن هذا مستحيل أم صعب؟ مع أن حالتي الآن -الحمد لله، وكانت نصيحتك لي بعمل صورة مقطعية للدماغ، وبالفعل قمت بعمل صورة مقطعية على الدماغ على جهاز في مستشفى خاص، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-.

ومرفق مع الأشعة اسطوانة إذا أردت رفع الصور لك فسأقوم برفعها، ولكن الطبيب قال لي: لا يوجد أي شيء، وقام بصرف لي بعض المكملات الغذائية التي مرسوم عليها نحل.

وهذا مزيد من الاطمئنان بالنسبة لي، وما نصيحتك للتخلص من القلق والخوف من الشعور بما سبق، من الخوف التوقعي للطابع الوسواسي؟

وما نصيحتك للتخلص من آلام الصدر؟ وأنا مستمر على الدوجماتيل، وفلوزاك لمدة شهر كل يوم حبة من الدوجماتيل، وحبة يوم آخذ، ويوم لا للفلوزاك.

هل يوجد هناك أدوية أخرى تريد إضافتها أو نظاما علاجيا آخر؟ مع العلم أني سوف أنتهي من فترت العلاج الأسبوع القادم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا..


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وثقتك في شخصي الضعيف، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنا سعيد جدًّا أن أعرف أن حالتك متقدمة بخطوات جيدة وثابتة نحو الأمام، ونسأل الله تعالى أن يديم عليك الصحة والعافية.

أولاً: أنا لا أريدك أن تشغل نفسك أبدًا بموضوع ارتفاع الدوبامين، لأن هذا الأمر يحدث ويختفي من خلال العلاج، والتذبذبات في مستوى الموصلات العصبية هي حقيقة ثابتة وتحدث بصفة يومية لجميع الناس، هنالك تأرجح في أن ترتفع، وأن تنخفض، أن تستجيب الموصلات العصبية بصورة مختلفة حسب الظرف العاطفي، والوجداني، للإنسان، فهي منظومة دقيقة عظيمة تدل على عظمة الخالق سبحانه، ولا شك في ذلك.

وأنا أقول لك أن الأمور - إن شاء الله تعالى – سوف ترجع إلى طبيعتها.

أنا بالطبع سعيد أن أسمع أن الصور المقطعية للدماغ طبيعية، وهذا أمر يطمئننا كثيرًا، وكما ذكر لك الطبيب أن كل شيء ممتاز، فلا داعي أن تتعب نفسك، وترسل لنا الصور، فالطبيب الذي قابلته لا شك أنه مكان ثقة.

بالنسبة للمكملات الغذائية: لا بأس بها، وأعتقد أن الطبيب قد وصفها لك كنوع من المساعدة في الدفع بثقتك في نفسك، وأن تكون في وضع نفسي تشعر فيه بالراحة والاسترخاء، فهذه المكملات لا بأس بها لاستمرارية الصحة النفسية، والجسدية بصورة ممتازة، لكن يجب ألا يبالغ الإنسان في تعاطيها.

بالنسبة لموضوع التخلص من القلق والخوف والشعور بما سبق خاصة الخوف التوقعي والوسواس: أنا على قناعة كاملة، وتامة أن القلق والخوف لا يمكن التخلص منهما كاملاً، وكذلك الوسواس، ولا يجب أن نفكر أن نقتلعها، لأنها مشاعر إنسانية.

هل نستطيع أن نتخيل أو نتصور أنفسنا دون قلق أو دون خوف أو دون وسواس؟! هذا يعني الحيادية أو التبلد الكامل للمشاعر، وهذا أمر مرفوض تمامًا، فدرجة مقبولة من القلق يجب أن نقبلها، وكذلك الخوف والوسواس، فهي حقيقة نوع من الطاقات النفسية الإيجابية التي تساعدنا على الاندفاع الإيجابي، على الدقة، على الانتظام، على حماية أنفسنا.

وكل درجة من القلق تأتيك يجب أن تفسّرها أنها قلق طبيعي، لا تفسرها أنها قلق مرضي، وفي ذات الوقت تصرف انتباهك عنها بأن تنخرط في أعمالك وفي الأنشطة الحياتية المختلفة، وأن تصرف انتباهك دائمًا، فهذه هي أفضل طريقة.

وتمارين الاسترخاء دائمًا مفيدة، والدعاء والذكر والصلاة بخشوع، وطمأنينة، وتلاوة القرآن، مدعمات قوية جدًّا لأن تسترخي النفس الإنسانية.

آلام الصدر التخلص منها أيضًا يكون عن طريق التجاهل، لأنها في الأصل ليست عضوية، كما أن تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة وصرف الانتباه وتغيير نمط الحياة، هذه كلها وسائل جيدة جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا حقيقة أرى أنك إذا تناولت جرعة وقائية من دواء بسيط جدًّا مثل الفلوناكسول/فلوبنتسكول لا أعتقد أن في ذلك مانع، لأني لا أقول أنني متخوف، لكن أريدك أن تكون أكثر طمأنينة خاصة حيال القلق التوقعي، فحين تنتهي من الفلوزاك والدوجماتيل لا مانع من أن تتناول الفلوناكسول بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – يوميًا لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم تتوقف عنه.

وفي ذات الوقت حاول دائمًا أن تسعى لتدعيم الإيجابيات لديك، وأن يكون مزاجك هو المزاج التحسني. هنالك مزاج مرضي، هنالك مزاج انهزامي، وهنالك مزاج تحسني، فالإنسان يمكن أن يدفع نفسه نحو أيًّا كان من هذه المشاعر، وبالطبع الدفع الإيجابي نحو المزاج التحسني هو الأفضل، وهذا يتأتى للإنسان من خلال إنجازاته، وأن يحاول أن يفصل ما بين أفعاله، ومشاعره خاصة إذا كانت المشاعر سلبية، يجب ألا ندعها تطغى على أدائنا في الحياة، أن يُنجز الإنسان، أن يثابر، أن يجتهد، سوف يحسّ بالرضى، وهذا بالطبع يحول الشعور السلبي إلى شعور إيجابي جدًّا.

حاول أن تتذاكر كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) فيه خير كثير، وفيه قول جميل - إن شاء الله تعالى - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net