عمتي تبغضني وتحاول الإيقاع بيني وبين والديَّ فكيف أتصرف؟

2024-01-21 00:25:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

جدتي تعاني من الزهايمر، والشيخوخة، وفوبيا الظلام، ولا نستطيع أن نتركها في المنزل وحدها.

أنا وأبي وأمي وجدتي وعمتي نعيش في بيت واحد، ولكن عمتي لا تحبني، ولا تحب أمي وأبي وجدتي، هي تعاملني بلطف، ولكن بداخلها حقد وغل، وهي تحب أن توقع بيني وبين أبي، وتقول بأني لا أحب أبي ولكنها كاذبة، وهي لا تحب أمي وتوقع بين أبي وأمي وبيني، ولا تحب إلا نفسها، فهي لا تحب أمها، وتنهرها وتشتمها بأبشع الشتائم، وهي تريد أن تقتل جدتي.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يبارك فيك -أختنا الفاضلة-، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

الأخت الفاضلة: لقد قرأنا رسالتك بعناية، ونحن جداً متفهمون الأمر، ونحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:

أولاً: -أختنا الفاضلة- أحياناً- يكون مكمن الداء فينا ونحن لا نشعر به، ولذلك قد يكون ما تفضلت به من نتائج غير صحيحة أو على الأقل مبالغ فيها كثيراً، وهذا افتراض ينبغي أن يكون محل اهتمام عندك، نحن قد نتفهم أن تكره عمتك والدتك، ولكن أن تكره العمة كل الأهل فهذا أمر ربما يكون مبالغاً فيه، وربما أسأت التقدير، أو ترسخ عندك هذا المفهوم، وأخذت تحاكمين كل شيء عليها، ويدل على هذا الاستنتاج أن حكمت على نوايها، فمثلاً أنت تقولين: "هي تعاملني بلطف، ولكن بداخلها حقد وغل، وهي تحب أن توقع بيني وبين أبي"، وهذا حكم على النوايا، ولا يعلم ذلك إلا الله، ونحن نريد منك أن تجعلي هذا الاحتمال وارداً أمام ذهنك.

ثانياً: نحن لا نقر السب والشتم والألفاظ غير المستقيمة، خاصة إذا كانت صادرة من امرأة لأمها، فهذا أمر مرفوض جداً، ويجب أن تكف العمة عن ذلك، ونسأل الله أن يهديها إلى الخير.

ثالثاً: الحقد والغل والحسد هو أمر موجود في الطبيعة البشرية، ولكن تتفاوت درجة وجوده من عدمه بين شخص وآخر، فمن هذبه الإسلام وقوم سلوكه لا يجد في نفسه أي حقد على أي مسلم، فضلاً أن يكون قريباً له، ومن ابتعد عن التدين يجد هذا الأمر ماثلاً أمامه، ونسأل الله أن يهدي الجميع للخير.

رابعاً: سوء خلق الأهل إن وجد لا يدل على قرب أو بعد، فلا شك أن الاستنتاج الأخير منك أمر مرفوض، ولا يجب أن يرد على خاطرك، كوني على ثقة بأنه لم يحبك أحد قدر محبة والديك ثم أهلك لك، فهذا أمر فطري، وما تجدينه من مشاكل فهذه طبائع بشرية لا علاقة لها بثبوت نسب أو غيره.

خامساً: نريد منك -أختنا الفاضلة- أن تقومي بدور آخر، فمن خلال رسائلك يبدو أنك مثقفة ومتدينة -والحمد لله-، ونريد منك أن تقومي بدور الفتاة التي تجمع ولا تفرق، وتحبب الجميع إلى الجميع، وتزيل بقدر ما تستطيع أي مشاكل أو عوائق، فإن أجر هذا عند الله كبير.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في الدارين.

www.islamweb.net