لماذا حرم زواج المحارم بعد زمن آدم عليه والسلام؟

2018-07-16 01:48:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

قرأت في تويتر حوارا بين مسلم ولاديني، وقد ذكر المسلم زواج المحارم في عهد آدم عليه السلام، ثم حرمت، فما السبب في تحليله ذاك الوقت وتحريمه الآن؟

أخبرني عن الغيرة، هل هي فطرة أم مكتسبة؟ وما مكانتها في الإسلام؟ وما يجب على الرجل اتجاهها؟

جزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في استشارات إسلام ويب.

أما عن الفقرة الأولى من سؤالك، وهي عن زواج المحارم في عهد آدم - عليه السلام – ففي عهد آدم – عليه السلام – أباح الله سبحانه وتعالى للواحد من أبناء آدم أن يتزوّج أخته لكن من بطنٍ غيرَ بطنه، يعني: كان يُولد لآدم في كلِّ ولادة توأمان – ذكر وأنثى – فالأنثى من البطن الأول تتزوج بالذَّكر من البطن الثاني، وليس من الذكر الذي كان معها توْأمًا، وهكذا، وهذا شرعه الله سبحانه وتعالى لتحصيل النسل وبقاء الذُّرية، وقيام هذه الذُّرية على هذه الأرض، فالحكمةُ فيه ظاهرة، والله سبحانه وتعالى يقضي بما يشاء ويفعل ما يُريد.

وأما عن سؤالك الثاني - وهو الغيْرَة – فالغيرة معناها الحميّة والأَنَفَة، أن تأخذ الإنسان حميَّة وأَنَفَة للدفاع عن عِرضه وحمايته، وهي أمرٌ محبوب، يُحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه إذا كان في الحق، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره، قال: (من الغيْرة ما يُحبُّ الله، ومنها ما يُبغض الله، فأمَّا التي يُحبُّها الله فالغيرة في الرِّيبة، وأمَّا الغيْرةُ التي يُبغضها الله فالغيرةُ في غير رِيبة).

فبيَّن لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ما هو محمودٌ ممدوح من الغيرة وما هو مذموم، فالغيرة عند الشكّ – عند الريبة، عند حصول أمور تدعو إلى الشك – أمرٌ محمود، مطلوب من الإنسان أن تأخذه الحمية لحماية أهله وعرضه، وأمَّا الغيْرةُ في غير الريبة – يعني بمجرد سوء الظنِّ وإساءة الشك – ففي هذه الحالة الغيْرةُ ضارَّة، والله سبحانه وتعالى لا يرضاها.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما ينفعنا.

www.islamweb.net