زوجي متكفل بمصاريف أهله ومقتر معي فهل أتركه؟
2019-03-13 05:16:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
خطبني شاب مسؤول عن عائلته بشكل كلي، وهو بار بوالديه لدرجة كبيرة، ويصرف كل ما يملك عليهما لدرجة أشعر أنه ينسى حقوقي أحيانا، علماً بأن كتابنا مكتوب من عدة شهور، وتركت عملي لأنني سأعيش في الغربة معه بعيدا عن أهلي، لكنه لا يستطيع إعطائي مصروفي بحجة أن راتبه لا يكفي، وأنه لا يزال لديه مصاريف كثيرة للزفاف، مع أني بسيطة جدا وقفت معه في ظروفه وساعدته، وحجزنا مكانا بسيطا للزفاف، وتنازلت عن كثير من الأمور، حتى أني أعطيته من مهري لمساعدة أهله، وحاولت تغطية كل شيء من مهري، حتى لا أثقل عليه، لكنه دائما يطلب مني أن أقتصد أكثر، ويحسب كل شيء، خائفة أن يكون بخيلا، لم أعد أميز بين الفقر والبخل في علاقتي معه!
هو عليه قرضان ويريد أخذ القرض الثالث لمساعدة أهله للحضور إلى البلد الذي سيقام فيه الزفاف، أنا أتنازل عن أشياء كثيرة، لكن أهله لا يقتصدون في احتياجاتهم، فمثلاً يريدون استئجار سيارة لعدة أسابيع عند نزولهم ليوم الزفاف، وسيجلسون بتلك البلد فترة لا داعي لها، ويريدون مصروفا عاليا، لهذا خطيبي أخذ قرضا لذلك، وأنا أظهرت له حزني ورفضي لذلك القرض، لكنه لم يهتم، فهل أفسخ خطبتي وزفافي بعد أسبوعين؟ هل أنجو من ذلك الخوف الذي يمنعني من الاستمتاع بأجمل أيّام عمري؟
أصبحت عصبية معه ومع والدتي لأنها نصحتني عدة مرات أن أتركه، وخوفي وشعوري بالذنب ناحية أمي يشجعني أكثر على الانفصال لأن أمي تعيش وحيدة بعد انفصالها عن أبي، فأرجوكم أفيدوني، فأنا مرعوبة من الزواج به.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Why حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والتوفيق والاستقرار.
- لا ننصحك بترك الشاب البار بوالديه، لأن البر مفتاح التوفيق، وفي صلة الرحم الرزق، والشيطان هو من يعدنا بالفقر، ولكن ربنا هو الغني، وأنت سوف تدخلين حياته، وسوف يرزقكما الله أطفالا، وهو القائل سبحانه:" نحن نرزقهم وإياكم"، ولاحظي أنه سبحانه بدأ بهم، وسبحان الرزاق القائل:" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، فكيف نخاف الفقر والله هو الرزاق؟
- وقد أسعدنا وقوفك معه، ونتمنى أن لا يظهر منك اعتراض أو تضجر، ولا تضعيه أمام خيارات صعبة، واعلمي أنه يستطيع أن يقول لك اقتصدي، ولكن ليس من المصلحة أن يقول لأهله في هذا التوقيت اقتصدوا، حتى لا يذهب بهم الشيطان المذاهب، فأي تغيير في نبرته غالبا ما يفسر على أنه منك، فتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يخرب عليك، فتعوذي بالله من همزه ونفخه.
- أما بالنسبة للوالدة: فنوصيك بها خيرا، واحرصي على برها، واعلمي أن سعادتها في سعادتك، والأم هي أول من يضحي من أجل أبنائه وبناته، وقد فهمنا من قولها لك اتركيه أنها تقصد لا تناقشيه، وحتى لو كان قصدها المعنى الآخر، فنحن لا ننصح بإيقاف مشروع الزواج من شاب بار بوالديه اختارك من دون النساء، وبدأت معه مشكورة مشوار التضحيات، مع تكرارنا للوصية بالوالدة، وتجنب رفع الصوت عليها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير ويبارك لكما وعليكما، ويوسع أرزاقنا جميعا ويعيننا على الشكر.