رهاب اجتماعي واكتئاب وغازات مستمرة... ومعاناتي مع ذلك

2013-05-23 04:16:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من رهاب اجتماعي، وخوف، وقلق دائم، أخاف من مواجهة الناس والتحدث معهم حتى عن طريق الجوال، حتى أنه تأتيني رعشة وتسارع نبضات القلب، واكتئاب، أحس أنه لا يوجد شيء سعيد، فالحياة وحتى إذا جاءني خبر مفرح أو اشتريت شيئا أريده لا أحس بلذة ولا الفرحة كما في السابق، حتى أني أفكر بالخروج من البيت والعيش وحيدا.

أكبر مشكلة هي القولون، غازات البطن المستمرة، بسببها انعزلت عن الناس، ولا أجلس مع أحد، ولا يمكنني أن أذهب لمكان هادئ، وقد تغيبت كثيرا عن الجامعة بسبب أصوات الغازات، واختباراتي قريبة، فما العلاج المناسب؟

مررت بظروف صعبة ومشاكل، وهي التي أوصلتني لهذا السبب، وأعاني من الملل والاكتئاب، طبعا لم ولن أفكر في الانتحار أو ما شابهه ولله الحمد.

أرجو وصف علاج لي كي أتمكن من إكمال الدراسة الجامعية ومواجهة الناس والاختلاط معهم، وإذا تم وصف علاج أرجو أن تكون أعراضه الجانبية بسيطة إذا أمكن!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب جامعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفق معك أن القولون العصبي مزعج لصاحبه، لكن في ذات الوقت أؤكد لك أنه ليس خطيرًا، وأن ارتباطه بالقلق ارتباط وثيق، لذا إذا عُولج القلق يُعالج القولون العصبي لدرجة كبيرة.

أما ما تعاني منه من اكتئاب فلا أعتقد أنه اكتئاب حقيقي– والحمد لله– إنما هو عسر في المزاج ناتج من حالة القلق والتوترات وأعراض الجهاز الهضمي التي هي مزعجة لك، وجعلتك لا تركز كثيرًا على دراستك، ولا تكون مثابرًا في حياتك، ولا تستمتع بها، إذن أنت لا تعاني من اكتئاب بيولوجي حقيقي، إنما هو إفراز ثانوي للحالة العُصابية التي تعاني منها.

أيها الفاضل الكريم: طبعًا أسعدني كثيرًا قولك أنك لن تقدم على الانتحار أو تفكر فيه - والحمد لله تعالى - ديننا العظيم خير حافظ لنا في هذا الأمر، أريدك أن تكون أكثر تفاؤلاً، الحياة طيبة وجميلة، وأنت في بدايات سن الشباب، هنالك طاقات نفسية وجسدية ووجدانية ومعرفية واجتماعية يجب على الإنسان أن يوظفها التوظيف الصحيح ليحس أنه فعلاً نافع لنفسه ولغيره، والإنسان الذي يكون تفكيره على هذا النمط قطعًا سوف يحس بالاسترخاء والسعادة - إن شاء الله تعالى -.

أنصحك بأن تُكثف التمارين الرياضية، القولون العصبي لا يمكن أن يعالج إلا من خلال الإصرار على التمارين الرياضية، وموضوع الغازات وخلافه: هذه قد تكون أيضًا مرتبطة بنوعية الطعام، هنالك الكثير من الناس الذين لديهم حساسية للحليب (مثلاً) دون أن يعلموا ذلك، لذا تجد أن الحليب منزوع اللاكتوز قد يكون مفيدًا جدًّا في حالتك، فأرجو أن تجرب هذا المستحضر، وهو موجود في السعودية وفي كثير من البلدان.

عليك أيضًا أن تشرب النعناع الأخضر بعد أن تغليه مرة أو مرتين في اليوم، وتكثيف الرياضة، وعليك أيضًا بتمارين الاسترخاء، وللتدرب عليها يمكنك أن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها تفاصيل بسيطة وجيدة ومفيدة - إن شاء الله تعالى – لك.

كن حاذقًا وذكيًا ومتمرسًا في إدارة الوقت، إدارة الوقت تعني إدارة الحياة، والذي ينظم وقته ويرتبه بصورة صحيحة (حقيقة) لا يحس بالملل ولا بالقلق ولا بالتوتر، إنما يحس بالرضا التام.

كن نشطًا في أداء واجباتك، لا بد أن تعمل، لا بد أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، من تواصلك، احرص على صلاة الجماعة، على التواصل مع الأرحام، الحياة ليس لها معنى أبدًا إذا لم يكن الإنسان حريصًا على أن يكون نمط حياته طيبًا وإيجابيًا، فسر على هذا النمط.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أنصحك بتناول دواءين، الدواء الأول يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل)، واسمه العلمي (إمبرامين)، دواء قديم لكنه مفيد وغير مكلف، الجرعة التي تحتاجها هي خمسة وعشرون مليجرامًا يوميًا، تتناولها لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا، تناول حبة صباحًا وحبة مساء - من فئة خمسة وعشرين مليجرامًا – استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم مثلها يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الآخر فهو عقار (سلبرايد) هذا اسمه العلمي، ويعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، الجرعة المطلوبة هي أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلاً – وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا –، بعد أسبوعين اجعل الجرعة كبسولة صباحًا ومساءً واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء بسيط جدًّا ومشهور ومعروف يساعد كثيرًا في امتصاص الغازات، هذا الدواء يعرف باسم (دسفلاتين) أرجو أن تتحصل عليه، وتتناوله عند اللزوم، لكن - كما ذكرت لك – إذا تناولت الحليب منزوع اللاكتوز فهذا قد يساعدك كثيرًا، كما أني أنصحك بمضغ الطعام جيدًا، والحرص ألا تبتلع كميات كبيرة من الهواء حين التحدث، هذا يحدث لبعض الناس.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net