أعاني من عدم التركيز وترتيب الأفكار والشعور بالكسل والخمول، أفيدوني

2015-06-13 02:22:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله لكم ولنا العافية.

شكواي هي عدم التركيز الذهني التام، فدائماً أشعر بعدم الحضور الذهني، وآخذ وقتا في التفكير والاستيعاب، خاصة للأمور المتعلقة بالعمل في مجال التصاميم الهندسية، وهو مجالي، وأشعر دائماً بالكسل والخمول، وعدم ترتيب الأفكار، وتطايرها، حيث إني قد أصل لمرحلة معينة من التفكير في شيء، وفجأة أنسى أين توقفت، مع أنني على المستوى الاجتماعي جيد، وعلاقتي جيدة بمن حولي، وأستطيع إخفاء هذا في التعامل العادي، لكن أثناء العمل تبدو علي تلك الأعراض؛ فيتعجبون من حالتي، إذ بي في سن صغير، وأعاني من هذا، وهذا ليس في العمل فقط، بل أواجهه في كل موقف، ويسبب لي عدم الثقة في النفس، والشعور بأن لا قيمة لي.

وقد أجريت كافة تحاليل الدم، ورسم قلب، فتحاليل الدم كانت نتائجها مطمئنة بحمد الله، وفي رسم القلب تبين أن لدي ارتخاء في الصمام الميترالي؛ مما يؤدي لارتفاع في ضغط الدم، وأيضاً سرعة ضربات القلب، ولكن طمأنني الطبيب وأخبرني أنه ليس مقلقا نهائيا، ولست محتاجا لدواء لخفض الضغط، ولكن يمكنني أخذ دواء لتقليل معدل ضربات القلب إن أردت, فإني أشعر دائماً أنه لا يمكن الاعتماد علي، وغير قادر على المسؤوليات بسبب هذه الأعراض، فلما أفكر في الزواج أشعر أنه لا يمكنني بهذه الحالة، فإنها مسؤولية كبيرة علي, فإنني ليس لدي الرغبة في عمل الأشياء حتى الممتعة للبعض مثل: السفر، والفسحة.

دائماً أشعر بالكسل، والثقل الذهني، (والأريفة) وشرود الذهن، والسرحان في لا شيء، وعدم الاتزان، وسرعة الإرهاق، والحاجة إلى النوم، حيث إني أذهب إلى النوم في نصف اليوم، ولا أستطيع أن أواصل اليوم كما يفعل الناس.

أتمنى من الله أن يجعل لي الشفاء على يدكم، ورغم أنه بعد البحث كثيرا يقولون: إنها مشكلة نفسية. لكني لا أشعر أبدا أنها كذلك؛ لأنني منذ الصغر وأنا بمثل هذه الحالة.

أريد أن أعرف شيئا, عندما كنت في الخامسة من عمري حدث لي حادث سيارة أثناء المرور بالشارع، وبعد الأشعة تبين أن هناك ارتجاجا في المخ، وكان حادثا بسيطا، هل من الممكن أن يكون أثر على الوظائف الذهنية لدي أم لا؟ وكيف أتأكد من ذلك؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي: من الواضح أن أعراضك نفسية المنشأ، هذا البطء الذي في التفكير، وضعف التركيز، وتطاير الأفكار، والشعور بالإجهاد الجسدي الشديد، وكذلك الخمول والكسل، وافتقاد الدافعية؛ ممَّا جعلك تحسُّ بما أسميته عدم الثقة في نفسك: هذه أعراض نفسية ولا شك في ذلك.

ارتخاء الصمام المايترالي لا علاقة له أبدًا بهذا الموضوع، حيث إن ارتخاء الصمام المايترالي نشاهده بصورة طبيعية لدى الكثير من الناس.

ضغط الدم كما طمأنك الطبيب هو طبيعي، وحادث السيارة الذي وقع لك في عمر الخامسة لا علاقة له بالحالة التي تعاني منها الآن.

وأنت ذكرت أن هذه الحالة معك منذ الصغر، وهذا دليل أنه قد حدث لك نوعٌ من التطبع أو التعوّد على التكاسل، التكاسل الجسدي، وكذلك التكاسل الذهني، وهذه ليست حالة مرضية –أيها الفاضل الكريم-.

الذي أريده منك هو أن تُكمل الفحوصات الطبية، بأن تتأكد من مستوى الدم، وكذلك مستوى السكر، ووظائف الكبد ووظائف الكلى، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، ووظائف الغدة الدرقية...، هذه فحوصات أساسية ومهمَّة. وإن كنت قد قمت بإجرائها ووُجدتْ طبيعية فهذا أمر طيب، وإن لم تقم بإجرائها أرجو القيام بذلك؛ لأن هذا سوف يُطمئنك كثيرًا، وإن وُجد أي نقصٍ في أيِّ مُركَّبٍ فسوف يُرشدك الطبيب لكيفية التعويض لما هو ناقص.

بقي بعد ذلك –أخِي الكريم– أقول لك: أنك مُطالبٌ بأن تُغيِّر نمط حياتك، أنت منذ زمنٍ بعيدٍ طوَّعتَ نفسك ودرَّبتها على ما هو سلبي، والآن وبالتدريج يمكن أن تُدرِّبها على ما هو إيجابي.

• أن تضع برامج يومية لإدارة الوقت، يجب أن تُكتب هذه البرامج، وتكون دقيقًا فيها جدًّا، والبرامج يجب أن تشمل جميع الأنشطة اليومية، تُحدِّدْ لكلٍّ وقته، والمدة التي سوف يستغرقها.
• لا بد أن تكون هنالك أنشطة للتواصل الاجتماعي، والترفيه على النفس.
• الرياضة يجب أن تُعطى وقتًا كافيًا يوميًا، الرياضة هي علاج حالتك، فالإجهاد الجسدي والإجهاد الذهني يُعالج من خلال الرياضة؛ لأن الرياضة تُنشِّط إفراز مادة تعرف باسم (PDNF) وهذا هرمون دماغي يؤدي إلى تنشيط خلايا الدماغ، ولا يُفرز إلا من خلال ممارسة الرياضة، وكذلك الصيام، حسب ما أشارت الأبحاث الجديدة، ونحن مُقدمون على شهر رمضان، إذًا الصيام سيكون له فائدة عظيمة عليك، فأرجو أن تهتمَّ بالرياضة وبالصيام.

برامجك اليومية هذه يجب أن تكون مُلزمة لك من حيث التطبيق.

• النوم الليلي المبكر مهم جدًّا؛ لأنه سوف يُساعدك في تجديد طاقاتك، ويجعلك تستقبل يومك بكل انفتاح وانشراح وتفاؤل، وهذا يعود بالكثير من الإيجابيات على الصحة النفسية.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net