الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق السداد.
أخي رسالتك واضحة جدا، والنقاط التي أثرتها تعكس حقيقة مشاعرك، وما تمر به من تجارب نفسية، وأستطيع أن أقول لك أن حالتك بسيطة.
أنت لديك ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي وهذه الثلاثة متداخلة، ومترابطة جدا، أي القلق والمخاوف، والوساوس، لا أريدك أبدا أن تنزعج وتعتقد أنه لديك ثلاثة أمراض مختلفة، لا، هنالك تداخل كبير جدا، وهذه نسميها بحالات الاضطراب الوجداني البسيطة، وحقيقة كثيرا من الذين يعانون من هذه الحالات تجدهم من أفاضل الناس، وشخصياتهم تحمل سمات الخير، والفضيلة، وأحد إشكالاتهم الرئيسية هي الحساسية المفرطة.
أيها الفاضل الكريم لا أريدك أبدا أن تنزعج لهذه الحالة، وحقيقة أنا أحبذ، وأفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي، هذا ليس خوفا من أنك لن تستجيب للدواء إذا وصفته لك، لكن التواصل المباشر مع الطبيب مفيد جدا، عموما هذا خيار.
الخيار الآخر هو أن أصرف لك أحد الأدوية الجيدة الفاعلة المضادة للمخاوف الوسواسية، وأنا أرى أن عقار زولفت، والذي يعرف باسم لسترال واسمه العلمي سيرترالين سيكون دواء مناسبا خاصة أنه سليم، وليس له آثار جانبية حقيقة، فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي قليلا عن بعض الرجال، لكنه لا يؤثر مطلقا على الإنجاب أو على التركيز.......
جرعة الزولفت هي أن تبدأ بنصف حبة الحبة تحتوي على 50 مليجرام، استمر عليها الصغيرة لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين، يمكنك أن تتناولها ليلا بعد الأكل، أو تتناولها بمعدل حبة في الظهر، وحبة في المساء هذا يعتمد على درجة النعاس، والاسترخاء الذي سوف يسببها الدواء، إن كان يصلح استرخائيا يفضل تناوله مساء وإن كان غير ذلك فلا مانع من أن تقسم الجرعة كما ذكرت لك، يجب أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية أي حبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة ونصف ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أؤكد لك أنه دواء سليم وفاعل، وممتاز جدا، بعد شهر ونصف إلى شهرين من بداية تناول الدواء سوف تحس بتحسن كبير، وهذا يجب أن يشجعك نحو التدريبات السلوكية الإيجابية، والتدريبات الإيجابية تتطلب منك الإكثار من التواصل الاجتماعي، وأن تكون أكثر طمأنينة، وأكثر إيجابية في تفكيرك.
أخي الكريم استعن دائما بالدعاء خاصة فيما يخص الشفقة، والخوف على الأولاد، الدعاء سلاح عظيم جدا ويبعث الطمأنينة في النفس، أريدك أيضا أن تدير وقتك بصورة صحيحة لا بد أن تكون لديك أنشطة متعددة خلال اليوم، الخروج من النمطية والرتابة هو من الأمور المرغوبة جدا لعلاج المخاوف الوسواسية، وكل فكرة وسواسية تأتيك لا بد أن تحقرها لا بد أن تقوم بفعل ما هو مخالف لها.
أخي الكريم الرياضة ذات فوائد عظيمة جمة هذا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، فأرجو أن تكون حريصا عليها، نضيف إلى ذلك تمارين الاسترخاء، فهي أيضا ذات فائدة وجدوى، إن ذهبت إلى الطبيب فسوف يقوم بتدريبك عليها، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية
2136015.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.