أرغب بالإصلاح رغم أن زوجي يسيء معاملتي، ماذا أفعل؟

2023-05-11 02:53:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة، وزوجي عمره 26 سنة، وحامل بطفلي الأول، أعاني من الضغط النفسي من أهلي لتخييري بين أن أختار زوجي أو أهلي، وإذا اخترته يتبرؤون مني أو أختارهم.

والسبب سوء خلق زوجي، فمنذ ثالث يوم تزوجت به أصبح يضربني، ويثور علي لأتفه الأسباب؛ فمثلاً يضربني لأني تأخرت عليه، أو عندما لا أرغب بالذهاب لمكان معين، وقد حدثت أبي بما حصل منه، ووعده بأن لا يرفع يده علي، وفعلاً لم يفعل، ومضت الأمور في المرة الأولى بسلام.

والآن زوجي بدأ يتغير ويتحكم بانفعالاته، وخف غضبه عن السابق، وقبل يومين حدثت مشكلة بيني وبينه، وذهبت لبيت أهلي، وعندما أتى استقبله زوج أختي، أنا أعتبره كأخ كبير لي، وأيضاً هو عمي من الرضاعة، وعندما قابل زوجي حاول الإصلاح بيننا، واقترح بأن نؤجل الموضوع إلى بعد العيد، لكن زوجي رفض، وقال له: أنت لا دخل لك بيننا، وأرغب بمقابلة أبي زوجتي أنت فقط (رسول)، وتهجم على زوج أختي وضربه، وزوج أختي رفع عليه قضية، وزوجي اعتذر عما حصل منه قبل أن يعرف برفع القضية، أنا لا أرغب بالطلاق، أرغب بالإصلاح فما رأيكم؟ وأريد منكم النصيحة، ماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وافية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية: نشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يُصلح ما بينك وبينك زوجك، ونتمنى دائمًا ألا تُخرجوا المشاكل التي بينكما، وأن تتجنبا إدخال أطراف أخرى مهما كان قُربهم - حتى الوالد وغير الوالد - ينبغي أن تجتهدا في معالجة الأمور بحكمة، وإذا كان الزوج عصبيًا، فإن المرأة العاقلة تعرف الأشياء التي تُثير غضب الزوج فتتفاداها، وتتجنب ما يُثير غضبه، وما يثير توتره، فعند ذلك سوف تسعد معه.

ولا شك أن هذه المشاكل وهذه التوترات لها أسباب، وكما قلنا المرأة العاقلة – منذ الوهلة الأولى – تعرف الأشياء التي يكرهها الزوج وتتجنبها، والزوج العاقل يتعرف على الأمور التي تضايق الزوجة ويتجنبها.

وأنت أيضًا عندما تذكرين هذه المشاكل لأهلك، يضعونك أمام خيارات صعبة، كما قالوا (إما تختارينه أو تختاري أهلك)، وطبعًا نحن لا ننصح أي زوجة بأن تختار على زوجها أحداً، ولا ننصح أي زوجة بأن تُسيء العلاقة بينها وبين أهلها، ولكن الحكمة مطلوبة، ومفتاح النجاح لك في أن تجعلي المشاكل محصورة بينك وبين زوجك، وتتحملي هذا الزوج الذي اعتذر مرارًا للوالد.

وكنا نتمنى أن تعرضي لنا نماذج من أسباب الخلافات، ما هي الأشياء التي تثير توتره؟ لماذا هو يمد يده؟ هل يجد منك سخرية أو استهزاءً أو تنغيصاً، أو احتقاراً له، أو عدم الاحترام، أو رفع الصوت عليه؟ هذه غالبًا هي الأمور التي يحاول فيها الزوج رفع يده على زوجته، وليس معنى هذا أننا نؤيد منه هذا العمل، ولكن من الضروري، ومن حكمة الزوجة أن تتفادى الأمور التي تُثير غضب الزوج، وتتجنب الأمور التي تجلب توتره، وكذلك تجتهد في أن تحاصر مشاكلها، فلا تُشرك الآخرين في المشاكل؛ لأن هذا سبب لإزعاج الجميع، والمشكلة تتعقد كما حصل الآن.

