كيف أطور نفسي لكي أكون شخصية ذات أهمية في المجتمع؟

2020-05-13 05:03:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول أحد الأمثال العربية: الذي ليس عنده كبير يشتري كبيرا، لا أعرف أحدا أستيشره في أمور حياتي، فأنا مقبل على السفر إلى بلد آخر حتى أكمل دراستي، لكني لا أجد أحدا آخذ بنصيحته.

السؤال: كيف لي أن أجد شخصا أثق فيه تمام الثقة وأستشيره في أموري الدراسية والمعيشية وغيرها من أمور قبل وبعد الذهاب للدراسة لوحدي في بلد أجنبي؟ وهل هناك كتاب أو طريقة يمكنني من خلالها تنمية شخصيتي وتقويها ويكون لي صوت مسموع وأهمية في المجتمع، وبين الأصحاب أو في العمل.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل، ونشكر لك التواصل مع موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك النجاح في حياتك، وفي علاقاتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن فكرة السؤال رائعة، وسعي الإنسان في أن يطور نفسه ويطور مواهبه، ويطور قدراته، هذا من الأمور المشروعة والمطلوبة، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه الرغبة وهذه الإرادة هي الخطوة الأولى، ونؤكد لك أن طاعتك لله تبارك وتعالى، وقربك منه هو أكبر ما يعزز ثقتك في نفسك، فإن الثقة في النفس فرع من ثقة الإنسان بربه، فرع من إيمانه، فرع من كمال توحيده، فرع من كمال توكله على الله تبارك وتعالى، واعلم يا بني أن هؤلاء الذين صعدوا لم يصعدوا من البداية، ولكنهم حاولوا وحاولوا، حتى لو سقطوا كانوا يعتبرون السقوط والرسوب والعقبات هذه مراحل في طريق النجاح، فالنجاح في الحياة يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى تجربة ويحتاج إلى مخالطة للناس، إلى صبر على ما عند الناس، إلى اكتساب خبرات من كل من يكبرك سناً.

نحن لكي نستطيع أن نوجه لا بد أن نعرف يعني التخصص الذي درسته، وأيضاً أفضل من يعينك على هذا هم الأساتذة الذين درست عليهم؛ لأنهم يعرفون القدرات التي عندك، ويستطيعون أن يرشدوك بما يفيدك، ويحددون لك الطريق الذي يمكن أن تنجح فيه.

على كل حال الكتب التي تتكلم عن الثقة بالنفس، والدورات التي فيها تنمية للمهارات والقدرات، يعني هذه كلها مفيدة بالنسبة لك، وهي مبثوثة في النت، وموجودة أيضاً في واقع الحياة، لكن الذي يهمنا، والذي نريد أن نركز عليه هو تقوية جانب الإيمان عندك، الخوف من الله تبارك وتعالى، التوكل على الله تبارك وتعالى؛ لأن هذه الأمور هي التي تكسب الإنسان ثقة، وترفع معنويات الإنسان وتجعله لا يخاف، وتجعله يرضى بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وتجعله يصبح مؤمنا والمؤمن يعني في كل الأحوال رابح، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خير له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

ويفيدك جداً أن تتواصل مع المختصين أيضا في المهارات والتنمية البشرية كما يقال، أو تنمية القدرات والمواهب، وهذه طبعاً سينجح فيها من يعرفك، من يعرف ما عندك من قدرات ليبني عليها، فأنت بحاجة إلى أن تكتشف نفسك، وبحاجة إلى أن تطور ما عندك من ملكات، ومهارات.

نعتقد أن دخولك في مجال العمل التطوعي في العطلات، هذا من الأشياء المفيدة، محاورتك للناجحين هذا أيضاً من الأمور المفيدة، قراءتك للكتب التي تتكلم عن الثقة وتنمية القدرات، وتنمية المواهب أيضاً من الأمور المهمة، خوض التجارب في الحياة، أن يكون لك دور إيجابي ابتداء من البيت، معاونة الأهل في تحمل مسؤوليات، هذه كلها مما تصنع عند الإنسان هذه القدرات والمواهب، والموفق أولاً وأخيراً هو الله تبارك وتعالى فكن مع الله وابذل الأسباب.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net