طفلي يستلقي على بطنه ويحرك رجليه، هل هذا توحد أم ماذا؟

2013-01-14 10:57:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

دكتور أحببت أن أستفسر عن حالة ابني.
ابني عمره سنة وخمسه أشهر، وهو طفلي الأول، لاحظت عليه منذ فترة حوالي شهرين مع بداية ظهور الأنياب والضروس أنه يكرر حركة معينة أكثر من مرة في اليوم، وهي أنه يستلقي على بطنه ويحرك رجليه، كما أنه عند النوم يحب أن يمسك البطانية بأطراف أصابعه ويفركها، وأيضا يحب تدوير عجلات السيارة، وكل ما هو دائري، كما أن المراوح تشد انتباهه، كما أنه أصبح سريع الغضب.

أما بالنسبة للأمور الأخرى فهو طفل اجتماعي يحب الأطفال، ويحب اللعب معهم، وعندما نذهب لمكان عام فهو ينطلق فيه، ويحب أن يكتشف المكان، وعندما يرى أطفالا يذهب إليهم، كما أنه اجتماعي جدا مع أقاربنا وأطفالهم، ويحب اللعب بجميع الألعاب، وعندما نغيب عنه أنا أو والده، فهو يفتقدنا.

عندما يذهب والده للعمل، وعند عودته مجرد ما يسمع صوت الباب يعرف أن والده قد أتى فيقول بابا، ويذهب للباب، ويحضن والده، كما أنه عند النوم يحب أن يمسك بوجهي ويحضنني، وإذا ناديته يستجيب، ولكن أحيانا عندما يكون مشغولا بالتلفزيون، فهو لا يرد علي!

كما أن تواصله البصري طبيعي فهو ينظر إلي عندما أكلمه، وهو يحب قنوات الأطفال، وإذا كان في الغرفة المجاورة لغرفة التلفزيون، وسمع صوت أنشدوة يحبها يذهب لكي يشاهدها، ويخاف على نفسه من الخطر، فيخاف من الوقوع من الدرج، ويخاف من الأشياء الساخنة، ومن الظلام.

وهو يفهم تعابير وجهي إذا كنت غاضبة، أو فرحانة، وإذا عملت كأني أبكي فهو يتأثر ويبكي، كما أنه يقلدني أنا ووالده في كل الحركات، مثل التحدث في الجوال، وهو ينطق الآن كم كلمة (بابا، ماما، هيّا، عمّه) وأيضا يحب الخروج من المنزل ويفرح بذلك، وإذا رآني لابسة العباية يفرح، ويفهم أنني سوف أخرج من المنزل، فهل من الممكن أن تكون الأعراض التي ذكرتها في البداية أن تكون أعراض توحد أم ماذا؟

أرجو منك المعذرة فقد أطلت عليك، ولكن هذا أول أطفالي، وليس عندي خبرة شاكرة، لكم سرعة الرد.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

رسالتك واضحة وطيبة جداً، وقد أعجبتني كثيراً ما تحتويه من معلومات تدل على الخبرة المعرفية الممتازة، لاشك أن متلازمة التوحد سببت الكثير من القلق للناس، ذلك نسبة لأن مآلها العلاجي قد لا يكون جيدا،ً وإن كان هذا مثبت أنه غير صحيح الآن، فكثير من حالات طيف التوحد يمكن أن تعالج بصورة جيدة إذا بدأ العلاج التأهيلي مبكراً، وكان على يد مختصين، في ذات الوقت حدث شيء من الحرج والمرج والانزعاج للناس؛ لأن العوامل الجينية الوراثية أثبتت أنها قد تلعب دوراً رئيسيا في متلازمة التوحد.

أيتها الفاضلة الكريمة: ابنك حفظه الله تعالى يتفاعل وجدانيا واجتماعياً، وفي ذات الوقت تطوره اللغوي والمعرفي ممتاز جداً، وهذا بالطبع لا نشاهده في الطفل الذي يعاني من علة التوحد.

بالنسبة لإكثار الحركات، ورتابته في نسق وسواسي، هذه بالطبع علة مهمة أو عرض يجب أن نأخذه في الحسبان حين نتحدث عن أعراض التوحد، لكن أود أن أطمئنك كثيراً أن تكرار الحركات ورتابتها نشاهدها لدى الأطفال العاديين والعاديين جداً، الطفل كثيراً ما يكون نمطياً في سلوكه، ويلجأ إلى التكرار، وأن تكون له طقوس يتمسك بها، طقوس ذات طابع وسواسي.

اطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- أن ابنك من وجهة نظري لا يحمل أو يدخل في طيف علة التوحد، الطفل لا زال صغيراً -وإن شاء الله تعالى- يتطور تطورا إيجابياً جداً، وبالنسبة للحركات النمطية المتكررة، هي أحد ما نشاهده في الطفولة من سلوكيات.

أيتها الفاضلة الكريمة: حتى تكوني أكثر اطمئناناً لا بأس أن تعرضي طفلك على طبيب الأطفال بهدف إكمال التطعيمات مثلاً، يمكن أن تجعليه يتفحصه بدقة مراحله التطورية، الطفل طبيعي، وعليك بالدعاء له.

أسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما، بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net