وما حصل بين زوج أختك -الذي هو أخ لك من الرضاعة- وبين زوجك أمرٌ يؤسف له، وبلا شك أنت لست طرفًا في هذا الإشكال، وأرجو أن تحل مشاكل الرجال وحدهم، ونتمنى ألا تكوني ضحية، وألا يكون زوجك ضحية لهذا الخلاف الذي حدث، وقطعًا هذا الزوج أيضًا ينبغي أن يقف عند حده، فلا يمد يده على من يريد أن يُصلح، ومن يريد أن يتكلم ويتدخل بالحسنى في مثل هذه الأمور، ولعله لم يكن يعرف مكانة هذا الأخ – زوج أختك – وعلاقته بك.

وأيضًا نتمنى من الجميع أن يديروا الأمور بحكمة، ولعل الحل الناجع والذي نوصي به هو ألا تُخرج المشاكل أبدًا، طالما كان الأهل يتحمسون بهذه الطريقة ويتدخلون بمثل هذا العنف، وليس عندهم مانع من المضاربة، وفتح بلاغات عند الشرطة، فليس من المصلحة أبدًا أن تذكري ما يحدث بينك وبين زوجك، وتحاولي أن تعالجي الأمور بحكمة.

ونحن نتمنى أيضًا عندما تحصل مشكلة أن يكون مثل هذا التواصل مع هذا الموقع مبكرًا، لأننا أيضًا لا نحابي طرفًا على طرف، فلسنا أهلاً للزوجة ولسنا أقرباء للزوج، وإنما ننصح بما يُرضي الله، وننصح وُفق هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.

ولذلك طالما عرفت هذا الموقع نتمنى أن تجعلوا الحكم بينكم هو هذا الموقع، وترفعوا المشكلة، فنستمع للطرفين، وننظر لوجهة نظر الطرفين، ثم نُعطي توجيهات، ومن خلال عرض أي نماذج حصلت بينكما سيتبين لنا - إن شاء الله تعالى – بجلاء نمط شخصية الرجل، الأشياء التي تثيره، الكيفية التي ينبغي أن تتعاملين بها معه، وحبذا لو كتبت إلينا بإيجابيات هذا الزوج، ولماذا أهلك يرفضونه؟ ما هي الأسباب لهذه التوترات من وجهة نظره هو؟ ما هي الأشياء والمآخذ التي يأخذها عليك؟ لماذا هو يرفع يده؟

هذه أمور نحتاج إلى أن نسمعها من الطرفين حتى نستطيع أن نصل إلى الإجابة المناسبة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكما الألفة، وندعوك إلى المحافظة على بيتك، وعدم الإصرار على الطلاق، والتعامل مع أهلك ومع زوجك بمنتهى الحكمة، خاصة في هذه الفترة التي يوجد فيها في بطنك جنين، فإن التوترات ليست في مصلحة الجنين، وسيتضرر كثيرًا من هذه الخلافات، فاجتهدوا في تهدئة الوضع حتى يخرج هذا الجنين بسلام، وحاولوا أن تسترضوا أخيك من الرضاعة (زوج شقيقتك)، لتُحل المشكلة بالتي هي أحسن، فليس هناك مصلحة في التصعيد، وفي إدخال الشرطة في مثل هذه المشاكل العائلية لما لها من آثار خطيرة في هذه الحالة، وآثار يقع فيها ضحية الأبرياء من أمثالك، وأمثال هذا الطفل (الجنين) الذي تنتظرونه.

الحكمة مطلوبة، وأرجو أن يكون الشرع هو مرجع الجميع، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يُحبه ويرضاه.

www.islamweb.net