بعد سنوات انتكست حالتي، فعاد القلق والوسواس والاكتئاب، فما الحل؟

2016-12-01 01:19:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تعرضت قبل سنوات لقلق ووساوس واكتئاب، والآن انتكست حالتي مرة أخرى، فصرت أعاني من نفس الأعراض، وأحس أن الحياة كذبة، ولا يوجد واقع، فكيف أتغلب على هذا الشعور؟ أخبروني عن ماهية الانتكاسات، وهل ستزداد؟

أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمراض النفسية عادةً – خاصة مرض الاكتئاب والوسواس القهري – يستمر لفترة من الزمن، ومن سماته حتى بعد التحسُّن وزوال الأعراض يمكن أن تحدث انتكاسات للشخص، ومعنى الانتكاسة: رجوع الأعراض التي كان يحسّ بها الشخص مرة أخرى، وأسباب الانتكاسات مُتعددة:

1) طبيعة المرض - كما ذكرت - في المقام الأول تحصل له انتكاسات.
2) وجود أحداث أو حدوث أشياء معينة في حياة الشخص، خاصة الأحداث التي تؤدي إلى صدمات، مثل موت أحد الأقرباء، أو أحد أفراد الأسرة، أو وفاة شخص عزيز على الشخص، يؤدي إلى حدوث صدمة وانتكاسة مرضية.
3) أيضًا مشاكل الحياة المختلفة، مثل الرسوب في الامتحانات، والسفر أحيانًا خارج البلاد، المشاكل المالية أحيانًا، أحيانًا فقدان الوظيفة، حتى أحيانًا الأشياء السعيدة ترقية مثلاً تؤدي إلى ضغط نفسي.

هذه هي الأشياء والأحداث التي عادةً تؤدي إلى الانتكاسات.

قياس الانتكاسة أنها بسيطة أو متوسطة أو شديدة تُقاس بالأعراض التي رجعتْ مرة أخرى، هل رجعت كل الأعراض بعنفوانها وشدتها مرة أخرى؟ هل رجع جزء منها؟ أو هل ظهر جزء يسير منها؟ بمقدار ظهور الأعراض نحن نحكم على الانتكاسة هل هي بسيطة أم شديدة أم متوسطة.

وكما ذكرت الانتكاسة مرتبطة بطبيعة المرض، ومرتبطة بوجود أحداث معينة عند الشخص، ومرتبطة أيضًا بطبيعة الشخص نفسه.

طبعًا هناك أشياء لا يمكن التحكم فيها في الحياة، الأحداث التي ليست لنا سيطرة عليها، ولكن يمكن التقليل من حدوث الانتكاسات بالاستمرار في أخذ الأدوية، الاستمرار في العلاجات، أحيانًا حتى بعد زوال الأعراض يكون كنوع من الوقاية لعدم حدوث انتكاسات، أو حتى إن حدثتْ تكونُ بسيطة.

إذًا – يا أختي الكريمة – تحتاجين إلى مراجعة مستمرة مع الطبيب النفسي، المتابعة المستمرة مع الطبيب هي صمام الأمان للوقاية من الانتكاسات، أو علاجها في وقتٍ مبكر.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net