أصبحت متبلد التفكير وأموري متعسرة.. فما السبب والحل؟

2016-12-12 04:54:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

ميزني الله بالحفظ والفهم السريع، وكنت من أكثر الأشخاص طلاقة بالكلام في مدرستي، وحين أقرأ الدرس، ولكن بعد عدة أيام أصابني التغرب عن الذات، وأحس عقلي بعيد عن رأسي وشرود ذهني ونسيان وأحس أن على عقلي كومة من الضغط، وأشعر بالبلادة، وحتى الشيء سهل المعرفة يستصعبه عقلي، وأكثر من قول هاه؟

وقد جربت الرقية الشرعية بلبس السماعة، وإذا بكل آية عن الحسد يأتيني شعور بالكهرباء والقشعريرة بكامل جسمي، ونبض شديد بدون توقف سواء مع الرقية أو بدونها.

والله لقد تعبت وتكالبت علي الهموم، وكلما قدمت على وظيفة يقولون تم قبولك، ولكن ينقلب كل شيء ويتم رفضي، ولا أدري ماذا بي؟

أريد أن أرجع لعقلي وذاتي كي أقوم بحياتي وأنا بقوتي ونشاطي الجسماني والعقلي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أنت في استشاراتك السابقة أيضًا أشرت على أنك تعاني من اضطراب الأنّية ومن الشرود والنسيان، ولا شك أن هذه المشاعر سببها القلق النفسي الداخلي، والمفترض أن تتخذ خطوات عملية لإزالة هذا القلق وهذا التوتر، وأول ما يجب أن تلجأ إليه هو أن تنظم حياتك، أن تنظم يومك، والتنظيم الجيد يتطلب أن ينام الإنسان نومًا ليليًا مبكرًا، ويتجنب النوم في أثناء النهار، النوم الليلي يُعطي فرصة كبيرة جدًّا لخلايا الدماغ لأن تستقر، لأنه يحدث فيها نوع من الترميم وتزيد فعاليتها، وهذا قطعًا يعود عليك –إن شاء الله تعالى– بحسنٍ في التركيز، وحين تنام مبكرًا وتصلي الفجر مع الجماعة، وتتذكر أنك الآن في ذِمّة الله، ودائمًا نحن في ذِمّة الله، هنا هذه البدايات العظيمة لليوم بعد تلك الليلة الهانئة يُعطيك طاقات في أثناء النهار، ثم توزّع وقتك حسب المهام التي يجب أن تقوم بها، ولا تنسى أن تُرفِّه عن نفسك بما هو طيب، ولا تنسى التواصل الاجتماعي، هذا كله ضروري ومهم جدًّا، ولا تنسى أن تمارس شيئًا من الرياضة.

هذه متطلبات أساسية لإزالة الهم والغم والتوتر، وتحسين التركيز، لابد أن تتحرَّك تحرُّكًا جادًا وإيجابيًا لأن ذلك سوف يعود عليك بمنفعة عظيمة.

كل الذي تعاني منه سينتهي، شعورك بالقشعريرة، بالكهرباء، القلق، التوتر، النسيان، ما أسميته باضطراب الأنّية، هذا يزول تمامًا من خلال تغيير نمط حياتك على الشاكلة التي ذكرتها لك.

ولابد أيضًا أن تمارس التمارين الاسترخائية مثل النوع الذي أشرنا إليه في استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015).

احرص على صلواتك في وقتها، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، واجعل لنفسك وردًا من القرآن الكريم، إذا كنت غير مُجيد للتلاوة فيجب أن تتعلم ذلك على يد شيخ، وتذكّر أنه بذكر الله تطمئن القلوب، وأن القرآن والذكر يُحسِّن من الذاكرة، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} خطوات عملية يجب أن تتخذها.

وأريدك أيضًا أن تهتم بغذائك، لأن الجسم يحتاج للغذاء السليم والصحيح ليتحسَّن.

وبالنسبة للرقية الشرعية: الرقية لا شك أنها مفيدة، ومكونات الرقية هي الراقي والمرقي والقرآن والحديث والدعاء، هذه هي مكونات الرقية، إذا لم تُفدنا الرقية يجب أن نبحث أين الخطأ، لا يمكن للخطأ أن يكون في القرآن أو في الحديث أو في الدعاء، الخطأ إمَّا في الراقي أو المرقي، كلاهما يجب أن يكونا على درجة من الإيمان واليقين والقناعة بأن الرقية مفيدة ولا شك في ذلك.

فيا أخي الكريم: أقْدِم على هذه الخطوات حسب ما ذكرته لك، ويا حبذا لو ذهبت إلى طبيب نفسي، وهم كُثُر جدًّا في المملكة العربية السعودية، أنت تحتاج لأحد الأدوية البسيطة المحسِّنة لمزاجك، والتي تزيل عنك القلق والتوتر بصورة كاملة. إن شاء الله تعالى تُفتح أمامك أبواب الوظائف وأبواب العمل، لكن قبل ذلك يجب أن تُغيِّر نمط حياتك، لتجعله أكثر جمالاً وإيجابيةً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net