ضغط الدم والقلق والتوتر وعلاقة كل ذلك بالقولون

2012-09-19 08:44:10 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

أولا: جزاكم الله خيرا لجهودكم المبذولة في هذا الموقع، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

سأبدأ قصتي بالتعريف عن نفسي، أنا شاب عمري 23 سنة، تخرجت في الجامعة منذ شهر تقريبا، بدأت معي الأعراض منذ سنة تقريبا، حيث أنني أشعر باختناق مفاجئ، ودقات قلبي قوية جدا، ولا أستطيع الحركة إذ يضطر من حولي لأخذي إلى أقرب مستشفى، وفي المستشفى يكون الضغط 145-90 ، ودقات القلب 140 وتنزل بالتدريج.

طبعا استمرت معي الحالة ما يقارب 3 أشهر، وهي تأتيني 3 مرات بالأسبوع مع دخولي إلى المستشفى طبيب الطوارئ يعتقد أنها أعراض جلطة -لا قدر الله-.

طبعا من الفحوصات سبق وعملتها خلال سنة من الآن.

أولا: أنا مصاب بالقولون العصبي المزمن بأعراض قوية جدا.

ثانيا: مصاب بجرثومة المعدة، وأخذت لها كورسي علاج، نوبات ضغط فجائية، وصلت قمتها إلى 190-105 وتنزل بالتدريج خلال ربع ساعة، والمرات الأخرى 160-100.

طبعا خلال 30 تخطيط للقلب في المستشفى وجدنا خلال سنة ثلاثة تخطيطات غير سليمة للقلب، يقول لي دكتور الطوارئ راجع دكتور قلب أو باطني، وقد راجعت وإلى الآن أتابع مع الدكتور وعملت صورة إيكو، وكانت سليمة، فقال لي دكتور القلب: هناك مشاكل في كهرباء القلب، وأحالني على دكتور متخصص في كهرباء القلب، وموعدي معه بعد رمضان إن شاء الله.

ملاحظة بسيطة: لا أنكر دور الحالة النفسية السيئة في الأعراض التي أمر بها، ولكن إذا كان هذا كله سببه نفسي، فكيف أعالج هذه الأعراض.

طبعا أنا الآن أحسن بكثير من قبل، -والحمد لله- ، ولكن هناك أعراض مثل: خفقان القلب، وليس المقصود تسارع، وإنما ضربات قوية تهز يدي أو حتى جسمي كاملا، ولا أستطيع النوم، وضغط الدم يتذبذب بشكل غريب خلال أوقات متقاربة جدا، ويمكن أن يتغير في دقائق، ويتراوح بين 100-60 إلى 145-95.

صداع نابض بالرأس، كل طبيب أساله عن هذا الصداع يقول لي: هذا صداع ضغط.

تشنجات في بعض العضلات يعني مثل رفرفة بعض العضلات.

وانتفاخ المعدة والتجشؤ على مدى 24 ساعة، وأهم شيء مؤذ هو وخزات مثل وخزات الكهرباء أو لسعات الماء البارد.

سامحوني للإطالة، ولكن جزيتم الخير، وعوض الله هذا في حسناتكم.

طبعا استشارتي قريبة من رقم الاستشارة: (2134560).

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الفاضل الكريم، كما أشار لك الدكتور مأمون مبيض، والدكتور محمد حمودة في استشارتك السابقة، الربط ما بين الأعراض النفسية والأعراض الجسدية هو أمر معروف وثابت جداً، وهنالك ثلاث علاقات، العلاقة الأولى: أن بعض الأمراض النفسية كالقلق والتوتر لها أعراض جسدية، الأمر الثاني: هو أن بعض الأمراض الجسدية لها أعراض نفسية، مثلاً زيادة إفراز الغدة الدرقية يظهر في شكل خفقان في القلب وتعرق وقلق وتوتر، هنالك وضع ثالث هو: أن الإنسان ربما توجد لديه علة عضوية وعلة نفسية في نفس الوقت، مثلاً تكون الشخصية شخصية قلقة ومتوترة، وهذه علة تصاب بالقلق، وتصاب بالمخاوف، وفي نفس الوقت تصاب بمرض السكر، مرض السكر يؤدي إلى الاكتئاب النفسي وهكذا، إذن التداخلات هذه موجودة.

أيها الفاضل الكريم: حالتك الآن أنت تتحدث عن احتمالية وجود اضطراب في كهرباء القلب، هذه الحالة يجب أن تحسم من خلال مقابلة طبيب القلب، لكن للاطمئنان أقول لك أن معظم حالات اضطراب كهرباء القلب أيضا قد يلعب الدور النفسي فيها دوراً أساسياً، القلق، التوتر، هذا كله قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهذا نعتبره نوعا من الاضطراب الحميد في كهرباء القلب، في أحيان كثيرة جداً شرب الشاي والقهوة بكثرة مع شيء من القلق ربما يثير القلب أيضا، وهكذا إذن العلاقة ربما تكون موجودة القلق والتوترات كلها تؤدي في بعض الأحيان إلى تأثيرات على القلب لكنها تأثيرات بسيطة وإن شاء الله حميدة، هذا الأمر يجب أن يحسم بمقابلة طبيب القلب للتأكد من الجوانب العضوية لديك.

من ناحية الحالة النفسية أنا أرى أنه لديك أعراض حقيقة يجب أن لا نتجاهلها أنت تحس بشيء من التوتر وتحس بمخاوف وتحس بأنك غير مرتاح، وهذه من وجهة نظري تمثل جزءً رئيسيا لتشخيص ما نسميه القلق الاكتئابي من النوع البسيط، وهذا علاجه سهل جداً -أيها الفاضل الكريم- يتم علاجها من خلال ممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء 2136015، والتفكير الإيجابي، أنت محتاج إلى دواء نفسي بسيط مثل العلاج الذي يسمى باسم سبرالكس واسمه العلمي هو استالوبرام دواء رائع جداً، ومفيد جداً سليم جداً بعد أن تجري الفحوصات، وتتأكد من كل شيء مع طبيب القلب يمكنك أن تستعمل هذا الدواء، ولا بأس أن تشاور فيه الطبيب.

السبرالكس جرعته في مثل حالتك صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة أي (5) مليجرام يومياً لمدة أسبوع بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشر مليجرام يومياً، وتتناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة، واجعلها (5) مليجرام يومياً لمدة شهر ثم (5) مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا هو الذي أنصح به.

وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net