زوجي لا يقصر علينا ماديا لكن لا يصلي ويسيء التعامل معنا، فما توجيهكم؟

2014-07-13 05:26:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، وعندي ولد وبنت، زوجي لا يقصر علي ولا على أولاده ولا على البيت، يوفر لنا كل ما نحتاج، لكنه لا يصلي، لسانه ينطق دائماً بما لا يرضي الله، طباعه سيئة جداً، وتعامله معنا قاسي، بذلت كل ما في وسعي من نصح، تعبت معه كثيرا حتى وصل بي الأمر أني أخبرت والدي الحريص على سعادتي، وعدني ووعد والدي بالتغير، ولكن إلى الآن والحال على ما هو عليه، والمصيبة أنه مثقف ويعرف الكثير في الدين، كلما تكلمت معه في هذا الموضوع يتهمني بأني أتعمد إشعال المشاكل بيننا بدون سبب، كرهت العيش معه وأحس بأن حياتنا ليس فيها بركة.

وبعدما يئست منه صرت أفكر بإخبار والدي من جديد، لأنه إذا عرف أنه أخل بوعوده سيريه الويل، وإذا لزم الأمر سيحل المشكلة بالانفصال، لكني أتردد ليس خوفا من الانفصال، بل خوفا من فقدان أولادي وأخذهم مني، خصوصا أن ابني من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا أستطيع مفارقته، كذلك ابنتي متعلقة بي جدا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عماد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك الثناء على الزوج، ونشكر لك هذا الحرص على صلاته وصلاحه، ونعتقد أن شهر الصيام فرصة، فكرري معه المحاولات، بعد أن تتوجهي إلى رب الأرض والسموات، ذكّريه بمناقبه، ذكّريه بإيجابياته، بيِّني له أهمية الصلاة في البيت، وأهمية الصلاة بالنسبة للأولاد، وأهمية الصلاة بالنسبة لمفاتيح الرزق.

كوني له نعم الزوجة، واحرصي على أن تبيِّني له أنك حريصة عليه، وأنك تريدين الاستمرار معه، لكن أمر الصلاة أمر مهم، واختاري الأوقات المناسبة، وانتقي الكلمات الرائعة الجميلة، لا تجرديه من محاسنه وأنت تكلميه عن الصلاة، أظهري الإعجاب بما عنده من إيجابيات، وتوجهي -كما قلنا- في الليل والنهار لرب الأرض والسموات.

وكنا نحب أن نعرف هل هو يصلي أحيانًا ويترك أحيانًا؟ هل يصلي الجمعة؟ هل يصلي العيد، أم يترك الصلاة بالكلية؟ على كل حال يُسعدنا أن تتواصلي معنا بمزيد من التفاصيل، بعد أن تحاولي معه خاصة في شهر الصيام، وكما قلنا اختاري الوقت، انتقي الكلمات، قدمي الإيجابيات، اعرفي الطريق إلى قلبه، وبعد ذلك قدمي له الدعوة إلى الصلاة.

لا نؤيد فكرة الاستعجال بإخبار والدك بهذا الأمر، ولكن لا مانع من أن تجعلي الوالد والإخوان يزورونه مع أوقات الصلاة حتى يذهب معهم إلى المسجد، حتى يصلي في حضورهم، وحبذا لو كان ذلك دون أن يشعر، يعني بأن يأتوا في أوقات الصلاة ثم يتعمدوا الصلاة في بيته أو الاستعداد للصلاة والخروج للصلاة من بيته، فإن مثل هذه المواقف لها تأثيرات جيدة وجميلة، خاصة إذا كانت كأنها عفوية، ولا مانع من أن ترتبي مع أسرتك، أو من الصالحين من أصدقائه، بأن تشجعي مجيئهم عن طريق زوجاتهم، حتى يكونوا عونًا له على المواظبة على الصلاة، ليس من الضروري أن تفضحيه، لكن مجرد وجود الوالد أو الإخوان من المصلين في البيت فإن هذا له آثار جيدة وطيبة عليه.

كنا نتمنى أيضًا أن نعرف ماذا يقول عندما يُنصح بالصلاة؟

ونرجو كذلك أن تختاري الأوقات المناسبة حتى لا يظن أنك باحثة عن النكد، وفعلاً ليته أدرك أن الحياة بلا صلاة نكد وشقاء.

نسأل الله أن يقر عينك بعودته إلى الحق والصواب والصلاة، وأن يُلهمه السداد والرشاد، ونسعد بدوام التواصل مع الموقع بمزيد من التفاصيل، حتى نتعاون جميعًا في الإصلاح والخير.

www.islamweb.net