أحب زميلي، فهل أقبل الزواج بغيره؟

2020-04-23 02:40:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أشكر لكم جهدكم في الرد على الرسائل، وأتمنى أنكم تفيدوني وتفتوني في أمري، لأني بلغت بي الحيرة مبلغا عظيما.

أنا فتاة أبلغ من العمر 36 عاما، ولم يقدر لي الله الزواج حتى الآن، وأنا راضية بقضاء الله، منذ عام تقريبا شعرت بميل شديد لأحد زملائي في العمل، رغم أني -ولله الحمد- لا أخالط الرجال ولا أنظر إليهم، ولكنها صدفة ولم أشعره باهتمامي هذا، ولم أتحدث عن الموضوع مع أحد، ورغم ذلك وجدت منه اهتمام شديد بي، أكاد أجزم أنه يحبني ويراقبني، رغم أنه ملتزم ومتدين، ولكن مؤخرا علمت أنه متزوج، وأنا لا أستطيع نسيانه، والله حاولت وبحثت عن استشارات نفسية ودينية لكن لم ينفع، تعلقت به رغم أنه لم يصرح لي بأي شيء، ولكن أقول في نفسي يمكن لأني لا أتكلم مع رجال، يمكن لا يعرف كيف يفاتحني في الموضوع؟!

مؤخرا تقدم لخطبتي شاب متدين ومتزوج أيضا، ولا أعلم ماذا أفعل؟ لا أعرف كيف ألمح له بأن يتقدم لي، أم ماذا أفعل، أم أقبل بالشخص المتقدم؟ ولكن أخشى ألا أستطيع نسيان زميلي؛ لأن أحبه وأخاف أن تكون مجرد نزوة عنده.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، إنما شفاء العي السؤال، نسأل الله أن ييسر لك الحلال وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لك السعادة والآمال.

نحن ننصحك بأن تقبلي بصاحب الدين الذي طرق الباب، وتجتهدي في نسيان ذلك الشاب، وذلك الرجل الذي لم تجدي منه إلا مجرد شعورك به، واهتمامه بك، وميله إليك، لأنه لو كان يريد لتقدم، وأيضاً هذا الميل لا يكفي لأن يكون سبباً في رغبته، فقد يكون مجرد إعجاب، إعجاب بأدبك، إعجاب بأخلاقك، إعجاب بعملك فهذا فرق كبير بينه وبين الميل، الذي ستكون من بعده رغبة في التقدم وطرق الأبواب.

لذلك لا تترددي في القبول بالشاب الذي طرق الباب، وهو -ولله الحمد- كما ذكرت له مواصفات عالية فهو صاحب دين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لك الأمور، ونحب أن نقول الرجال دائماً إذا كان عندهم رغبة لا يترددون؛ لأن الله جعل في الرجل الإقدام والرغبة ودائماً المبادرة، ولذلك لو كانت له نية في الارتباط لتقدم إليك، وأيضاً نحن نحب أن نؤكد لك أن تأخر ذلك الرجل في التقدم إليك، رغم محاولاته القرب أو رغم شعورك بأنه معجب بك لا يدل ولا يبيح لك أن تتعلقي به؛ لأنك قد تتعلقين بسراب، فربما تكون هناك موانع أخرى أيضاً تمنع من أن يتزوج، أما هذا الذي جاء طارق للباب فنتمنى أن تقبلي به.

واعلمي أن قبولك به والدخول إلى حياته ومعه في حياة زوجية سينسيك الصفحات الأولى لذلك الزميل الذي كان في العمل، نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ونحب أن نؤكد لك وندعوك إلى ضرورة الإكثار من الدعاء لنفسك، واسألي الله تبارك وتعالى أن يوجه قلبك في الاتجاه الصحيح، فإن الحب ينبغي أن يكون لله تبارك وتعالى ثم بعد ذلك تحب الفتاة من طرق بابها من أصحاب الدين، وتحب والديها بعد حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللصحابة الكرام، أكرر نحن ندعوك إلى القبول بهذا الذي طرق الباب، ونسيان ما عداه، واكتمي ما حصل في نفسك ولا تظهريه لهذا الشاب المتقدم ولا لأحد من الناس.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك السعادة وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك التقى، وأن يبلغنا رمضان وأن يرفع الغمة عن الأمة هو ولي ذلك والقادر عليه، نكرر لك الشكر وجزاك الله خيراً.

www.islamweb.net