الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكر لك هذا التواصل مع إسلام ويب، ونهنئك بتخرجك من الجامعة بتفوق، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك التوفيق والسداد، وأن يتم زواجك قريبًا.
فإن حالتك بسيطة جدًّا، وهي ما يعرف بقلق المخاوف، والمخاوف التي تعانين منها هي من النوع التوقعي، أي أنك تضعين أمورا افتراضية أمامك، وتتضخم وتتجسم الأمور المستقبلية حتى وإن كانت بسيطة، وهذا يؤدي إلى شعورك بالقلق والتوتر الداخلي.
القلق الذي تعانين منه في معظمه هو من النوع المقنع، وأقصد بذلك أن الأعراض الجسدية أكثر من الأعراض النفسية، ولذا تصابين بالغثيان والاستفراغ، وكل الأعراض الجسمية التي ذكرتها -وهذه الحالات يسميها البعض بالحالات النفسوجسدية- ليست مرضًا خطيرًا، ولكن أتفق معك أنها مزعجة بعض الشيء، وقد تعيق الإنسان اجتماعيًا، لكن في نهاية المطاف سوف يتم علاجها بصورة ممتازة جدًّا.
وقبل أن نتحدث عن الدواء، أريدك أولاً أن تثقي في قدراتك، فأنت إنسانة منجزة وممتازة.
ثانيًا: أرجو أن تُقدمي على الزواج مباشرة بالشاب الذي ترين فيه الزوج الصالح لك، وما أصفه لك من دواء - إن شاء الله تعالى – سوف يُذهب كل أعراضك هذه.
ثالثًا: من الضروري جدًّا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم
2136015 أرجو الاطلاع عليها، والتدرب على تمارين الاسترخاء.
رابعًا: هنالك أدوية كثيرة جدًّا تفيد في حالتك، أفضل هذه الأدوية يعرف باسم: (سيرترالين) وهذا هو مسماه العلمي، ويسمى تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت)، ولكن أعتقد بأن له مسميات تجارية أخرى، اسألي عن الدواء تحت مسماه العلمي، وتناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة، حيث كل حبة تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناوليها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ويوجد دواء آخر يعرف تجاريًا باسم: (فلوناكسول)، ويعرف علميًا باسم: (فلوبنتكسول)، وهو متوفر في السودان، وأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن الفلوناكسول، لكن يجب أن تستمري في السيرترالين بنفس الطريقة التي وصفتها لك.
هذه الأدوية أدوية سليمة، وفاعلة، وممتازة، وغير إدمانية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
إذاً: خلاصة الأمر: إن هذا مجرد قلق المخاوف، وهي حالة نفسوجسدية، وتمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي، والحد من التوقعات السلبية، وتناول الدواء، سوف تقضي عليها تمامًا.
أرجو ألا تترددي مطلقًا في موضوع الزواج، وأهنئك أيضًا بتعينك معيدة في الجامعة، وأسأل الله تعالى لك مستقبلاً باهرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.