اضطرابات في الغدة الدرقية سببت تأخير الحمل، ماذا أفعل؟

2013-12-08 22:57:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 30 سنة، متزوجة منذ أربع سنوات، وأم لطفل عمره سنتان.

أعاني من خمول الغدة منذ سنتين، وأنا مداومة على العلاج، وأراجع بشكل دوري مع طبيبي لعمل الفحوصات، دورتي -الحمد لله- منتظمة، بدأت مشكلتي في رمضان، كنت على جرعة ( 100 ثايروكسين) ومع دخول رمضان بدأت أشعر بالخمول، رفعت النسبة إلى (125) اجتهادا من نفسي، وجاءتني الدورة الشهرية وقتها، ثم تأخرت شهراً، وظننتها الهبات الساخنة.

راجعت طبيبتي، وطلبت (fsh) وكان (57)، و(tsh) وكان (0.005) وطلبت متابعة استشاري الغدد، لأن الطبيبة أخبرتني أن هناك اضطرابا في الغدة الدرقية، قمت بمراجعة الطبيب فبدأ بتعديل الجرعة، ولم تستمر أعراض الهبات لأكثر من أسبوع -والحمد لله- لكن الدورة تأخرت ثلاثة شهور، ثم نزلت بعد ذلك دون أدوية.

عملت تحليل الهرمونات مرة ثانية، كانت كلها مضطربة، وهرمون الحليب كان مرتفعاً، وظهر في التشخيص أنه تكيس، مع وجود بويضات صغيرة على السونار، فقمت بعمل تحليل (fsh)، مع باقي تحاليل الغدة، تقريباً كلها تحسنت، إلا (fsh) كان ( 18 ) في أول يوم من الدورة، مع العلم أنني عملت السونار، وأخبروني بوجود كيس بالمبيض اليمين حجمه (3سم).

نفسيتي تعبانة، ولا أعرف التشخيص الصحيح، وأتمنى أن أحمل، أفيدوني الله يرضى عليكم، وأتمنى أن تطمنوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Haifa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض كسل الغدة الدرقية منتشر كثيراً عند السيدات، ومن رحمة الله -تعالى- توفر التشخيص والعلاج، والمستوى الطبيعي للهرمون المنشط للغدة ( TSH)، هو ما بين ( 5 إلى 0.5 )، ولا يتم بدء علاج كسل الغدة مباشرة بجرعة ( 100 )، ولكن البداية الصحيحة إما بجرعة ( 25 ) وهذا أفضل، أو بجرعة ( 50 ) فقط، إذا كان الكسل شديداً، وكان مستوى الهرمون المنشط عالياً جداً.

تناولك جرعة ( 100)، أدى إلى تلك الهبات في الوجه، وإلى نزول مستوى الهرمون المنشط إلى ( 0.005)، وزيادة هرمون (الثيروكسين) إلى مستويات عالية، أدت إلى تلك الهبات والسخونة في الوجه، ويجب الاكتفاء بجرعة ( 25)، ومتابعة الهرمون مع هرمون ( Free T4 )، وزيادة الجرعات حسب نسبة التحليل، ومن المعروف أن كسل الغدة الدرقية يؤثر على التبويض، ويؤدي إلى حالة التكيس، وعلاج الغدة -إن شاء الله- سوف يساعد في حل مشكلة تأخر الحمل -بأمر الله تعالى-.

عدم انتظام الدورة الشهرية، يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن نزول الدورة الشهرية، وهي هرموني (إستروجين) الذي تزيد نسبته في النصف الأول من الدورة الشهرية، ليبدأ في بناء بطانة الرحم، والأوعية الدموية الخاصة بها، وهرمون (بروجيستيرون) الذي تزيد نسبته في النصف الثاني من الشهر، والذي يفرز من جراب البويضة بعد خروجها من المبيض، والذي يغذي ويزيد من سماكة بطانة الرحم، ليجعلها بطانة سليمة قابلة لانزراع البويضة المخصبة، أو نزول الدورة الشهرية المنتظمة، في حالة عدم تخصيب البويضة، وموت جرابها، والبطانة الضعيفة الناتجة عن ذلك الخلل، تؤدي إلى دورة شهرية ضعيفة، قد تكون عبارة عن نقاط دم خفيفة أو مجرد علامات للدورة، وليس دورة شهرية كاملة.

هذا الخلل في الغالب ناتج عن حالة تكيس المبايض، وفي هذه الحالة لا تخرج البويضات من المبايض، بل تظل حبيسة تحت جداره السميك، فيختل التوازن الهرموني، وتناول حبوب (جلوكوفاج 500 ملغ) مرتين يومياً، ولمدة ستة شهور، مهم جدا لإعادة هرمون الإنسولين إلى العمل الجيد مع الخلايا، لتنظيم السكر ومعالجة التكيس.

يمكنك تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين مثل (ياسمين أو حبوب كليمن)، وهي عبارة عن هرمونات (إستروجين وبروجيستيرون) لإعادة التوازن الهرموني، لوقف حالة التكيس، ولا يحدث حملاً أثناء تناولها؛ لأنها تمنع التبويض أثناء تناولها، ولكنها تؤخذ للحد من حالة التكيس، وإعطاء الفرصة لباقي الأدوية والمشروبات الطبيعية لعلاج التكيس، ويمكن تناول هذه الحبوب لمدة ثلاثة شهور فقط، وبعدها نستبدلها بحبوب لا تمنع التبويض، وبالتالي فرص الحمل أثناء تناولها عالية -إن شاء الله-، وتؤدي الغرض من إعادة التوازن الهرموني، وهي حبوب (دوفاستون 10 ملغ) يومياً، من اليوم ( 16) من بداية الدورة، وحتى اليوم ( 26) من بدايتها، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ونكرر تلك الحبوب ولمدة ثلاثة شهور أخرى.

كل ذلك يكون مع المداومة على تناول حليب الصويا، والفواكه والخضروات، وشرب أعشاب البردقوش والمريمية، وهي تغلى مثل الشاي وتشرب مرتين يومياً، وأكل تلبينة الشعير النبوية، وهي مغلي الشعير مع الحليب أو الماء، وهذا مفيد للإمساك و المناعة والهضم وتحسين التبويض -إن شاء الله-، وبالتالي تنظيم الدورة -إن شاء الله-، مع ضبط الوزن، ومع تركيز الجماع من اليوم ( 12 ) من بداية الدورة، وحتى اليوم ( 20 ) من بدايتها، بمعدل يوم بعد يوم، أو حسب الرغبة؛ لأن ذلك يزيد فرص الحمل -إن شاء الله-.

مع الصبر على هذا العلاج، ولم يحدث حمل، يمكن عمل هذه التحاليل، وهي: ( FSH - LH PROLACTIN- TSH-FREET4-FSH-LH - ESTROGEN -TESTOSTERONE ) ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون ( PROGESTERONE) في اليوم (21) من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض، خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net