كنت ذا خط جميل ثم أصبح سيئا، فما الحل؟

2017-07-30 01:14:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

منذ صغري حتى عمر 10 أو 11 سنة كنت ذا خط جميل في الكتابة، حتى أن والدي وأساتذتي كانوا يصفونه كخط الطباعة.

ولكن بعد ذلك أصبح خطي سيئا جدا، وأصبح يزداد سوءا, وغير واضح في القراءة، حتى أنا نفسي أجد صعوبة في قرأته، بل أحيانا لا أستطيع قراءة بعض الكلمات التي كنت قد كتبتها بنفسي!

والآن أنا في المرحلة الجامعية، وأصبح الموضوع مزعجا ويسبب لي الإحراج, كما أنه قد أثر على تحصيلي الدراسي، وأصبحت علاماتي سيئة جدا ومتدنية, فعند تصحيح ورقة امتحاني لا يستطيع المصحح فهم المكتوب، وقد حاولت التدرب على تحسينه، واشتركت في دورات الخط، ولكن بلا فائدة.

أرجو الاهتمام بسؤالي وإرشادي إلى الحلول إن أمكن.

وشكرا كثيرا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك –أخي العزيز– تواصلك مع الموقع وأسأله تعالى لك التوفيق والسداد في أمورك كلها.

بخصوص تغيّر خطك من الجمال إلى الرداءة بصورة لافتة, فإن هذه المشكلة يشكوها كثير من الناس وذلك يعود غالباً بسبب لاستغناء الناس عن الكتابة بخط اليد واستبدالها لوسائل التكنولوجية الحديثة كالكتابة بآلة الكومبيوتر أو الجوال أو الطابعة, حيث لم نعد نحتاج إلى الخط إلا في توقيع المستندات فحسب أحياناً، فينبغي لك الاستمرار على التعود والتمرّن اليدوي على حسن الخط بصبر وتأنٍ ومجاهدة للنفس على ذلك, ولذلك فمن الجميل ما ذكرته من محاولتك التدرب على تحسينه واشتراكك في دورات الخط, ولا شك أن هذه المهارة حتماً ستعود إليك بالاكتساب والصبر وبالتدريج شيئاً فشيئاً.

ومن المهم أن تثق بالله ثم بنفسك على إمكانية تجاوزك لهذه المشكلة غير المعقدة حيث وإن كثيراً من أهل العلم والفضل لا يحظون بحسن الخط كما تعلم, ولم يصدهم ذلك أو يعيقهم عن الإبداع والإنتاج والنجاح, نعم فإن الحرص على هذه المهارة مهم, وهو ممكن ولكن شريطة أن توفر في نفسك تعزيز الثقة والتحلّي بالحزم والعزم والإرادة والتصميم, وفي الحديث: (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

احرص –أخي العزيز– على المحافظة على الأذكار وقراءة القرآن والدعاء ؛ لاستلهام عامل الثقة وقوة الإرادة والتوفيق الإلهي, ودفع آفات الحسد والعين, قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين)، (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين) (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

كما وأن مما يساعد على ذلك توفر العامل الإيماني والمحافظة على الصحّة الجسدية والراحة النفسية بترك التوتر والقلق، ولزوم الصحبة الطيبة وممارسة الرياضة، ومتابعة الدروس والمحاضرات والبرامج النافعة والمفيدة.

أسأل الله أن ييسّر أمرك، ويشرح صدرك، ويتولّى أمرك، ويرزقك التفوق والتوفيق والنجاح وسعادة الدنيا والآخرة.

www.islamweb.net