هل الخوف والقلق يسببان آلاما في البطن؟

2020-12-10 01:53:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله في من أنشأ هذا الموقع، وبارك الله في كل الأطباء الذين يساعدون الناس ويسهرون من أجلهم.

جعل الله كل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم، وسؤالي للدكتور الفاضل محمد عبد العليم، أو من يقع بين يديه استشارتي.

منذ بداية جائحة كورونا نشأت عندي مخاوف رهيبة وقلق كبير جدا، على إثره بدأت أدخل في نوبات الهلع والخوف وتسارع النبض حتى يخيل لي أنني سأموت، وأنا على هذا الحال منذ أشهر، ومن بعد فك الحظر تحسنت حالتي بعض الشيء، لكن بدأت أشعر بآلام أعلى البطن من الجهة اليمنى، وبدأت أبحث عن الأسباب على الإنترنت، فكانت كلها تشير إلى مرض القولون العصبي.

عملت كل الفحوصات، من الأشعة المقطعية، والمنظار والسونار، وجميع تحاليل الدم، وكانت -ولله الحمد- جميعها سليمة تماما، فكيف لا يوجد شيء وأنا أعاني من ارتجاع المريء؟ ولأول مرة في حياتي يحدث لي ذلك.

تناولت الإمبرازول والكثير من الملينات، ولم أستفد، عندما يستعدل مزاجي، يكون بطني جيدا، ما نفعني فعلا هو دواء البكتيريا النافعة، تناولته لمدة عشرة أيام، فشعرت بتحسن كبير، لكن من أثر الأخبار السيئة رجعت أعاني، وتركت البكتيريا النافعة، وصف لي الطبيب الإبرازولام حبة يوميا لمدة أسبوع فقط، لم أتناوله خوفا من الإدمان، فما رأيكم بـ Stresam؟

شكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amaar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

يُعرف تمامًا أن بعد الإصابات الفيروسية قد يتعكّر المزاج لدى بعض الناس، وقد يأتي شيء من الخوف والقلق وحتى الوساوس، هذه بالنسبة للفيروسات بصفة عامة، وكما تُلاحظ بعض الناس حتى بعد نوبات الأنفلونزا يحسُّون بشيء من التعكر المزاجي.

وطبعًا جائحة الكورونا حقيقة نسبةً لحجمها وما وقع على الناس من شدة في المرض ووفيات كثيرة، هذا جعل الوضع النفسي لكثير من الناس مضطرب جدًّا، (الخوف، القلق، التوتر، القلق التوقعي، الوسوسة حول المستقبل ...) هذا كله حدث -أخي الكريم-.

وهنالك طبعًا بعض الناس أصلاً لديهم قابلية في شخصياتهم أو التركيبة الجينية لديهم تجعلهم قابلين للقلق وللتوتر وللمخاوف، وهؤلاء كانوا أكثر عُرضة للتأثُّر بهذه الجائحة حتى وإن لم تُصبهم مباشرة.

حالتك بسيطة جدًّا، هي نفسوجسدية كما نسميها، شيء من القلق أدى إلى توتر القولون، ونتج عن ذلك ما نسميه بالقولون العُصابي، وحتى – بالمناسبة – ارتجاع المريء الجوانب النفسية تلعب فيه دورًا، خاصة القلق والتوتر.

أخي الكريم: حالتك بسيطة جدًّا، أنا أنصحك بممارسة الرياضة كمكون أساسي لتغيير الطاقات النفسية السلبية وتحويلها إلى طاقات نفسية إيجابية، وللقضاء على القلق السلبي، هذا مهمٌّ جدًّا. إذًا الرياضة، الرياضة، الرياضة في حالتك مهمّة.

الحرص على النوم الليلي المبكر أيضًا مهم جدًّا، وتجنب السهر، والإنسان حين ينتهج هذا المنهج؛ يستيقظ مبكّرًا، يصلي صلاة الفجر، ويبدأ يومه بكل تفاؤل وأريحية.

وأيضًا الأشياء التأهيلية الأخرى المعروفة من إيجابية في التفكير، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، الورد القرآني، صلة الرحم، بر الوالدين، الاجتهاد في العمل، هذه كلها مُعينات نفسية كبيرة للإنسان، تفيده في الدنيا وتفيده في الآخرة -إن شاء الله تعالى- أراها من أفضل الآليات العلاجية النفسية التأهيلية.

بالنسبة لعقار (ألبرازولام): هو دواء جيد حقيقة في حالات الهرع والمخاوف الشديدة والقلق الحاد، ليس هنالك ما يمنع أن يستعمله الإنسان مثلاً بجرعة ربع مليجرام، يوميًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك يتناول نصف الربع لمدة أسبوعين، ثم يتوقف عن تناوله.

بالرغم أن حالتك ليس حالة حادّة، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تتناول الألبرازولام بهذه الكيفية، والبديل الآخر إذا كنت لا تريد أن تتناول الألبرازولام هو عقار (سولبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) دواء جيد جدًّا للأعراض القلقية والتوترية وأعراض القولون العصبي، الجرعة بسيطة جدًّا: تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء دواء سليم، وبسيط، وغير إدماني، وغير تعودي، وحقيقة مفيد.

هذا هو الذي أنصحك به، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

www.islamweb.net