لدي تعسر في تفاصيل الحياة جميعها.. ما نصيحتكم؟

2020-11-24 01:18:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليككم..

أعاني منذ فترة طويلة من تعسر في كل تفاصيل حياتي من أبسطها إلى أهمها، وبغض من عائلتي ومن حولي، بالرغم من أن أي أحد يتعرف علي يجدني مسالمة ولطيفة، لكنهم ينفرون مني من غير سبب، أصدقاء وأقارب والجميع، عانيت حتى استطعت التخرج، وتعسرت أمور شهادتي، وإيجاد فرصة عمل، أشعر وكأني مصعوقة منحوسة، أهلي يعادونني في كل أمر، أي شيء أريد القيام به، أمي تركتني وسافرت وبقيت لوحدي، وأبي تخلى عني، كل فترة يقنعه أحد الأقارب أن يرسل لي فلوسا، كما أنه لا يريدني أن أعود لبلدي، يطلب مني أن أتقدم باللجوء لبلد أوربي، ولا زال يطلب مني ذلك مع أن لديه ملايين وغني جدا، ولكنه تخلى عن الجميع وطلق أمي.

لم أصادق الكثير من الناس، وتخرجت من الماجستير بصعوبة كنت غبية، لا أفهم شيئا، عقلي مغلق، لدي تكيسات في المبيض، وارتفاع ضغط، وكلسترول، وهرمون الانسولين.

كنت أقاوم كثيرا حتى أكمل الوضوء، بعض الأحيان كنت أصلي من غير وضوء، وأطلب من الله القبول فقط من أجل أن أقاوم ما يسيطر علي، بدأت بقراءة سورة البقرة كانت صعبة، ثم أصبحت أقرأ من غير وضوء وأنا في السرير من الجوال حتى من دون صلاة، حتى أصبحت أصلي، ثم أقرأ البقرة على ماء، وبدأت أصوم الاثنين والخميس، وأتصدق كثيرا، الحمد لله وجدت نفسي أطير فرحا، شعرت أن الله بجانبي.

ثم سافرت لبلد عربي والتقيت بأمي، وهنا عادت الأمور تسوء، أمي تقاوم أي أمل لي في أن أجد عملا، توبخني وتضربني وتهينني، وهناك شخص متدين يريد التقدم، فساءت أحواله المادية، وتعسرت أموره أيضا.

أمي فرحت وقالت إني لا أستحق ذاك الشاب، ولا تتمنى له أو لي الخير، ما الحل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونؤكد لك أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وأن الله تبارك وتعالى إذا قدّر لك الخير لا يملكُ أهل الأرض جميعًا أن يصرفوا عنك ذلك الخير، فنسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

وأرجو أن تعلمي أن مسيرة الطمأنينة والصلاح والخير والرزق تبدأ بالطاعة لله تبارك وتعالى، والمواظبة على الصلاة، {لا نسألُك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}، ونرجو لأجل ذلك أن تُصلحي ما بينك وبين الله تبارك وتعالى؛ وسوف يُصلح الله ما بينك وبين الناس، واجعلي همَّك إرضاء الله تبارك وتعالى، فإذا رضيَ العظيمُ عن الإنسان أرضى عنه الناس، {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}، سيجعل في قلوب الناس حُبًّا وودًّا لك، وينادي جبريل في أهل السموات: (إن الله يحب فلانًا فأحبوه)، ويُوضع له القبول في الأرض.

وندعوك إلى الاستمرار في التواصل مع الأب، رغم تقصيره فإنه يظلُّ أبًا، وكذلك الصبر على الأم، فإنه رغم ما يحدث منها تظلُّ أُمًّا، ولا تبال بما يحدث من محاولة النفور أو تشويه الصورة أو غير ذلك، والحمد لله أنك تقولين أنك مُسالمة ولطيفة، وتعاملك مع الناس تعامل مفتوح وخير، فأرجو أن تجدي سعة في الصالحات والصديقات الداعيات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

من الضروري أيضًا أن تستمري في قراءة سورة البقرة والرقية الشرعية، وأرجو أن تنتظمي في الصلاة، وتعلمي أنها لا تصحّ بدون وضوء، فالوضوء هو مفتاح الصلاة، واحرصي على أن تُقاومي وساوس الشيطان الذي لا يريد لك الخير، فالشيطان قال: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها)، هو الذي يحول بينك وبين الصلاة بعدم الوضوء، ويحول بينك وبين قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة، وهو الذي يحول بينك وبين كل خير، ونحن في صراع مع هذا العدو، والله أخبرنا أن الشيطان لنا عدو، وأمرنا أن نتخذه عدوًّا، والمطلوب مخالفة العدو، {إن الشيطان لكم عدوٌّ} ماذا نفعل يا رب؟ قال: {فاتخذوه عدوًّا}، وعداوة الإنسان للشيطان لا تكون إلَّا بطاعة الرحمن.

نؤكد لك أنك تجاوزت مراحل صعبة من العمر، ووصلت للمرحلة التي ستخرجين فيها -إن شاء الله- من عنق الزجاجة ومن هذه المعاناة، وأعتقد أن الجانب الصحي أيضًا له ارتباط بهذه التوترات وهذه الصعوبات التي تواجهك في الحياة، ونسأل الله أن يعوضك خيرًا، وأن يضع في طريقك الزوج الصالح المؤمن الذي يُسعدك وتُسعديه، ويعفك وتعفّيه، ونسأل الله لك التوفيق والهداية والسداد والثبات.

www.islamweb.net