ساعدوني لأتخلص من وساوس الطهارة والشك.

2020-11-29 04:20:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أشكركم على اهتمامكم بنا.

أنا شاب عمري 24 سنة، أنا شخص حساس جدا منذ الصغر، لكن لا أدري أهي من أعراض الاكتئاب، أم هي من صفاتي الشخصية.

لدي مشاكل عدة أود أن أطرحها عليكم، فأنا أعاني من وساوس الطهارة بعد خروجي من بيت الخلاء، أغسل من خاصرة إلى أخمص القدمين، ووسواس أن الفتيات يتكلمون مع الشباب بكل جرأة بالفيديو، وأنا -ولله الحمد- لم أحادث فتاة، لكن صديقي يقول أن الفتاة الذي صادقها تكلمت معه صباح عرسها، وآخر يتكلم معها الفيديو وتظهر مفاتنها أمامه، وهن من عائلات محترمة ومتمسكة بالأخلاق من ناحية الأعراض.

لم أعد أثق بأي فتاة، أتخيل نفسي أني تزوجت وأخرج إلى العمل وزوجتي تخونني مع شخص آخر بالفيديو، أشعر بضيق الصدر، وهذا سوف يدمر سعادتي المستقبلية، أيضا أبحث عن عمل يناسب جسدي وعقلي فلا أجد، وأريد الزواج بشدة ولا أملك مالا ولا حرفة ولا شهادة، ولا أي خبرة، كأني طفل ولد للتو، ماذا أفعل؟

هذه رسالة أتعبتني في كتابتها، أرجو الإجابة على كل أسئلتي، أرجوكم ساعدوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن11 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك التواصل المستمر مع الموقع، ونؤكد أن اهتمامنا بكم، لأنكم في مقام أبنائنا، ونسأل الله لنا ولكم ولهم التوفيق والنجاح.

لا شك أن هذه الوساوس العلاج لها إنما يكون بمخالفتها، فلا تُتعب نفسك، ولا تغسل بعد البول بالطريقة المذكورة، فلست مكلَّفًا بذلك، واعلم أن إهمال هذه الوساوس هو أهم وسائل وخطوات علاجها، وامضِ في سبيلك بعد أن تغسل العضو، ولا تتشدد في هذه المسألة، فإذا مضيت وتهاونت بتلك الوساوس فإنها ستمضي وتتركك.

ولا تحمِّل نفسك ما لا تُطيق، وأرجو أن تُحسن الظنّ بأخواتنا وبناتنا، فإن وُجد فاسقات فهناك خيّرات، ويُؤسفنا أن مواقع النت بعض الشباب لا يُظهر إلَّا الصور الشائنة، فما أكثر الشريفات، وما أكثر العفيفات، وما عليك إلَّا أن تُحسن الاختيار، وستجد من الصالحات مَن تُناسبك وتُسعدك في هذه الحياة.

ونؤكد لك أيضًا أنك تملك قدرات، والدليل هي هذه الأسطر المكتوبة، التي فيها كلام مرتب، وفيها لغة صحيحة، وهذا كلُّه يدلُّ على أنك تملك الكثير والكثير، فلا تحتقر ما وهبك الله من النعم، واعلم أن النجاح يبدأ بأن يعرف الإنسان النعم التي يتقلب فيها، فإذا قام بشكرها نال بشكره لربنا المزيد، والإنسان أيضًا يعرف نقاط القوة عنده ثم بعد ذلك يستكمل الجوانب الأخرى، وكلُّنا بشر والنقصُ يُطاردُنا، لكن سعيدٌ مَن عرف ما عنده، فبذل ما عنده واجتهد في شُكر الله تعالى، حتى ينال من الخير – كما قلنا – المزيد، لأن الله يقول: {وإذ تأذَّن ربُّكم لئن شكرتم لأزيدنكم}.

واستمر في بحثك عن العمل، فإن هذا هو المطلوب، {فامشوا في مناكبها}، علينا أن نسعى ونجتهد، وليس علينا إدراك النجاح. البحث عن العمل فعل الأسباب، والرزق من الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

أخيرًا: أرجو ألَّا تحتقر ما عندك من قدرات، فأين أنت من الأطفال؟ أنت إنسان عاقل، والدليل هو هذا التواصل مع الموقع، ولذلك أتمنَّى ألَّا تُحقّر نفسك وتضعها في منزلة أقلَّ منها، فإنَّا نقع في إشكال عندما نُحقّر أنفسنا ونُعظِّم قُدرات الآخرين. كل مَن ترى يمشي بين يديك من الناس فيه نقاط ضعف ولديه نقاط قوة، ونسأل الله تعالى أن يُعينك على الخير، وإن كان من نصيحة فهي: دعوتُنا لك بأن تعود إلى الله، تواظب على الصلاة، وتغض بصرك، وتجتهد في أن تجعل نفسك في رفقة صالحة، وتجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، ولا تمضي مع الوساوس السالبة، ونسأل الله لك التوفيق والهداية والنجاح.

www.islamweb.net