أمي تعاني من قلق ووسوسة، فما العلاج المناسب لحالتها؟
2014-10-20 00:50:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أمي أصيبت بقلق شديد على أختي لأنها حامل وترفض الرجوع إلى زوجها، ولأن أختي لا تراجع المستشفى لأنها تشك أن الجنين ميت، كل هذه الأسباب جعلت أمي تعيش في قلق ووسوسة لمدة ستة شهور.
وكانت تذهب إلى الناس وتشتكي لهم، وهي من قبل لم تكن تشتكي أبداً، ثم قالت أنها ستذهب إلى طبيب نفسي لأنها كانت تعبة، وقد لاحظ الجميع عليها التعب، وقد أخبرت الطبيب أنها قلقة ولا تنام، فوصف لها حبوب انتابرو 10مل نصف حبة، لمدة 4 أيام، بعدها حبة بعد العشاء، وريزال اكس ار نصف حبة بعد العشاء.
بعد العلاج بثلاثة أوأربعة أيام انقلب حالها وصارت تحس أن الناس تغيرت معها، وأن أخي يستقصدها ويكرهها وسيأخذها لأماكن الشباب، وتخاف أن تركب معه السيارة، وتقول له: أنت شيطان، وتغير كل من يذهب معك، وتقول لنا: كلكم تغيرتم، كل من خرج من البيت تغير إلا هي لم تتغير لأنها لم تخرج من البيت، وتقول: أن بالأسواق جن، وتركت الصلاة بحجة أنها غير مقبولة، وطلبت منها أن تستغفر، وتقول إننا مبتلون، وكل من يزورنا يبتلى، ولذلك ترفض زيارة الناس لنا وترفض مقابلتهم، فهي تخاف أن يصيبهم شيء من البلاء، وتخاف أن تخرج من البيت نهائياً.
لا نعرف كيف نعالجها أو نقنعها بشيء، فمن قبل كانت تعاني من قلق بسيط، وعندما مات طليق أختي وماتت امرأة عجوز من أقاربنا كانت أمي تحبها، تأثرت جداً بموتهم، وتقول: هناك شيء في رأسي كأنني مضروبة، وترى أحلاماً مزعجة، وتخاف أن تنام بسببها، وأمي عمرها 53 سنة، ومريضة بالقولون.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه التغيرات في أفكار الوالدة وكذلك مسلكها ونوعية التصرفات الغريبة وكذلك الأفكار الظنانية والشكوك، هذا دليل على أنها تعاني من مرض نفسي، وربما في الغالب تعاني من حالة ذهانية، وهذه الحالات يمكن علاجها إذا كان التدخل الطبي مبكرًا، وإذا التزم المريض بتناول العلاج.
اذهبوا بها إلى الطبيب النفسي مباشرة، و-الحمد لله تعالى- السعودية بها الكثير من المختصين المتميزين، والأدوية الآن سليمة وفاعلة جدًّا، وإذا رفضت تناول الأدوية هنالك وسائل أخرى مثل الإبر الشهرية مثلاً، وهذه الأساليب العلاجية الحديثة كلها معروفة لدى الأطباء.
لا تتأخروا أبدًا في الذهاب بوالدتكم الفاضلة، لأني كما ذكرت لك سلفًا أن الفحص المبكر والتدخل الطبي المبكر وتناول العلاج أول بأول يعطي دائمًا نتائج رائعة ورائعة جدًّا.
بالنسبة لهذه الأمراض التي تأتي بعد سن الأربعين أو الخمسين، علاجها أسهل، والسبب في ذلك أن الإنسان يكون قد اكتسب مهارات كثيرة في الحياة، وقطعًا أمك قد ربَّت وعاشت وتفاعلت اجتماعيًا، وهذه كلها مهارات طيبة جدًّا تقاوم المرض، لذا أنا مستبشر كثيرًا أنها بعد أن تتلقى العلاج النفسي السليم والصحيح سوف ترجع -إن شاء الله تعالى- لطبيعتها وسيرتها الأولى.
لا تتأخروا أبدًا، اذهبوا بها إلى الطبيب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.