أعاني من ألمٍ في فروة رأسي مع تساقط مفاجئ لشعري! ما العلاج؟

2015-03-31 02:31:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

أنا أعاني من ألمٍ في فروة رأسي عند الضغط عليه، لدرجة أني لا أستطيع أن ألمس فروة رأسي، خصوصًا الجوانب وأعلى الرأس، ولا أستخدم أي خلطات أو زيوتٍ للشعر، فقط أستخدم الشامبو، وأغسل شعري به كل يومين أو ثلاثة.

لا توجد أي علامة احمرار أو تهيج في الجلد، ولا بثور، ولا قشرة، ولكنّ شعري أصبح خفيفًا جدًا، وتوجد فراغات في مقدمة الرأس، وقمت بقصّه أكثر من مرة، وأصبغ شعري بين الحين والآخر، في فترات طويلة؛ كل سنة أو ثمانية أشهر.

لا أستخدم الاستشوار إلا نادرًا، ولكني أقوم بتجفيفه تجفيفًا سريعًا عند خروجي من الحمام، وبدون استخدام الفرشاة أو المشط، وكذلك لا أقوم بربطه أو شدهِ بقوة.

راجعت قبل فترة طويلة دكتورة هنا في أمريكا؛ لأني خارج بلدي حاليًا، ومراجعتي كانت لمعرفة سبب خفة شعري المفاجئة، وعملوا لي تحليلَ دمٍ وتحليل الغدة النخامية، وكات نتائج الفحوصات سليمة مائة بالمائة، ولا أعاني من نقص في أي نوعٍ من أنواع الفيتامينات.

قالوا: السبب قد يكون راجعًا لحالة ما بعد الولادة، وهي فترة ويرجع شعرك، ولكنْ لم يستجدّ شيء؛ لذلك لم أقم بمراجعةٍ ثانية.

أحس أن شعري إذا تساقط -وتساقطه ليس كثيرًا نوعًا ما- لا يرجع ينمو من جديد! أتمنى من حضراتكم معرفة سبب خفة شعري، وسبب الألم في فروة الرأس.

أشكركم على جهودكم، وأسأل الله أن يوفقكم لفعل الخير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم قسورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهمّ أن تعلمي –أختنا الكريمة- أن الشعر الموجود في الفروة يمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen)، ومرحلة الكمون (Catagen)، ومرحلة السقوط (Telogen)، وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو؛ ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورةٍ ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرًا في مرحلة الكمون والتساقط, وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

لذلك إذا حدثتْ مشكلات صحية حادة، مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حادٍ في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، العمليات الجراحية، ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظًا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سبّبه، وذلك ما حدث لك بعد الولادة، وإذا كان ذلك السبب الوحيد، فمن المفترض أن يعود الشعر إلى سابق عهده بعد مرور حوالي 6 أشهر.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرَضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات، أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-، من الجيد أنك قمتِ بعمل بعض الفحوصات، وكانت سليمة -والحمد لله-.

النوع المذكور سابقًا، هو نوع من تساقط الشعر، يسمى: (Telogen Effluvium)، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنّب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفّزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي، فعادةً لا يكون مصحوبًا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبًا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيًا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل: (Dermoscope).

يمكنكِ مراجعة الطبيب؛ للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرًا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، وفي حالتك أتصور أنك ربما تعانين من الصلع الوراثي، ويجب العلاج مبكرًا للحصول على أفضل النتائج الممكنة.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي: العلاج الأمثل هو مستحضر (المينوكسيديل) بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعًا بعد التوقف عن العلاج؛ يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2%، بمعدل 6 بخات مرتين يوميًا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس؛ حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.

توجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى، وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

في بعض الأحوال قد يكون فقد الشعر من فروة الرأس مصحوبًا بألم؛ ومع العلاج، ومرور الوقت سوف تتحسن تلك الشكوى.

توجد أسباب أخرى للألم بفروة الرأس، مثل: الضغط النفسي، والتوتر، والصداع النصفي، وبعض مشكلات الأعصاب الطرَفية المحددة بالأعصاب، أو كجزء من مرض عضوي عام، وغيرها من الأسباب.

من الأفضل التوجه لطبيب أمراض باطنية تخصُّص أعصاب؛ لتقييم الحالة، وربما عمل بعض التحاليل والأشعة اللازمة؛ للتأكد من خلوُّكِ من أي سبب لهذه المشكلة، ووصف العلاج اللازم حسب التشخيص، وإذا لم يكن هناك أي مشكلات عضوية، فقد تكون المشكلة نفسية.

النصائح التالية مهمة لك بكيفية الاهتمام بالصحة العامة, والعناية بالشعر؛ حتى ينمو بشكل مثالي:

• الاهتمام بالتغذية الصحية: لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية, والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يوميًا.

• الاهتمام بالصحة العامة: وممارسة الرياضية؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس, وتجنب التوتر والقلق, وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم يوميًا.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات, وتجنّب استعمال الصابون بأنواعه, على أن يكون بالتباعد؛ لكي يبقى الشعر نظيفًا, وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع, وتجنّب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعّم الشعر (Conditioner)، مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضّل تجفيف الشعر برفق بالفوطة, ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشطٍ متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى, ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول، مثل: الجل, والموس, وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنّبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين, وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار, وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

والله الموفق.

www.islamweb.net