كيف أنظم حياتي مع مرض السكر؟
2013-11-26 23:25:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله..
أنا فتاة عمري 18 سنة، منذ سنة تقريباً وفي شهر محرم من العام الماضي، تعرضنا لظروف صعبة مع عائلتي، حيث سقط أخي الصغير على رأسه وفقد الذاكرة جزئياً، ولكن الآن -الحمد لله- تحسن كثيراً، وأمي أجرت عملية في القلب، وأنا مع هذه الأحداث حزنت كثيراً، وتدنى مستواي الدراسي جداً، حتى أن جميع من في المدرسة غير مصدق للدرجة المتدنية التي حصلت عليها، ولم أخبرهم بالظروف التي واجهتها، وكنت من شدة الحزن أشعر بقلبي يكاد يعصر على أخي وأمي.
المهم أنني وفي نهاية شهر محرم فقدت وعيي، وذهبت إلى المستشفى، وأخبروني ألا أقلق؛ لأنه بسبب نفسيتي السيئة، وهذا هو سبب الإغماء، وبعدها أغمي علي في غرفتي، واستيقظت بمفردي ولم يعلم أحد بذلك، وفي آخر شهر صفر، ذهبت إلى المدرسة، وأغمي علي هناك، واكتشفت أن لدي اضطرابا في السكر، أطلق عليه الطبيب مسمى: سكر الزعل، وأخبرني أن أنتظم في الأكل والرياضة، ومرت فترة وأنا آخذ حبوب تنظيم السكر، ولكن الآن لا آخذ شيئاً، فقط أنظم طعامي وأستمر على الرياضة.
كذلك أشعر أحياناً بالدوخة في المدرسة، وأحياناً أشعر بالبرد الشديد، وفجأة بالحر الشديد، وأرتجف وأشعر بصداع، وقال الطبيب: إنه اضطراب بسيط وسيعود كل شيء إلى حاله، فهل ما يقوله صحيح أم أنني سأصاب بالسكري مدى الحياة؟ علماً بأن السكر لدي دائم الانخفاض، وسكر الصائم لدي (134) فهل أنا بخير؟ وهل ما مررت به من مرض أخي وأمي له علاقة بما يحدث؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
فواضح من رسالتك العلاقة بين الظروف الصعبة التي مررت بها وبين مرضك، -ولله الحمد- أن كل الأمور مرت بلطف من الله، وقد من الله على والدتك وأخيك بالشفاء والمعافاة، فلنحمد الله أولا وآخرا، وتذكري أن كل أمر المسلم خير، فإن أصابه خير شكر كان خيراً له، وإن أصابه شر صبر كان خيراً له.
كثيراً ما يحصل مع القلق والتوتر ما يسمى: بفرط التهوية، أي أن المريض يأخذ أنفاساً سريعة، وقد يؤدي هذا إلى نقص غاز ثاني أكيد الكربون، مما يضيق الأوعية الدماغية، ويسبب الدوخة، أو قد يحصل الإغماء بما يسمى: ( Vasovagal syndrome)، وهذا يحصل بسبب الخوف، أو بسبب التوتر، مما يسبب تباطؤ ضربات القلب، والإغماء، وقد يبقى المريض كذلك عدة دقائق حتى تتحسن حالته، عندما يستلقي، وكلا هاتين الحالتين لها علاقة مع التوتر والخوف والقلق.
أما السكري فيجب مراقبته طالما أنك توقفت عن الأدوية؛ لأن ارتفاع السكر في مثل سنك يحتاج للمراقبة؛ ففي مثل سنك يترافق مع ارتفاع حاد أحيانا، مع وجود تحمض في الدم، ولذا فإن متابعته مهمة جداً، وخاصة أنه لا يوجد عندك زيادة في الوزن، وقد يترافق مع تناقص في السكر، في بعض الحالات في بداية المرض، وهذا أيضا يؤدي إلى الإغماء، إلا أن هذا يترافق مع التعرق وزيادة خفقان القلب، والشعور بالبرودة، ولذا فإنه إن حصل فيجب أن يتم إعطاؤك السكر، أو العصير المضاف إليه سكر، حتى ولو كان هناك احتمال أن يكون السكر زائداً؛ لأن نقص السكر أخطر بكثير من زيادة السكر في الدم.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.