ضربت زوجتي وأهلي يطلبون مني تطليقها.

2020-02-04 05:09:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

متزوج منذ 3 سنوات، زوجتي عمرها 28 سنة، موظفة، ولدينا بنت عمرها سنة، حصل بيننا سوء فهم، مما جعلني أضرب زوجتي للمرة الأولى، لأنها كانت تكلم أختها على الواتساب، وتخبرها عن كل ما أفعله في بيتي، فغضبت غضبا شديدا وضربتها بكفي، وشتمتها، واتهمتها بالخيانة، وجاء أخوها ووالدي وأمي في الصباح، وحاولوا حل الموضوع، وقال أخوها اخرجي من بيته، فقالت لا، لن أخرج من بيتي، ولكن بعد ساعة جاءت أمها وأخذتها بالقوة، فشتمتها على الواتساب، وجوالها مع أخيها، والآن يهددوني بأنهم سيقدمون الرسائل للمحكمة إن لم أطلق، ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارك أقول:
واضح أنك شديد الغضب، ولذلك يجب عليك أن تتخلص من هذه الصفة الذميمة؛ فالغضب رأس كل مشكلة، من أجل ذلك جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الوصية، فقال له عليه الصلاة والسلام: (لا تغضب)، فكررها مرارا فقال: (لا تغضب).

لا شك أن زوجتك مخطئة بما قامت به، فلا يجوز لها أن تخبر أحدا بما يحصل في بيتها، وخاصة الأمور الخاصة والمتعلقة بالأسرار الزوجية، فذلك أشد حرمة من غيره.

لقد أخطأت -أخي الكريم- بهذه العقوبة، فما كان ينبغي لك أن تضربها هذا الضرب المبرح، خاصة إذا كنت قد لطمتها في وجهها، فذلك منهي عنه شرعا، وكان بإمكانك أن تعاقبها عقوبة أخرى، فالمقصود هو زجرها، وجعلها تترك هذه الفعلة الشنيعة مستقبلا، فكان بإمكانك وعظها، فإن لم ينفع ذلك فتهجرها في المضجع، فإن لم ينفع ذلك فتضربها ضربا غير مبرح مع تجنب الوجه والتقبيح في الكلام أو الاتهام بالخيانة.

إخراجها من بيتها ليس صحيحا، خاصة وأنها كانت رافضة الخروج، فتدخل أمها بتلك الطريقة غير صحيح أبدا، وعادة إذا تدخل آباء الزوجة أو الزوج ولم يكن قصدهم الإصلاح فإنهم يفسدون الحياة الزوجية.

الذي أنصح به هو توسيط بعض الحكماء من الأسرتين لحل الإشكال، مع تقديم اعتذارك عن ضربها، والاعتراف بأن ذلك كان خطئا سببه شدة الغضب بسبب سوء ما قامت به، فكما أنك قد غلطت فهي كذلك غلطت، وكذا أمها أخطأت في إخراج ابنتها من بيتك.

تخير من له تأثير على أسرة زوجتك، ويحترمونه ويقدرونه ويأخذون بكلامه؛ فذلك أدعى لرأب الصدع، حتى لو فرض عليك غرامة مالية فاقبل ذلك حفاظا على أسرتك أن تتفكك.

أوصيك أن تبادر بالاعتذار من عمتك وعمك وقبل ذلك زوجتك، وذلك بالذهاب إليهم قبل توسيط أي أحد، فكونك تبادر بإصلاح الأمر والاعتذار أولى من جعل واسطة، ويجب أن تشعر زوجتك بالأمان، وأنك لن تتركها، ولن تتخلى عنها، فلو شعرت بذلك ما كانت ستترك البيت حتى لو جاءت أسرتها كاملة.

ذكر زوجتك بمصير ابنتكما في حال حصول الطلاق، وبين لها أنك لن تطلقها، فليس هنالك ما يدعو إلى ذلك، وعدها ألا يتكرر ذلك منك.

احذر من شدة الانفعال، ولا تتأثر باستفزازات أخ زوجتك ولا تتخذ أي قرار بانفعال فتندم على ذلك فالتأني من الله، والعجلة من الشيطان.

مهما حصل فلا تبتدئ أنت بالطلاق حتى لو وصلت المشكلة إلى المحكمة، وعليك أن تبقى متمسكا بزوجتك مطالبا بعودتها إلى بيتها مع الاعتذار لها، وتحمل أي غرامة مالية إن لزم الأمر.

أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يلين قلوب أسرة زوجتك، وأن يلهمهم الرشد.

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم، وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

أوصيك أن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة السعيدة الطيبة، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في هذه القضية أو غيرها، ونسأل الله تعالى أن يصلح شأننا وشأنك إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net