خطبت وكنت سعيدة ومستريحة في بداية الأمر

2020-12-03 02:49:49 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة بعمر ٢٥ عاماً، قد تقدم لخطبتي منذ شهر تقريباً شاب خلوق ومتدين، ومن عائلة محترمة، وقد تمت الخطبة، وفي بداية الأمر كنت مستريحة وسعيدة، وخصوصاً أن الشاب تعامله معي جيد، وبدأ يحبني.

بعد ذلك لا أعرف ماذا حدث لي؟! أصبح يأتيني شعور بعدم ارتياح،، وضيق تجاه الشاب، مع أنه يعاملني بكل محبة، لا أدري لماذا؟

هل هي وساوس شيطان أم أنه شعور طبيعي تشعر به أغلب الفتيات في بداية الخطبة أم ماذا؟

أرجو منكم النصيحة، لأني متعبة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك عروسنا الجميلة مرام.

سوف أبدأ حيث انتهت به استشارتك حيث قلت:" هل هي وساوس شيطان أم أنه شعور طبيعي تشعر به أغلب الفتيات في بداية الخطبة أم ماذا"

نعم -بنيتي- ما تشعرين به هو خليط منها وساوس الشيطان الذي يسعى إلى تزيين القبيح وتقبيح الحسن، لذلك نصحنا الله في قوله تعالى: " وإذا زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جارٌ لكم"، وقوله تعالى:" وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل".

ومنها ما هو شعور فطري طبيعي تمر وتشعر به كل فتاة قبل الزواج، وعليه أود أن أهمس لك ببعض النصائح والإرشادات التي تعينك على تخطي هذه الفترة بسلام للوصول إلى حياة يغمرها الرضا والإيمان بالله عز وجل، لتسعد وتُسعد بها زوجك السعادة إن شاء الله تعالى.

بداية: من الطبيعي أن تشعر الفتاة بنوع من التردد والخوف قبل حفل زفافها، فالزواج هو الانتقال من حياة العزوبية إلى حياة جديدة، والعيش مع الزوج تحت سقف واحد وتحمل المسؤوليات، والقيام بالواجبات، ولكن بنيتي دعي عنك هذا التردد والقلق والخوف، ومشكلتك أنك لا تشعرين نحوه دائمًا بالارتياح، وأنا أقول لك: إن هذا الأمر طبيعي، ولكن لا يجب أن يتعدى أكثر من ذلك ليصل إلى التوتر والكره له، فالزوج صاحب خلق ودين ومن عائلة محترمة، وهذه هي الشروط الأساسية والمطلوبة بالزواج.

ما تشعرين به ربما تشعره كل عروس تتحضر للزواج، رغم أن حفل الزفاف هو أهم حدث بالنسبة إلى كل فتاة، ورغم التوافق والانسجام بين كل عروسين إلا أن التوتر والقلق يسود عليهما ويكون سيد الموقف.

مشاعرك وعاطفتك نحو الزوج ستتغير وتتحسن مع مرور الوقت، فالحب والراحة والسكينة والمودة والرحمة تزداد مع الأيام، وكل ما عليك أن تعامليه باحترام، وأن تشعريه بمكانته في البيت وفي نفسك، وصدق الرحمن في كتابه الحكيم قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة..}، فالبيوت الزوجية العامرة هي المبينة على الرحمة والمودة والاحترام، والزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا كما أوصانا صلوات ربي وسلامه عليه.

ربما كان خوفك هو بسبب ووجود معلومات خاطئة حول العلاقة الزوجية؛ وخصوصًا الجنسية، بالإضافة إلى النقص في مهارات التعامل مع الآخر هي التي تؤدي إلى التردد في الزواج أحيانًا، لذلك: أنصحك أن تثقفي نفسك في جميع جوانب الحياة الزوجية، وما المانع من مشاركتك أنت وزوجك في دورة تدريبية شاملة تعالج كل ما يحتاجه الزوجان عاطفيًا واجتماعيًا وشرعيًا وجنسيًا حول الحياة الزوجية ومسؤوليتها قبل الانتقال إلى السكن الزوجي.

بهذا تكونا على بينة، وقادرين على مواجهة الاختلافات والخلافات التي تحصل بين كل زوجين، وخاصة في السنوات الأولى من الزواج، فالمعرفة والعلم نور الحياة.

اهتمي بنفسك وبلياقتك البدنية، ومارسي التمارين الرياضية؛ فهي تساعد الجسم على الاسترخاء وتخفف من هرمونات التوتر وتعدل المزاج العام، وكوني زوجة كلها حيوية ونشيطة ومشرقة ومتفائلة بالخير، وصاحبة التفكير الإيجابي، فالزوج يعشق الزوجة التي توفر له الراحة والسكينة في المنزل، وهو بدوره يجب أن يوفر لها الأمان والحماية وكل ما تحتاجه وبقدر استطاعته.

اجلسي مع زوجك، وتحدثي معه بصراحة بما يخص حياتكما الزوجية، ولا داعي للخوض بأحاديث وأمور حصلت معك قبل عقد القران، لأن ما حصل معك هو بينك وبين الله، وأنت كذلك، لا تسأليه عن ماضيه ولا تحرجيه، ولتكن حياتكما صفحة بيضاء لتصفو الحياة والعشرة بينكما.

حاولي أن تستمعي بوقتك مع أهلك وصديقاتك؛ فهذه المرحلة تبقى من الذكريات الجميلة في حياتك، واجعلي لك وقتًا تجلسين بمفردك، وتأملي ما أنعم الله عليك من نعم واشكريه واحمديه، وابتعدي عن التفكير بكل ما ينكد عليك حياتك وعليك ألا تصغي لوساوس الشيطان وخواطره واقطعيها فور ورودها واعلمي أن من أشهر ما يسر الشيطان ويفرحه انتصاره في معركة هدم البيوت الزوجية.

حافظي على تأدية الصلوات الخمس، وأكثري من تلاوة القرآن الكريم.

مع تمنياتي لك بحياة زوجية هادئة عامرة بالمودة والرحمة يا مرام.

www.islamweb.net