أريد حلا لعصبيتي التي تهدد حياتي وأعصابي.

2020-02-12 00:52:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 42 سنة، متزوجة وأم لستة أطفال ولد -13 سنة- و5 بنات، والدهم دائم السفر، ومسؤولية تربيتهم تقع على عاتقي، بالإضافة إلى أعمال المنزل، هذه المسؤوليات ولدت لدي ضغوطات نفسية، علما أني مثقفة وصبورة، لكني عندما أتعصب أصرخ على الأطفال ولا أهدأ.

أعاني من خمول الغدة منذ سنوات، ونقص فيتامين (د)، رغم أن أكلي صحي، وأقرأ كثيرا عن التربية بشكل كبير جدا، مما يولد لدي -رغم تعبي وثقافتي وحرصي عليهم- ضغطا كبيرا، وقبل يومين خاصمتهم خصاما جديدا، وسبب لي ألما في الصدر والظهر مستمرا إلى الآن، فأرجو توجيهي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك الصحة والعافية، وأن يجعل الخير والبركة في ذريتك، وأن يجعلهم قرة عينٍ لك ولزوجك الكريم.

أيتها الفاضلة الكريمة: التعامل مع الأبناء يجب أن يكون من خلال التيقُّن التام والاعتراف مع النفس أن هذه الذريّة نعمة عظيمة من نعم الله عليك، وكم من الناس قد حُرموا منها، استذكار هذه النعمة العظيمة وتجسيدها في فكرك ووجدانك يجعلك تتحمّلين الكثير من صعوبات التربية بالنسبة للأولاد والبنات.

وخير وسيلة للتربية ليس التوجيه الكلامي فقط، إنما التوجيه عن طريق بناء قدوة، وذلك من خلال أعمالك أنت، أظهري دائمًا الصبر أمامهم، أظهري دائمًا الاهتمام بهم، وأظهري أنك مطلعة وعلى علم، وذلك من خلال أن تكوني حريصة على القراءة وقراءة الكتب الجيدة، تكون قدوة في قصة، خاصّة لبناتك ولفقه المرأة، وبالنسبة لابنك يجب أن تكون له معاملة خاصّة، لأنه الولد وسط البنات، يجب أن يفهم ذاته بصورة صحيحة، ويجب أن تُبنى فيه سمات وصفات الرجولة.

لا بد أن يكون هنالك حولك من محارمك الرجال ما دام والدهم مسافرًا، أحد الأخوة تثقين فيه، ليكون أيضًا قدوة لابنك، يأخذه إلى المسجد للصلوات، يذهب معه ويخرج معه، يرفع من فكره وطريقة تعامله مع الحياة بصورة إيجابية.

أيتها الأخت الكريمة: الجانب الآخر يجب أن تهتمي به، وهو حسن إدارة الوقت، هذا ينعكس عليك وعلى أبنائك انعكاسا إيجابيا.

نظمي وقتك، النوم الليلي المبكر بقدر المستطاع، الاستيقاظ المبكر، وبداية اليوم بعد صلاة الفجر، أعمال المنزل، وأشياء كثيرة يمكن أن يقوم بها الإنسان في هذا الوقت من اليوم، والبكور فيه خير كثير وبركة كثيرة، ولا بد أن تهتمي بممارسة أي نوع من الرياضة، رياضة المشي على وجه الخصوص، أنت في عمرٍ تواجه المرأة فيه هشاشة نفسية، وهشاشة صحيحة كهشاشة العظام، فالرياضة مهمّة جدًّا وممتازة جدًّا، وعلَّمي أولادك وبناتك أن تكون لديكم جلسات أسرية كما هو الحال على مائدة الطعام، جلسات على تدارس القرآن، مرة أو مرتين أو ثلاثة خلال الأسبوع، هذا فيه خير كثير، ويبني مودة تربوية عظيمة بينك وبين بناتك وابنك.

إذًا الذي نريده منك هو التفكير الإيجابي والأفعال الإيجابية أمام أبنائك، وأن تأخذي قسطًا من الراحة، وأن تهتمي بصحتك الجسدية، أن تقومي بالفحوصات الدورية، هذا كله فيه خير كثير بالنسبة لك.

أعتقد أن هذه هي الأسس التي تُراد منك ومِنَّا، وهي معلومة لديك، لكن وددت أن أؤكد عليها، أنت لست مريضة، هذه مجرد ظواهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net