أرغب في الزواج من أرملة رغم رفض أهلي فما توجيهكم؟

2020-07-14 03:09:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الله يجزيكم الخير مشايخنا الأفاضل.

أنا شاب أعزب لم يسبق لي الزواج، وأريد أن أتزوج من أرملة ليس لها أطفال، عمرها 21 سنة.

وقعت نفسي في حبها وهي كذلك، أعرفها منذ الصغر وحين تزوجت لم نكن في ذات المنطقة، ولم نتواصل إطلاقا إلا منذ فترة وجيزة، (مع العلم أن زوجها توفي منذ أربع سنوات).

تواصلنا محدود بما يرضي الله -إن شاء الله-.

ورغبتي بالكامل هي اختيارها دون غيرها، ولا مشكلة لدي في ذلك.

ولكن المشكلة في تفكير وعقلية بعض أهلي، والدتي بالأخص، فهي ترى في الأمر عيبا أو نقصا في الفتاة. وبدأت أسرتي في شرح المساوئ والتأثيرات النفسية وما إلى ذلك، لرغبتهم بأن أعدل عن قراري.

أريد نصيحتكم -جزاكم الله خيرا-، وما رأي الشرع في موقف كهذا؟ وهل أنا مجبر على اختيار أهلي لشريكتي المستقبلية؟

شكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُحقق لك البر، وأن يُحقق لك المراد، وأن يُصلح حالنا وأحوال البلاد والعباد، وأن يُحقق لك الآمال والسعادة، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الشاب هو صاحب القرار، وأنت مَن تختار شريكة العمر، بل أنت تعرف التي ترتاح إليها وترتاح إليك، والتلاقي في أمر الزواج هو تلاقي بالأرواح، وهي جنود مجندة (ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، فإذا كان في الفتاة المذكورة المواصفات، الدِّين، الأشياء التي ترغب فيها، وحصل الوفاق والتلاقي والميل المشترك؛ فعليك أن تستمر وتُكمل المشوار، مع ضرورة السعي في إرضاء والديك، وممَّا يُرضيهم ذِكْرُ ما فيها من محاسن، وذِكْرُ ما عندها من إيجابيات، إذ ليس عيبًا من الناحية الشرعية أن يتزوج الإنسان من الثيِّب أو من الأرملة، وهكذا كانت جميع زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ما عدا أُمُّنا عائشة –رضي الله عنها وأرضاها– هي البِكرُ الوحيد.

فإذا كان في الزواج من البكر ميزات، ففي الزواج من الثيب أيضًا ميزات أخرى، ومثل هذه التي فقدت زوجها بالموت أيضًا الوضع يكون مختلفًا، ليست كالتي طُلِّقت، ولذلك نتمنّى أن تنجح في إقناع أهلك، وأرجو أن تُدير الأمر بمنتهى الهدوء، ونتمنّى أن تجد في الخالات والعمّات والداعيات والعاقلات مَن يعاونك في إقناع الوالدة، وممَّا يُعينهم على ذلك المعرفة الفعلية بالفتاة التي تريد أن تتقدّم لها، فإن الإنسان إذا جهل شيئًا عاداه، لكن عندما يعرفوا من صفاتها وجمالها وأخلاقها ستجد من العائلة مَن يقف في صفّك ويتكلّم بلسانك، ويُساعدك في إقناع الوالدة.

ونحن نُوقن أن هناك صعوبات، وعادات فعلاً تُواجه مثل هذه الزيجات، لكن ذلك لا يعني أنها غير ناجحة، فالنجاح هبة من ربنا الفتّاح، وأرجو أن تظلّ العلاقة بينكم محدودة أو مقطوعة، حتى تُوضع العلاقة في إطارها الصحيح، حتى تتأكد من إمكانية إكمال المشوار، لأننا لا نريد أن تتعمّق العواطف بينك وبينها وفي الأخير تأتي حوائل تمنع من إتمام هذا الزواج، فيكون في هذا تأثيرات نفسية عليك وعليها.

وأيضًا من الناحية الشرعية العلاقة الشرعية والحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، يبدأ بالرباط الشرعي (أُكرِّر)، ويزداد بمعرفة الصفات وبالتعاون على البر والتقوى، وبالسير في مسيرة الحياة عُمقًا ورسوخًا وثباتًا، وصولاً إلى التوافق الكامل والسعادة الكاملة.

عليه: نُكرِّر؛ أنت صاحب القرار، مع ضرورة أن تسترضي الوالدة، وتوضّح لها الأمور، واطلب مساعدة كل مَن يمكن أن يؤثّر على الوالدة من أخوالٍ وأعمام وجارات وصالحات.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

www.islamweb.net