هل وجود الوسواس القهري منذ الطفولة يعني أن علاجه أصعب؟

2014-06-26 01:12:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري على صورة أفكار متسلطة تأتى ببالي ولا أستطيع منعها، وتزيد وقت التوتر كالامتحانات والمشاكل، ويكون معها أعراض القلق العام كالإحساس بالقيء واضطرابات الجهاز الهضمي.

عندي فكرة منذ الطفولة لا أعلم مدى صحة وقوعها، وأود أن أسأل عنها، هل هذا الشك يندرج في الوسواس؟ عانيت من شتى أنواع الوساوس. وتوجهت للطبيب وأنا الآن آخذ مودابكس 50 وابكسيدون 0.5، في بداية الدواء كان التأثير ممتازا، أما الآن بعد حوالي شهر من استعماله بدأت تراودني بعض الوساوس، ولكنها أقل حدة بكثير من السابق، ذهبت لطبيبة أخرى نصحتني بإضافة كيبرا 500 على الدواء، وبحثت فوجدته لعلاج الصرع فلم أستخدمه.

ما رأي حضرتك في الحالة؟ وأتمنى أسلوبا دوائيا وسلوكيا لمقاومة الوساوس، وهل إذا بدأت الوساوس منذ الطفولة يكون علاجها أصعب؟

وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حتى وإن كانت وساوسك منذ الطفولة فأنت - الحمد لله تعالى - استطعتِ أن تعيشي حياة فاعلة، وهأنت الآن على أعتاب التخرج من كلية الطب، أقول هذا لأن الوساوس كثيرًا ما تكون معيقة للإنسان، خاصة فيما يتعلق موضوع الدراسة، لكن في حالتك - الحمد لله تعالى - إصرارك ومثابرتك أوصلتك لهذه المرحلة، وهذا يجب أن يكون حافزًا لك للتخلص من هذه الوساوس.

عقار مودابكس من الأدوية الممتازة جدًّا، والجرعة التي تعالج الوساوس يجب أن تكون الجرعة الوسطية على الأقل، والجرعة الوسطية هي مائة مليجرام – أي حبتين في اليوم –، وفي بعض الأحيان قد يحتاج الإنسان إلى ثلاث حبات في اليوم. فالذي أريده منك هو أن ترفعي جرعة المودابكس إلى مائة مليجرام، وتستمري على هذه الجرعة على الأقل لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تخفضيها إلى حبة واحدة. وقطعًا أنت في هذه المرحلة الدراسية – الحرجة نسبيًا – تحتاجين إلى أن تكوني صاحية البال، وألا تنتابك هذه الوساوس، وأعتقد التأمين الدوائي سوف يساعدك في هذا الأمر كثيرًا.

بالنسبة للعلاج السلوكي، يقوم على مبدأ تحفيز الذات، وكما ذكرت لك أنت إنسانة منجزة، وهذا يجب أن يكون فيه تحفيز لك، ويُشعرك بالرضا، هذا يُضعف الوساوس، وكما تفضلت وذكرت، الوساوس لها مواسم ولها ارتفاعات وانخفاضات، وكثيرًا ما تكون مرتبطة بالتوترات والضغوطات النفسية، لذا دائمًا ننصح بتمارين الاسترخاء، لأن القلق النفسي المرتبط بالتوتر النفسي عند وقت الضغوط النفسية يمكن إذا إذابته تمامًا من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، فتدربي على هذه التمارين، وموقعنا لديه استشارة رقم (2136015) فيها توضيحات جيدة وبسيطة جدًّا عن كيفية تطبيق هذه التمارين، فكوني حريصة عليها أيتها الفاضلة - أيتها البنت الكريمة -.

قطعًا عدم إتاحة الفرصة للوساوس لتزداد من خلال عدم مناقشتها، كثير من الناس يُخطئون جدًّا حين يحاولون إخضاع الوسواس للمنطق أو مناقشته، أو إقناع أنفسهم بأن هذا وسواس، هذا قد يُشعب الوساوس لدى بعض الناس. إذًا المبدأ السلوكي الصحيح هو تحقير الوسواس، وفعل ضده تمامًا، وبعض الناس ننصحهم سلوكيًا أن يكتبوا وساوسهم، يبدأوا بأخفها وأقلها وينتهون بأشدها، ومن ثم يكون التعامل السلوكي مع هذه الوساوس ابتداء بأخفها، وبعد ذلك ينتقل الإنسان إلى ما هو أشد، حتى يغطيها تمامًا من خلال المقاومة والتحقير، وعدم المناقشة، وربط الوسواس بفعل أو فكرٍ أو شعورٍ مخالف له.

أكرر: تمارين الاسترخاء جزء أصيل جدًّا في العلاج السلوكي، وحسن إدارة الوقت أيضًا نعتبرها علاجًا سلوكيًا فكوني حريصة على ذلك.

بالنسبة لعقار (كِيبرا)، بالفعل هو دواء ينظم كهرباء الدماغ بالنسبة للذين يعانون من مرض الصرع، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تسألي الطبيب الذي قام بوصفه لك، ربما يكون لديه وجهة نظر معينة، البعض يستعمله علاجًا تدعيميًا، فسؤالك للطبيب – إن أمكن ذلك – سيكون قرارًا صحيحًا، لكن أنا أرى أن المودابكس هو علاجك الأساسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net