كيف يمكنني الزواج ممن أرى فيه الدين والخلق؟

2015-03-19 04:39:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

منذ فترة التقيت بشخص في مناسبة عائلية، وتمنيت أن يكون زوجي، بسبب مديح الناس فيه، وصرت من ذلك اليوم أدعو الله أن يزوجني به، تقربت من الله أكثر، صرت أصلي الفجر، وأقوم الليل، وأدعو الله وأستغل أوقات الاستجابة.

ولكن في مرة كنا سنزور عائلته في مناسبة ثانية، فدعوت الله أن لا أراه إن لم يكن زوجي في المستقبل، خشية أن أتعلق به إن رأيته مرة ثانية، وفعلا لم أره في المناسبة الثانية، وهذا خَلَقَ حيرة في داخلي، هل أستمر في الدعاء أن يزوجني الله به، أم أعتبر عدم رؤيته علامة على أن الله لم يكتبه من نصيبي؟

وهناك شيء آخر: مع العلم أن لا أحد يعلم ما بداخلي، ولم أدعُ وأسأل غير الله، لكن بعد ما حدث، فكرت في أن أتحدث لأحد أقاربي أن يتوسط لي، لعله يكون سببا في ارتباطنا، فهل هذا يعتبر سؤالا لغير الله وهل أذنبت بحق الله؟ علما أن لدي رغبة شديدة للزواج منه، حتى صرت أبكي خشية تأجيل الرزق، وأن يتزوج غيري، وأحيانا أؤنب نفسي، وأقول: إنني لست صالحة ليكتب الله ذلك الشخص الخلوق من نصيبي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونهنئك على تعلقك ولجوئك للكبير المتعال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الآمال.

منقبة للفتاة أن تطلب صاحب الدين، والكمال فيها أن تكتم ما في نفسها من الميل؛ حتى يقضِ الله أمرا كان مفعولا، ولا مانع من أن يقوم قريبك بعرضك عليه، ولا إشكال من الناحية الشرعية؛ لأن المؤمنة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الوهاب، وترك الأسباب جنون، والتعويل على الأسباب خدش في التوحيد، وعمل لا يكون.

وليس هناك داعٍ للحزن، وما عليك إلا أن تفعلي ما عليك ثم تتوكلين على الله، مع ضرورة الرضا بما يقدره القدير سبحانه، وتأدبي بأدب السلف الذين قال عنهم ابن الجوزي: كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه، فيقول: مثلك لا يجاب، أو لعل المصلحة في أن لا أجاب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن لا تتمادي مع عواطفك العواصف، ومن الحكمة أن تهيئي نفسك لكل الاحتمالات، وثقي بأن ما يختاره الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه، وقد سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يجعله من نصيبك.

www.islamweb.net