لست مرتاحة مع أهلي ولا الناس وتنتابني الكآبة، فكيف أحسن حالي؟

2015-08-02 03:03:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عايشت حالة توتر وصرت كئيبة في أغلب الأيام، ونادرا أجد نفسي مرتاحة نفسيا، أولا مع عائلتي، وثانيا مع الناس جميعا، إخوتي وأمي دائما يقفون سويا ضدي، وكنت دائما أعتقد أنهم يغارون مني، ولا أعلم لماذا؟ حتى إني أكرههم بعض الأحيان، فكيف أتعامل معهم؟ لأني تعبت كثيرا.

ويصيبني توتر إذا خرجت من البيت إلى الأقارب، فكيف أطور من ذاتي؟ كلما قلت سأتغير وأصبح واثقة من نفسي وقوية لا أعلم من أين أبدأ؟ وتحصل لي مواقف محرجة كثيرا، بدأت أكره نفسي وأحس أني مكروهة ممن حولي ما عدا صديقتي الوحيدة الغالية، أحبها وتحبني كثيرا حتى أصبحت أعزها أكثر من إخوتي، وأحس بأنها تخاف علي أكثر منهم.

وإذا أشار إلي أحد في مجلس مليء بالنساء يبدأ قلبي بالخفقان ووجهي يحمر، أعاني جدا من نفسي، مع العلم أني كنت سابقا أكثر مرحا ونشاطا من إخوتي وصديقاتي، لكني الآن أصبحت مكتئبة ولا أعطي اهتماما لإخواني ولا أشاركهم المزاح والضحك، بل أبقى جدية معهم.

أرجو منكم مساعدتي، ويراودني تفكير بأني ممسوسة أو مسحورة، أو أني سأصبح مريضة نفسية فأخاف كثيرا.

جزاكم الله خيرا وشكرا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة أولاً نقول لك: لا ينبغي التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي فنستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

أما أسلوب أفراد العائلة وطريقتهم في التعامل معك قد تكون غير مرضية بالنسبة لك، فخذيهم على حسب فهمهم، وحاولي أن تصارحيهم وتناقشيهم في كل صغيرة وكبيرة لكي تكسبي ثقتهم، فإذا وثقوا فيك فسيتغير الوضع -إن شاء الله-، وهذا يتطلب اجتهادا منك بعدم فعل أي سلوك يؤدي إلى الشك، بل مارسي حياتك بصورة عادية أمامهم، فهم القرابة من الدرجة الأولى، فالأولى الإحسان لهم. واعلمي أن المشاكل الأسرية لا يخلو منها بيت، ولكن ينبغي التعامل معها بالحكمة والابتعاد عن النظرة الضيقة للأمور الحياتية.

ثانياً: نقول لك -أختنا الكريمة- إن العقل ما سمي بهذا الاسم إلا لأنه يعقل، أي يكف ويمنع كل ما هو مناف لقيمنا الدينية والاجتماعية. وبالتالي نقول الإنسان العاقل هو الذي يفرق بين الحسن والقبيح، وبين الخير والشر، وبين النافع والضار، وقد يفقد الشخص السيطرة على ذلك في حالات الغضب أو الانفعال الشديد، فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكرين دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرفي بصورة طبيعية، والمعيار الأساسي لتقييم السلوك هو ما جاء به الكتاب والسنة والحديث الشريف، يقول: عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم.

نريدك -أختنا الكريمة- أن تتحدي وتتفاءلي ولا تستسلمي، وقاومي حتى النصر بعون الله وتوفيقه، واعتبري أن الذي تمرين به الآن هو أول امتحان لك في حياتك، ولا بد من اجتيازه ليزيدك النجاح قوة ومنعة تستطيعين بها مجابهة المشاكل والمحن في المستقبل، فالإنسان خلق في كبد، والمؤمن مصاب وأمره كله خير -إن شاء الله-.

ولتحسين العلاقة مع الآخرين نوصيك بالآتي:

1- اسعي في مرضاة الله فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

2- ينبغي أن تتصالحي مع نفسك وتتحرري من هواها وتثقي في قدراتك وإمكانياتك، واعتزي بها ولا تحقريها.

3- كوني نموذجاً في الأخلاق واحترام قيم وآراء الآخرين.

4- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة، واعرضي مساعدتك على من لم يطلب.

5- قدمي الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحبب فيك الناس وازهدي فيما عندهم.

6- بادري بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية وشاركيهم فيها.

7- أحسني الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

8- نمي قدراتك المعرفية بالقراءة والاطلاع، وحاولي مناقشة الآخرين في آرائهم ومقترحاتهم، وأعرضي عليهم ما عندك من معارف.

9- ولكي لا تكون اللقاءات مملة بينك وبين الآخرين، قومي بطرح الأسئلة على جليسك وحاولي التحدث في الأمور العامة وفي الحقائق العلمية والأمور الدينية.

10- إذا أتيحت لك فرصة للتحدث عن اهتماماتك وميولك وهواياتك فاغتنميها ولا تترددين، وحاولي تدريب نفسك على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تعرفيهم من الأهل والصديقات.

وفقك الله.

www.islamweb.net