شاب أحبني للزواج وأمه رفضت، ما توجيهكم؟

2013-09-11 05:40:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ..

أشكركم على موقعكم الرائع، ويا ليت أني رأيته منذ زمن، فاستفدت أشياء كثيرة، فما كان حصل لي ما حصل.

عمري 27 سنة، ارتبطت بزميلي في الجامعة قبل 8سنوات، عمره 29 سنة, كنا نحب بعض لدرجة الجنون، وما في أحد يتخيل حياته من دون الثاني.

علماً أن أمي على دراية بالموضوع، وكذلك أهله, كان يوعدني بالارتباط، ولكن كل مرة ظروف أهله تصير أسوأ, تطورت علاقتنا كثيراً ووقعنا بالحرام، لكننا لم نزن, واستمرت علاقتنا على هذا المنوال، وكل مرة نندم ونتوب، ولكننا نرجع لما كنا عليه، والشيطان يزين الشر, وهو يقسم لي بأغلظ الأيمان أنني لن أكون لغيره, المهم قبل سنة تقريباً وعدني يجيء يخطبني، وفي الأخير تحجج بأمه، وهي دائما سبب اعتذاره عن عدم إكمال خطوبته لي، وأنا تعصبت ونعته بأنه طفل، وقراره ليس بيده، فأخبرها كالمعتاد فغضبت مني، وأخبرته بأنها ما تريدني، ولكنه ما خبرني بالذي صار لأجل ما يحب أن يخسرني.

استمرت علاقتنا وأنا مصرة على التقدم رسمياً لي، وفي الأخير قبل أسبوعين أخبرني بأن أمه رفضتني، وبأنه ما يقدر يعصيها!

أنا حالتي من وقتها جداً صعبة، وأفكر بالانتحار، ولكني أستعيذ من الشيطان الرجيم, هل الذي يعمله معي يصير؟ يربطني معه ويرميني بدون ثمن! هل عليه إثم بما فعله بي؟ وهل يعتبر عدم تنفيذ قرارها عقوقاً لها؟

علماً أن شخصيته ضعيفة جداً أمامها، ويعتبر مجرد رأيه أمامها عقوقاً لها, انصحوني وانصحوه، هو يريدني لكنه ضعيف الشخصية أمامها جداً.

انقذوني بأسرع وقت، فأنا ضائعة.

بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المظلومة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يغفر ذنبنا وذنبكم، وأن يلهكم السداد والرشاد، وأن يعينكم على الخير، ونحب أن نؤكد لكم أن ما عند الله من الخير والتوفيق لا يُنال إلا بطاعته، والبدايات المخالفة لها آثار كبيرة على النهايات، قال - صلى الله عليه وسلم -: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه) فجددوا التوبة، واحرصوا على التوبة النصوح لله تبارك وتعالى، ونبشركم بأن التوبة تجُبُّ ما قبلها وتمحو، ونتمنى أن يكرر هذا الشاب المحاولات، وأن يتوجه إلى رب الأرض والسموات، وعليك أن تبتعدي عنه حتى يتمكن من وضع هذه العلاقة في إطارها الصحيح، وإذا لم يتمكن لضعفه – كما أشرت – فلا تبكي على أمثال هؤلاء، فإنك لا تستطيعين أن تسعدي وتعيشي مع رجل لا يملك قراره أو بهذا الضعف، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرًا.

نؤكد لك أن كل شيء قسمة ونصيب، وأن ما قدره الله لك سوف يأتيك، ونرفض أي تنازلات تقديمنها، وأي استمرار في علاقة خارج الأطر الشرعية، لأن هذا التهاون هو الذي يجعل الرجل يتمادى، فإذا كان الرجل يجد ما يريد وبالمجان فلماذا يُلزم نفسه بالزواج؟!

هذا المعنى ينبغي أن تُدركه كل فتاة، والفتاة التي تلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها وترفض تقديم التنازلات هي التي تملأ عين الرجل، هي التي تدفع الرجل إلى أن يجري وراءها، بخلاف التي تقدم التنازلات، فإنه سرعان ما يزهد فيها، وسرعان ما يتركها لأتفه الأسباب، لأنها وضعت نفسها في هذا الموضع.

على كل حال الذي مضى لا تقفي عنده طويلاً، وابدئي حياتك بتوبة لله نصوح، بتصحيح هذا المسار، ابتعدي عنه، رغم مرارة ما قلنا إلا أن الاستمرار هو الشر المستطير، وهو المرارة الكبرى، بل هو المعصية الكبرى، أن تستمر علاقة دون قواعد من هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

أما كونه أساء ووقع في الإثم ووقع في الخطأ سينال عواقب ما حصل، هذا كله بلا شك، لأن الله عدلٌ، والواحد منا لا يرضى العبث بأخته أو ببنته أو بعمته، فكيف يرضى هذا لبنات الناس؟

نحب أن نؤكد له أن طاعته لأمه لا تعتبر مطلباً إلا إذا كان لاعتبار شرعي، يعني إذا رفضتك لاعتبار شرعي، أما إذا كان لمجرد المزاج والعناد، فلا يعتبر عاقاً لها إذا خالفها وتزوجك.

الفقهاء توسعوا في حق المرأة، لأن المرأة قد يكون دافعها الغيرة، الأم قد يكون دافعها الغيرة، أما إذا كان الرفض لاعتبار شرعي، لخلل في دينك أنت، فعند ذلك يُطيع أمه، أما بغير ذلك فينبغي أن يُدرك أنه لو أكمل المشوار وتزوجك فلا يعتبر عاقًا لأمه، مع أننا نتمنى أن يُقنع أمه وأن يصحح الصورة قبل أن يُقدم على مشروع الزواج.

ولكن الآن ننصحك بالتوقف، وعندها ستعرفين حقيقة هذا الشاب، فإذا كان فيه خير يتقدم، وإذا لم يتقدم فكفى الله المؤمنين القتال، ورغم مرارة ما نقول إلا أن هذا هو الأفضل، هذا هو الخيار الأحسن من أن تتزوجي رجلاً لا يملك لنفسه ولا يستطيع أن يحرك ساكنًا، ولا يملك قراره، فعند ذلك لن تسعدي معه، وخير لك أن يكون الفراق مبكرًا قبل أن يكون بينكم أطفال وبينكم علاقات وتكون عندها الندامة الشديدة.

احمدي الله أن العلاقات التي حصلت والمخالفات كانت سطحية، وهي في كل الأحوال محرمة، ونسأل الله أن يتوب عليكم، فأقبلي على الله، وتوبي إليه، واعلمي أن ما عند الله من التوفيق والتأييد لا يُنال إلا بطاعته، واعلمي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، فالجئي إلى الله وسيأتيك ما قدره لك الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

www.islamweb.net