هل النسيان سببه القلق أم التفكير الزائد أم الوساوس؟

2015-08-18 06:51:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع

لدي مشكلة تتعلق بأفكار مزعجة تأتيني أحيانا، وفي بعض الأحيان تأتيني بعض الأمور المهمة في الذهن، مثلا يأتي في بالي أشياء أريد أن أنجزها، موعد أو عمل مهم، أو غرض معين، وفجأة أنسى ما أريده، وأنا أعلم أن هذا قضاء وقدر من الله، وأن كل إنسان لا بد أن ينسى، ولكن أنا لا أستطيع، أريد أن أنسى، ولكن فكرة النسيان هذه لا أستطيع أن أنساها.

هل هذا الشيء نوع من أنواع القلق؟ أم هو تفكير زائد؟ أم هي وساوس؟ أم ماذا؟

أرشدوني ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال، الغريب نوعا ما.

موضوع النسيان أمر عادي وطبيعي عند الكثير من الناس، إلا أنه يمكن من خلال التدريب أن تتطور الذاكرة وتتحسن ببذل الجهد والمثابرة.

من الواضح أنه وبالرغم من شكواك بالنسيان وما تسميه ضعف القدرة على التركيز، إلا أنك مستمر في عملك واهتماماتك، ولا شك أن هذا يدل على إمكانات وقدرات، وإلا لما وصلت إلى ما وصلت إليه.

من الطبيعي أن يختلف أداء الناس بين المراحل المختلفة لحياتهم، فكل مرحلة تفرض تبدلات وتغيّرات، وبحسب الظروف النفسية والأسرية والاجتماعية، وبحسب اختلاف الاهتمامات والمشاغل والهوايات...

من ناحية، نعم ربما أنك تشعر بأن أداءك ليس بالدرجة التي تحب وتتمنى، وهذا شيء طبيعي عندنا جميعا، فكلنا يتمنى لو يستطيع أن يقدم وينتج أكثر من واقعه.

أخيراً تذكر، أنه لا يوجد نمط واحد للتذكر وتقوية الذاكرة، وما يناسب إنسانا قد لا يناسب آخر، ولو كانوا في نفس المرحلة، فتعرف على نمطك عملك وطريقة تذكرك وحفظك للأشياء، وحاول تطوير هذا النمط لتحسين الأداء وتقوية الذاكرة.

من الصعب أن نحكم أو نشخص من خلال المعلومات الواردة في سؤالك فيما إذا كان هذه قلق أو وسواس.

قد يكون لما ذكرت في سؤالك من النسيان سبب ليس مشكلة في الذاكرة وإنما ربما ضعف التركيز لسبب بسيط كالتعب مثلاً، وعلى كلٍّ إذا استمرت المشكلة وقلقت عليها أكثر فلا مانع من زيارة الطبيب النفسي للاطمئنان، فهذا ينفع ولا يضر.

وفقك الله، ويسّر لك ما تريد.

www.islamweb.net