هل فعلا أعاني من مشكلة نفسية؟

2020-09-06 00:51:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

قبل 6 سنوات تقريبا أتتني فكرة أني قد أصبحت ضعيفا جنسيا، وقد أحدث هذا الأمر في نفسي إحباطًا كبيرا، ومنذ 4 سنوات أصبحت ذاكرتي ضعيفة وأسرح كثيرا إذا ما حدثني أحدهم، حتى أنه في الآونة الأخيرة أقف لعدة ثوان كي أتذكر ما كنت أود أن أقوم به، وعند محاولة التذكر تتزاحم الأفكار وأشعر بصداع في مقدمة رأسي، كما أصبحت أحس بالتعب من دون مجهود، وعندما أكون في العمل أو عند الاستيقاظ من النوم أحس بعدم الارتياح كإحساس ما قبل الامتحانات، ومع هذا الإحساس تتسارع دقات قلبي وتصبح شهيتي تجاه الأكل ضعيفة، كما أني ضعيف البنية.

وفي السنة التي مضت في شهر ديسمبر زرت الطبيب؛ لأني كنت أعاني من كثرة التبول وخروج سائل يميل للاصفرار مع البول، وأخبرني بالنسبة للسائل أنه أمر طبيعي، وأما التبول فإنه حالة نفسية، فوصف لي الديتروپان والتريزين 20 مغ، وتناولت الدواء لمدة شهرين تقريبا، وضاعت مني الوصفة فلم أستطع شراء التريزان لأنه غير مرخص بدون وصفة، وقد لاحظت تغيرا في مزاجي لم أعهده منذ زمن، كما لاحظت أن الرغبة الجنسية لدي بدأت تعود إلى سالف عهدها، ولاحظت تغيرا كبير في حياتي، لكن ومع إيقاف الدواء ومع بداية الحجر الصحي في بلدي المغرب بدأت تعود أغلب الأعراض.

سؤالي هو: هل مشكلة ضعف الرغبة لدي نفسية؟ وهل يستوجب علي زيارة الطبيب النفسي أو طبيب المسالك؟ فأنا أفكر في الزواج وأخاف أن أكون قد أسأت للفتاة التي سأتزوجها مع هذه المشكلة التي أعاني منها، فهل أقدم على الزواج؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

من الواضح جدًّا – أخي الكريم – أنه لديك قلق ومخاوف وسواسية من الدرجة البسيطة، والذي يظهر لي أن شخصيتك أصلاً لديها قابلية للقلق وللتوتر، وهذا لا يُعتبر مرضًا نفسيًّا، هذه مجرد ظاهرة نفسية بسيطة جدًّا.

الخوف من الفشل الجنسي هو الذي يؤدي إلى الضعف الجنسي، فأنا أعتقد أنك قد تخوّفت وتوجَّستَ حول أدائك الجنسي المستقبلي، وهذا هو الذي جعلك تعيش في هذا الخوف، والشعور بالضعف الجنسي، هذا نُسمِّيه بالقلق التوقعي، أي: القلق الذي يستجلبه الإنسان على نفسه يكون متعلِّقًا بأمرٍ حسَّاس كالمعاشرة الزوجية.

أنا لا أراك تعاني من أي ضعف جنسي، أراك أنك مجرد شخص لديك حساسية نفسية وأوقعت نفسك تحت وطأة القلق والخوف التوقعي. فيا أخي الكريم: خذ الموضوع ببساطة شديدة، الغريزة الجنسية هي غريزة فطرية لدرجة كبيرة، والجنس ليس أفكار فقط، إنما هو إحساس، إنما هو معاشرة، إنما هو يعتمد اعتمادًا كُلِّيًا على وجود الزوجة، في مودة وسكينة ورحمة، وسرِّية تامة لهذه العملية الجنسية. فلا يمكن للإنسان يقيس رغبته بمجرد وسوسة واعتبارات استباقية، فلا تشغل نفسك حول هذا الموضوع.

وللتأكيد – أخي الكريم – يمكن أن تذهب إلى طبيب الباطنة أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، وذلك من أجل أن تجري الفحوصات العامة: تتأكد من مستوى هرمون الذكورة، وهرمون الحليب، ووظائف الغدة الدرقية، ووظائف فيتامين (د) ونسبة السكر لديك، وكذلك قوة الدم، ووظائف الكبد والكلى، ومستوى الدهنيات. هذه فحوصات عامة وليست مكلفة أبدًا من الناحية المالية، و-إن شاء الله تعالى- تجد كل شيء تمام وصحيح وممتاز، وهذا سوف يبعث فيك طمأنينة.

أنا أنصحك بأن تمارس الرياضة، الرياضة تعطي الإنسان ثقة كبيرة جدًّا في نفسه، وتُخلِّص الإنسان من الطاقات النفسية السلبية، وتبني طاقات نفسية إيجابية جديدة، فاجعل الرياضة جزء من حياتك، واحرص على التواصل الاجتماعي الإيجابي، اجتهد في عملك، كن بارًّا بوالديك، احرص على الصلاة في وقتها، اجعل طعامك متوازنًا، رفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل. هذه هي الحياة، والأمور يجب أن تُدار على هذه الشاكلة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أنت تناولت أدوية ممتازة وجيدة، والدواء يُساعد بدرجة كبيرة جدًّا، والأشخاص الذين تحدث لهم انتكاسات وترجع الأعراض بعد التوقف من الدواء هذا دليل قاطع أنهم لم يُوظّفوا الوسائل التأهيلية العلاجية التي تحدثنا عنها، فاحرص – أخي الكريم – على أن تؤهّل نفسك نفسيًّا من خلال ما ذكرناه لك من إرشاد.

وأنا أعتقد أنك يمكن أن تتناول عقار (بروزاك/فلوكستين) دواء سليم، ليس له آثار انسحابية، و-إن شاء الله- يُساعدك كثيرًا.

جرعة الفلوكستين هي: عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها كبسولتين يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هو دواء سليم وفاعل وغير إدماني، وأعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا في علاج القلق والمخاوف الوسواسي، وحاول أن تطبق ما ذكرتُه لك من إرشاد سابق، لأن ذلك يدعم فعالية الدواء بصورة واضحة جدًّا.

أسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج، ولا تتردد، وأقْدِم عليه، وأسأل الله أن يوفقك لكل خير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net