أمي تنتقد أبي وتغضب لو اعترضت، فما السبيل لحل المشكلة؟

2015-11-01 21:36:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله مشايخنا الأفاضل على ما تقدمونه، وجعله الله فى ميزان حسناتكم.

أود أن أستشيركم في بر والدتي، فهي كثيرة الغضب ودائما تنتقد أبي أمامنا وفي عدم وجوده، رغم أنه يعاملها جيدا، ويمدحها، ويطالبني ببرها، وعندما أعترض تغضب مني، ومن كثرة انتقادها صار أخي يتشاجر مع أبي ويقاطعه، ويقاطع أعمامي وعماتي، فما السبيل للإصلاح بينهم؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سندس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به، فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: جزاك الله خيرا -أختنا الفاضلة- على حرصك على بيتكم، والاجتهاد في تجنيبه ما يسوء، وهذا يدل على خير أنت فيه، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.
ثانيا: لا يخفاك -أختنا- أن بر الوالدين واجب شرعي، وأن عقوقهما معصية بل كبيرة من الكبائر، والبر -أختنا- لا يوقفه الخطأ، ولا ينقصه الزلل، ونعني بذلك أن الوالد أو الوالدة -حفظهما الله- مهما أخطئا تبقي مسألة برهما واجب عليك.

ثالثا: قد فهمنا من السؤال أن المشاكل بسبب تجاوز الوالدة على الوالد -حفظهما الله-، وقد ذكرت أن الوالد يعاملها بأخلاق عالية، والوالدة لا تبادله ذلك، ونحن نرى أن هذه مشكلة بين الوالدين، وأن الوالد بحكمته قادر على تجاوز تلك المرحلة مع الوالدة.
رابعا: إننا ننصحك لمعالجة هذه المشكلة اتباع هذه النصائح، مع العلم أنها ستكون مرهقة عليك، وتحتاج منك إلى متابعة واجتهاد، لكن أجرك عند الله عظيم -أختنا الفاضلة-:
1- الاجتهاد في تعليم إخوانك عقوبة العقوق في الدنيا والآخرة، ويكون هذا عن طريق الحديث أو المحاضرات الدعوية أو الدروس الوعظية المسجلة، أو حتى بعض مقاطع الفيديو المنتشرة في مسألة بر الوالدين.

2- أن تزرعي فيهم توزيع المحبة على الوالدين أو تخبريهم بأجر ذلك عند الله عز وجل .
3- أن تكوني أمامهم القدوة العملية في ذلك.
4- اجتهدي في أن تستعيدي ثقة أمك فيك عن طريق إظهار محبتك لها، وحرصك عليها ومساعدتها في أعمال البيت، وعدم تخطئتها في أي أمر خاصة أمام والدك أو أمام إخوانك.
5- لوالدتك بعض الصديقات أو الأخوات الداعيات أو الصالحات، تواصلي مع واحدة منهن تكون حكيمة وعاقلة، ويكون بينها وبين والدتك مودة وابدئي في إيصال بعض المشاكل التي تودين أن تدخل فيها الأخت بهدوء وعقل.

خامسا: اجتهدي -أختنا- في الدعاء لهم بصلاح الحال، فالدعاء سهم صائم إذا ما انطلق من قلب صادق.

نسأل الله أن يهدي والدتك وأخوانك لما يحبه الله ويرضاه.

www.islamweb.net