أحسست أني سأموت وقمت من النوم فزعا، ما تفسير ذلك؟

2013-11-04 01:02:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

قبل أربع سنوات كنت نائما وحدي، وأحسست أني سأموت، وجلست أبكي لفترة، وبداخلي شيء مقتنع أن هذا الموت!

مع أني لم أخبر أحدا في وقتها أنني أحس بكذا وكذا، وقرأت من القرآن، وصليت ركعتين، وذهب كل شيء.

الآن أنا متزوج وعندي ولدان، كنت نائما ولدي إصابة في رجلي فتألمت منها، وقمت خائفا، ثم نمت وقمت خائفا، وتكررت 3 أو 4 مرات وفي المرة 4 حين قمت أحسست بألم برجلي الاثنتين، وأكلم نفسي وأقول: أكيد أني سأموت الروح تخرج من أطراف الأقدام، وأحس وقتها أني سأموت، وجلست أتشهد، بعدها قمت وكلمت زوجتي بأني أحس بكذا وكذا، وجلست أبكي.

كان الإحساس بالموت قوياً جداً فقمت وتوضأت وصليت الفجر، وذهبت إلى عملي.

ما هذا؟ هل هو من الشيطان أم إنذار من الله سبحانه؟ مع العلم أن لي فترة لا أصلي إلا نادرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

بخصوص ما ورد في رسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن تلك التصرفات أو هذه الأحداث أحداث مزعجة، تسبب نوعًا من القلق والاضطراب لدى النفس البشرية، وتجعل الإنسان غير منسجم في حياته، بل وتشعره فعلاً بعدم الرغبة في الحياة، والزهد في أمور كثيرة، قد يترتب عليها إلحاق ضرر بالإنسان أو بمن هو مسؤول عنه.

كنت أتمنى – باركَ الله فيك – أن تبدأ بعلاج أوليٍّ، وهو بالرقية الشرعية، وذلك لاحتمال أن يكون هذا نوع من الاعتداء الجني عليك في لحظات معينة قد تكون فيها تعاني من الغفلة أو البعد عن الله سبحانه وتعالى فتكون ضعيفًا أمام الشيطان، وتكون فريسة سهلة بالنسبة له؛ وبالتالي يحاول أن يغزوك بأي وسيلة، ويقوم بهذا الذي ذكرت، ويتسبب فيه بهذه الطريقة المباشرة.

لذا أتمنى – بارك اللهُ فيك – أخي الكريم تُركي: أن تبدأ أولاً بالرقية الشرعية، وعندك – كما تعلم – في المملكة العدد الكبير من الرقاة الثقات الذين هم على قدر من المعرفة والعلم، ومن الممكن - إن شاء الله تعالى - أن تذهب إلى واحد وآخر حتى يتيسر لك - إن شاء الله تعالى – العلاج بصورة تامة وكاملة.

إذن عليك - بارك الله فيك – بالرقية الشرعية أولاً، إن استرحت وذهبت هذه الأعراض فهذا الذي نرجوه من الله تعالى، مع ضرورة المحافظة على الصلوات؛ لأنك قلت: إنك كنت لا تصلي إلا نادرًا، وهذا خطر؛ لأن الصلاة تعطيك قوة على مواجهة هذه التحديات، ترك الصلاة يجعلك ضعيفًا هزيلاً، والشيطان يعرف أنك ما دمت لا تصلي فأنت في حالة ضعف وخور، ولذلك يحرص على أن يستغل هذه الفرصة ليفسد علاقتك مع الله تبارك وتعالى أكثر فأكثر.

لذا أرى – باركَ الله فيك – المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وهذه ضرورة، وكذلك النوم على طهارة، وأذكار النوم، حتى لا يأتيك الشيطان وأنت نائم؛ لأنه مما لا شك فيه أن هذه الأمور حدثت ليلاً، وأنها حدثت لك وأنت نائم، فعلاجها بالأذكار التي تقولها قبل النوم، تحرص عليها وتجتهد فيها، مع المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، كذلك المحافظة على الأذكار اليومية، أذكار الصباح وأذكار المساء؛ لأنها في غاية الأهمية بالنسبة لك، ستصرف عنك أي كيد للشياطين سواء كان موجودًا أو سوف يُوجد في المستقبل، وسوف تقربك من الله تبارك وتعالى جل وعلا.

أكرر فلتحرص على المحافظة على الصلوات في أوقاتها والأذكار، وتجتهد في ذلك فإن هذا من الأمور النافعة.

كذلك أيضًا عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء.

مما لا شك فيه أن الذي حدث أمر مزعج، ولكن علاجه سهل ميسور - بإذن الله تعالى – في الرقية الشرعية، وبمقدورك أن تستمع إلى الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل وهي موجودة على الإنترنت، وتباع في الأسواق في المكتبات الإسلامية، رقية شرعية مكثفة ومفيدة جدًّا ورائعة، تستطيع أن تستمع إليها وتستفيد منها فائدة عظيمة بجوار دعائك لنفسك، وحرصك على التزام سنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

لا مانع - إن شاء الله تعالى – أيضًا أن يتم عرضك على أحد إخواننا المستشارين في الجانب النفسي، لاحتمال أن يكون هناك تحليل لهذه الظاهرة، وإن لم يكن فيكفينا القرآن الكريم الذي هو علاج لكل شيء، والذي هو تبيان لكل شيء.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لطاعته ورضاه، وأن يجعل هذا من أعمالك التي تُخلص فيها ابتغاء مرضاة الله تعالى، وأن يجعل يومك خيرًا من أمسك، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ / موافي عزب..... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتبدأ إجابة د. محمد عبد العليم..... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++

أرجو أن تأخذ بما وصفه لك الشيخ موافي عزب – حفظه الله – ولا تترك أي ثغرات للشيطان لينفذ إلى داخل نفسك من خلالها.

هذه الظاهرة من المنظور النفسي أيضًا قد تفسر بأنها نوع من نوبات الفزع المتعلقة بالهرع الليلي، ويُقصد بذلك أن الفزع قد حصل أو الهرع، وكان مرتبطًا بالنوم، والشعور بدنو الموت هو ظاهرة وعرض أساسي لنوبات الهرع والفزع، وهي في نهاية الأمر نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، علمًا بأن هنالك ظواهر سلوكية كثيرة مرتبطة بالنوم، منها: المشي أثناء النوم، الكلام أثناء النوم، الهرع الليلي، الأحلام المزعجة، الجاثوم.

هذه كلها معروفة كظواهر نشاهدها مع النوم، لكنها تختفي بمرور الوقت، وغالبًا الجوانب الوراثية قد تلعب فيها دورًا، كما أنها مرتبطة بالقلق.

أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج، هذه الحالة - إن شاء الله تعالى – سوف تعالج بصفة تامة، وعليك ألا تنام أثناء النهار، ونم مبكرًا ليلاً، ومارس أي نوع ممكن من الرياضة، ولا تحتقن نفسيًا، حاول دائمًا أن تعبر عن ذاتك، وكن حريصًا على أذكار النوم - هذا مهم جدًّا – وإذا استمرت معك الأعراض هنا قد تحتاج لأحد الأدوية المضادة للفزع.

ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) وحين تتواصل مع طبيبك النفسي - إن احتجت لذلك – إما أن يصف لك هذا الدواء أو أي علاج آخر يراه مناسبًا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net