الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لديك تجربة علاجية ناجحة جدًّا، حين كنت صغيرًا، وبعد أن عاودتك التأتأة أقول لك: إن طرق العلاج هي نفسها، مع بعض التغيرات حول مفهوم التأتأة، وأهم تغيير هو أن تفهم وتدرك ألا تراقب نفسك حين تتكلم، وأن تتكلم ببطء، وأن تعرف أن الآخرين لا يستحقرونك ولا يقللون من قيمتك، وعليك بالدعاء أن تسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.
أما بقية العلاجات فهي: أن تقوم بنفس التدريبات التي قام بتدريبك عليها أخصائي التخاطب، وأضف إليها في هذه المرة: أن تطلب من إمام مسجدك أو أحد المشايخ أن يدربك على مخارج ومداخل الحروف، وكيفية تلاوة القرآن بتجويد، والربط ما بين القراءة والشهيق والزفير –هذه مهمة جدًّا ومفيدة جدًّا-.
أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وهذه سهلة ومهمة، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ورد بها من تمارين، فهي مفيدة جدًّا.
نقطة أخرى مهمة وهي: أن تُحدد الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها، وتُدخل هذه الأحرف في كلمات، وكل كلمة يجب أن تبدأ بهذا الحرف، ثم تكرر هذه الكلمات بصوت عال، ثم تدخلها في جُملٍ، هذا أيضًا وجد أنه مفيد.
على نطاق أوسع: أكثر من التواصل الاجتماعي مع أصدقائك وزملائك، وفي ذات الوقت مارس أي نوع من الرياضة الجماعية ككرة القدم (مثلاً)، واجتهد في دراستك، ولك من الله تعالى التوفيق والسداد.
النقطة الثالثة التي ذكرتها وهي: أنه يوجد لديك أقارب يعانون من التأتأة فهل هي وراثية؟ التأتأة تكثر وسط الذكور، ولوحظ أنها توجد في أسرٍ أكثر من غيرها، وهذا ربما يكون دليلاً على تدخل نوع من الاستعداد الوراثي في ظهور هذه الظاهرة.
بالنسبة لموضوع المكان الهادئ في البيت تستطيع التمرن فيه بهدوء: هذا لا بأس به، مثل: تمارين التكرار، وتمارين القراءة بصوت عالٍ، وكذلك تمارين الاسترخاء، أما بقية التمارين وهي التمارين الحقيقية هي: أن تخالط الناس، أن تتكلم بهدوء وبثقة، وألا تراقب نفسك في أثناء الكلام.
عندما تتحدث وحدك في الغرفة لا تُتأتأ إطلاقًا: هذا دليل حسن وإيجابي، وهو أن موضوعك مرتبط بشيء من القلق أو الخوف عند المواجهة، وهذا يُعالج (حقيقة) بكثرة التواصل الاجتماعي، وأعتقد حتى الآن أنك لست في حاجة لأي علاج دوائي.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.