الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبالفعل الذي أصابك هي نوبة فزع أو هلع أو هرع – هذه كلها مسميات صحيحة لها – وهي في الحقيقة نوع من نوبات القلق الحادة جداً والمفاجئة، والتي قد تأتي دون أي مقدمات، قد تكون لها أسباب، وقد تكون ليس لها أي نوع من الأسباب، وخلالها يحس الإنسان بالضيق وبالخوف، وكأن مصيبة سوف تقع، ويكون هنالك تسارع في القلب، والشعور بالرجفة وخفة الرأس وفقدان الاتزان – وأعراض أخرى كثيرة –.
بعد أن تنتهي هذه النوبات وتُجهض يبدأ بعد ذلك الإنسان في مسلسل التخوف المستقبلي، بمعنى أنه يكون لديه نوع من القلق التوقعي حول الذي حدث له، وهكذا تبدأ رحلة الإنسان مع ما نسميه بـ (قلق المخاوف) ويكون هنالك نوع من الوساوس والاجترارات السلبية، وربما شيء من عسر المزاج.
هذه هي الحالة -أيها الفاضل الكريم- وأنا أؤكد لك أنها ليست خطيرة أبدًا، بل هي من الحالات البسيطة، بالرغم مما تسببه لك من إزعاج.
العلاج الدوائي مهم لهذه الحالة، وعقار سبرالكس الذي وصفه لك الطبيب هو من أفضل أنواع الأدوية التي تعالج هذه الحالة، وقطعًا يكون الطبيب قد نصحك أن تتدرج بالجرعة، ترفعها حتى تصل إلى عشرين مليجرامًا في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر مثلاً، ثم إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر.
أما بالنسبة للزاناكس الذي وصفه لك الطبيب فقراره صحيح، وهذا دواء فعال جداً، لكن يجب ألا يستعمل لمدة طويلة، ومن الواضح أن الأخ الطبيب الذي قام بفحصك قد وضع لك سياسة علاجية صحيحة.
موضوع الشعور بالخمول قد يكون سببه الزاناكس، أما السبرالكس فلا يسبب الخمول.
هذا من حيث العلاج الدوائي، وهذه الحالات غالبًا تنتهي بعد فترة الستة أشهر كما ذكر لك الطبيب، أو حتى في بعض الحالات قد تختفي في أقل من ذلك، لكن بعض الناس قد تعاودهم لكن تكون أخف بكثير، ولا يهتم بها الإنسان، لأنه أصبح متوائمًا معها.
أيها الفاضل الكريم: هنالك علاجات سلوكية مهمة أهمها تجاهل هذه الحالة، عدم التردد على الأطباء، أن تعيش حياة صحية، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم وقتك، والحرص في عباداتك، والرياضة مهمة ومهمة جداً على وجه الخصوص، وهنالك أيضًا تمارين الاسترخاء والتي أحسب أن الطبيب قد قام بتدريبك عليها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) يمكنك أن ترجع إليها وتطلع على كيفية تطبيق هذه التمارين من أجل المزيد من المعرفة.
إذن؛ ما حدث لك واضح، وإن شاء الله تعالى علاجه واضح، والشفاء من عند الله تعالى، وإن شاء الله أنت من المتعافين، ومن الشاكرين على نعمة العافية، وكذلك نحن بإذنه تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.