درست طب الأسنان ولكني أخاف من ممارسة المهنة

2018-04-23 06:01:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني منذ سنوات من عدم الثقة بالنفس، ومن الخوف من كل شيء، والخجل، فمنذ أيام الدراسة وأنا أخجل من كل شيء!

درست طب أسنان 5 سنين، وكنت مقصرة بدراستي، لكن حالي حال الكثير ممن تخرج معي، وأصبح وضعهم رائعاً.

منذ تخرجت وأنا أخاف أن أمارس مهنتي، ولقد باشرت بعمل جديد تحت التجربة، وصرت أخاف أن أعالج مريضاً، وأخاف أن أفشل بعلاجه، وأخاف أن أفعل أي شيء جديد علي، وأفكر بالفشل دائماً.

أهلي رافعوا رؤوسهم بي، ولا يعرفون عن خوفي الشديد، لقد عالجت مرضى ولكن كنت أخطئ، وصرت أخاف أن أخطئ بعملي الجديد، وأنا أعاني من خوف شديد طول النهار والليل، وأفكر باليوم التالي للدوام!

صرت أتجنب أن أمسك مرضى، وأخاف، فما الحل؟ لقد تعبت جداً، وأحب أن أرفع رأس أهلي، ودعوت الله كثيراً، وعاهدت ربي ثم نفسي أن أعالج الناس بكل أمانة، لكن خوفي من الفشل في معالجتهم يقف بطريقي، حتى وإن تعاملت بطريقة العلاج، فهل يعقل أن هذه إماكنياتي بالمهنة؟! المهنة هي مصدر رزقي، وأنا درستها سنوات، لكن لماذا كل هذا الخوف وعدم الثقة بالنفس؟

من كثرة التفكير ضعف نومي، كيف أتخطى هواجسي؟ هل صادفتم أحداً لديه خوف من عمله؟ فأنا أعاني من عدم قدرتي على القيام بمهنتي!

أرجو الإفادة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما هذه الأشياء بدأت قبل أربع سنوات فمعنى هذا أنها مرتبطة بمرض نفسي أو بمشكلة نفسية مررتِ بها، لأنها إن كانت جزءاً من شخصيتك فستكون بدأت من فترة طويلة، وإن ذكرتِ أنها بدأت من أيام الدراسة، فيبدو أنها زادت في الفترة الأخيرة.

على أي حال – أختي الكريمة – تحتاجين إلى علاج بسيط، ولعلاج هذا الخوف ومشكلة النوم، وحبوب مثل (إيمتربتالين) أو (التربتزول) مثلاً، خمسة وعشرين ميلجرامًا ليلاً قد تفيد في هذا.

الشيء الثاني: بمناسبة عدم الثقة في العمل فهذا شيء طبيعي، كل الذين تخرَّجوا في بداية عملهم كانوا يخافون بشدة من المسؤولية، ويخافون من الفشل، وبالذات الذين يعملون في مجال الطب، سواء كان الطب البشري أو طب الأسنان، ولكن مع مرور الوقت يكتسب الإنسان ثقة، وكُلَّما نجح في معالجة حالة وكانت النتائج جيدة يكتسب ثقة في نفسه ويتطور ويتقدَّم للأمام، وهذا سيحصل لك بإذن الله.

إذاً هذا شيء طبيعي، في بداية العمل الشخص يخاف من المسؤولية بشدة، ويخاف من الفشل مع المرضى وردود أفعالهم، فما عليك إلَّا بالمثابرة، وبالعكس الشخص الذي يخاف من الفشل ويخاف من المسؤولية هو الذي ينجح عادةً أكثر من الشخص الذي لا يهتم ولا يكترث للنتائج، فهذا لا يتطور، ولكن الخوف من المسؤولية هو من الأشياء التي تساعد الإنسان في تجويد العمل ومن ثمَّ التقدُّم في العمل.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net