كانت مشكلتي في المعدة ثم أصبت باكتئاب وضيق تنفس وكتمة.. أفيدوني

2015-01-01 00:51:57 | إسلام ويب

السؤال:
لقد سافرت للأردن للعلاج، وقال لي دكتور الباطنية: أنت مصاب بالتهاب المعدة والمريء، والقولون العصبي، لم أشتك من القولون، ولا أعرف ما هو القولون؟ كانت مشكلتي فقط المعدة، أعطاني الدكتور أربع علاجات، وكنت أظن أنها للمعدة والمريء، ولا أعرف القراءة بالإنجليزي.

أخذت العلاجات الأربعة كان من ضمنها مضاد الاكتئاب، والإحباط Deanxit، حبتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، عندما قرأت عنه أنه يستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق، ويستخدم للاضطراب بالجرعات العالية، واتضح العلاج أنه لا يستخدم إلا لأيام قليلة، وأعطاني Sulpiren 50 mg (Sulpiride، وهو أيضًا مضاد للاكتئاب، حبتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، بعد الانتهاء من أخذ العلاجات لمدة ثلاثة أشهر توقفت عنها، وبعدها تفاجأت باكتئاب شديد يصيبني، وضيق وحرارة وكهرباء في الأقدام، وعدم وضوح في الرؤية وصداع غريب، ولا أعرف ما هو السبب؟ لأني لم أكن أعلم بأني آخذ مضادات الاكتئاب.

مضت تسعة أيام من العلاج وأنا أتقلب وأصرخ وأبكي من شدة العذاب، بعدها بدأت بالتحسن تدريجيًا، لكني أعاني بعد ما مضى شهر ونصف من استخدامها من اكتئاب وضيق بالتنفس، وكتمة في الصدر، وكهرباء في الأقدام، وحرارة تذهب وتعود في الرأس، والوجه، مرة أشعر بتحسن، ومرة تشتد.

أصبحت أتمنى الموت عند الاستيقاظ في الصباح، نزل وزني 8 كيلو، لقد تحولت حياتي من سعادة إلى جحيم، ولا أعرف إلى متى هذا؟ هل أصبحت مريضًا نفسيًا بالاكتئاب أم هذه فترة وتنتهي؟ وكم مدة بقائها في الجسم؟ ما الذي يحدث لا أدري؟

لماذا أعطاني هذه العلاجات بجرعات عالية؟ هل هذا دكتور أم شخص مجرم؟ لم أشتك له من أي تعب نفسي، لماذا قام بإعطائي هذه العلاجات؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أبو هلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: القولون العصبي يُقصد به القولون العُصابي، أي أنه تحدث حركة زائدة وانقباضات في القولون – أي في الأمعاء الغليظة – وهذه الانقباضات تكون في الغالب ناتجة من توترات نفسية، أو من اكتئاب نفسي بسيط، والمعدة هي جزء من الجهاز الهضمي، وكذلك الأمعاء، فكثير من الأدوية التي تُستعمل لعلاج القولون العصبي تُستعمل أيضًا لعلاج المعدة، والعلاقة وطيدة جدًّا ما بين القلق والتوترات وأعراض الجهاز الهضمي كما ذكرت لك.

أيها الفاضل الكريم: عقار ديناكسيت وسلبرايد هي أدوية مضادة للقلق وللتوترات، وليست مضادات للاكتئاب بالمعنى المفهوم، نعم قد تُحسِّنُ المزاج قليلاً، لكنها ليست مقسَّمة كأحد مضادات الاكتئاب.

فأرجو ألا تنزعج أبدًا، تقدير الطبيب من وجهة نظري كان تقديرًا سليمًا، لكن ربما لم يشرح لك باسترسال، وربما أيضًا أنت كنت لست في حاجة للدواءين، أحدهما كان يكفي تمامًا، وأعتقد أن السلبرايد كان سيكون مناسبًا جدًّا.

الأمر الآخر هو: ربما يكون التوقف المفاجئ عن الأدوية دون نوع من التدرج هو الذي أدى إلى بعض الآثار الانسحابية التي جعلتك تحسُّ بأعراض هي بالفعل سخيفة حتى وإن لم تكن خطيرة.

أيها الفاضل الكريم: -إن شاءَ الله تعالى- لا توجد أي تبعات سلبية، ولم تُصب أبدًا بالاكتئاب النفسي، وأنت لست مريضًا نفسيًا، هذه أعراض (سيكوسوماتية/ نفسوجسدية) ربما تكون ناتجة من قلق بسيط، أو اكتئاب بسيط أصابك، وأسأل الله أن يكون عرضيًّا ويختفي.

من أفضل العلاجات التي تجعلك أكثر طمأنينة هي ممارسة الرياضة، فاجعل لنفسك حظًّا حقيقيًا في ممارسة الرياضة، وكن دائمًا في جانب الاسترخاء، خاصة الاسترخاء العضلي، كن مرتاح البال، أكثر من الذكر وتلاوة القرآن، وأكثر من التواصل الاجتماعي، واسعَ دائمًا لأن تُقدِّم شيئًا لنفسك وللآخرين، شيءٌ يُنتفع بها، كلمةً طيبةً، عملًا صالحًا، هذا كله يجعلك تشعر بالرضا، وقطعًا الشعور بالرضا يزيل الكدر والتوتر.

فأرجو أن تطمئن تمامًا، وتوقفك عن الدواء الآن ليس له أثر سلبي عليك أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net