كي الزوائد القرنية الأنفية هل يشفيها من الحساسية؟

2013-12-16 03:19:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أعاني من حساسية بالأنف والعين منذ سنة 2005، ولكن في آخر سنتين اشتدت معي، وسببت لي صداعا دائما في مقدمة رأسي وخلف عيني، وحكة مستمرة بأنفي لدرجة مؤلمة جدا، لدرجة أني كنت آخذ حقنة موسمية من أجل هذه الحساسية، ولكن مفعولها سرعان ما يزول، وأصبحت تلازمني على مدار السنة، مع انسداد تام بأنفي أثناء النوم، مع جفاف بحلقي وفمي، ونزول أشياء تشبه بذر الطماطم من حلقي كريهة الرائحة، فنصحني الدكتور بإجراء عملية كي للزوائد القرنية الأنفية لتخفيف الحالة.

فهل هناك طبيب مختص يوضح لي ماهية هذه الحالة؟ وهل هناك علاج آخر غير الكي؟ وهل تنصحني بإجراء هذه العملية؟

وللعلم: فأنا أشكو من وجود انحراف بالوتيرة، فهل هناك علاج نهائي لحالتي؟

مع جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عززة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التحسس الأنفي مرض مزمن، وهو يؤثر على نوعية حياة المريض من ناحية نقص الإنتاجية بالعمل، وكذلك يؤثر على راحة المريض من حيث عدم كفاية التنفس أثناء النوم، وما يؤدي إلى الشخير وانقطاع التنفس الليلي، واضطرابات النوم.

ويتظاهر التحسس على شكل ارتكاس خاطئ لمخاطية الأنف تجاه عوامل محسسة محددة، والتي غالبا ما تكون: الغبار، والعطور، والمنظفات، ونباتات مختلفة، بالإضافة لتغير الرطوبة ودرجات الحرارة، وهذا الارتكاس يؤدي عند التعرض لهذه العوامل إلى إطلاق مادة الهيستامين من الخلايا القاعدية وخلايا الماست في مخاطية الأنف، وهذه المادة تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية في مخاطية الأنف، وبالتالي إلى تورم هذه الأنسجة، وخاصة القرينات الأنفية وانسداد الأنف، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى زيادة الإفرازات المخاطية في الأنف، وكذلك إلى التخريش الأنفي الذي يؤدي إلى الحكة والغليان في الأنف والعينين، كما أن انسداد الأنف يؤدي إلى التنفس الفموي، وما يتبعه من جفاف الفم، والالتهابات المتكررة في البلعوم واللوزتين، وتسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة.

ولا بد هنا من التمييز بين الأعراض الانسدادية في الأنف، وبين بقية الأعراض الإفرازية والتخريشية، فالأعراض الانسدادية قد تكون لعوامل أخرى غير التحسس بحد ذاته، مثل انحراف الوترة، وضخامة القرينات، وتؤدي لانسداد ميكانيكي في الأنف، وهي إن وجدت مرافقة للتحسس، فهي تزيد الأعراض سوءا وهي تعالج جراحيا.

أما الأعراض الإفرازية (للمخاط)، والتخريشية (من غليان، وعطاس، وحكة)، فهي تعالج علاجا، ولا يفيد فيها الجراحة.

التحسس يمكن علاجه بالوقاية أولا من عوامل التحسس، وذلك بتعديل نمط الحياة، بحيث نتجنب هذه العوامل، وكذلك بالعلاج الدوائي بمضادات الهيستامين، وبخاخات الكورتيزون الموضعي، وهناك العلاج المناعي بعد إجراء اختبارات التحسس الجلدي، ثم إعطاء اللقاح المناسب تحت الجلد، أو نقط تحت اللسان وبشكل أسبوعي في أول ثلاثة أشهر، ثم بشكل شهري لمدة 3 سنوات، وهي تعطي -إن شاء الله- شفاء من التحسس والأعراض الانسدادية.

وفي حال فشل العلاج ببخاخات الكورتيزون الموضعي، فلا بد من البحث عن أسباب تشريحية في الأنف، مثل: انحراف الوترة التي يكون سببها تطوريا مجهولا، وهي تؤدي لتضييق في إحدى تجويفي الأنف، مع توسع في التجويف الآخر، ويعوضه تضخم في القرين السفلي في هذا التجويف الأخير.

وهناك سبب آخر للانسداد الأنف المعند على العلاج، وهو: ضخامة القرين السفلي، والذي يكون قد وصل إلى حد التليف، وهو قد يكون بطرف واحد، وقد يكون في طرفين، وتسبب انسدادا مستمرا أو متقطعا في الأنف وفي طرف واحد أو في طرفين، وهذه الأعراض الانسدادية لابد من حلها بالجراحة، فأما:
- الوترة: فنلجأ إلى إصلاح الاعوجاج فيها.
- وأما القرينات الأنفية: فهناك عدة طرق لعلاجها، إما:
• بكيها بالكاوي الحراري، وهو قديم نسبيا، وقل استعماله كثيرا حاليا، ويؤدي لتخريب شديد في مخاطية الأنف بعد العملية لتجمع القشور بالأنف لفترة طويلة.
• وهناك الكي الكهربائي تحت المخاطية، وهو أكثر محافظة على المخاطية، ويقوم بكي الأنسجة تحت المخاطية.
• وهناك الكي بالليزر، ونتائجه هي الأفضل من ناحية تحسن الأعراض، والمحافظة على تراكيب الأنف ومخاطيته، والشفاء السريع.
• وهناك طريقة جراحية تتمثل في القطع الجزئي لهذه القرينات، بحيث يتم تصغيرها، وفتح الأنف لمرور الهواء فيه.
فيا أختي السائلة: الحل الأمثل هو بإصلاح انحراف الوترة، وإجراء كي كهربائي أو بالليزر للقرينات المتضخمة، مع عدم نسيان العلاج بالوقاية من عوامل التحسس والعلاج الدوائي، لأن العلاج الجراحي يهدف فقط لتحسين تهوية الأنف، وليس لإزالة بقية الأعراض من سيلان وحكة وغليان في الأنف والعينين والعطاس.

ودمتم بصحة وعافية من الله.

www.islamweb.net