ينتابني التوتر مع أعراض جسدية، فما علاج حالتي؟

2020-12-13 01:41:13 | إسلام ويب

السؤال:
في سنوات حياتي الأخيرة حدثت لي الكثير من الأحداث كنت أعتقد في البداية أني إنسانة قوية ومتفائلة وأستطيع تجاوز كل شيء، كنت أتحمل كل شيء لوحدي لم يسبق لي أن شكوت لأحدهم، لكن هذه السنة مرضت مرضا شديدا أرداني طريحة الفراش حين بدأ العام الدراسي ساءت حالتي أكثر، فقدت الشهية للأكل وصرت أحس برغبة دائمة بالاستفراغ، وأصبحت أنام كثيرا، أنا التي كنت أشكو عمري كله من الأرق، زد على ذلك أني فقدت الأمل! لطالما كنت فتاة نشيطة متفائلة، الآن ماتت لدي الرغبة لفعل أي شيء، صرت أتكلم مع نفسي بسلبية شديدة وأقول إني سأفشل قبل أن أحاول حتى، أخشى أن أرسب في دراستي بسبب نفسيتي المحطمة، ظننت في البداية أنه مجرد تعب، لكن عندما ذهبت عند الطبيب قال لي إني أشكو من القولون العصبي! نصحني بأن أبتعد عن التوتر والخوف، لكن لا أعرف كيف!

حاولت أن أسجل في إحدى صالات الرياضة لكن الوقت لا يسعفني، التخصص الذي أدرسه صعب ويستلزم الكثير من الوقت.

سؤالي الأول: كيف أتخلص من التوتر؟ علما أنه تنتابني حالات الجاثوم ليلا ويخيل لي بعض الأشياء نهارا (هلوسة)، على فكرة أنا أعيش في مدينة أخرى بعيدة عن والدي.

سؤالي الثاني هو: أنا أشكو من صداع شديد في الرأس منذ ثلاث سنوات وقد ظهرت لي كتل صغيرة في رأسي، أشكو من ألم شديد في جانبي الرأس، وفي الجبهة.

أحس في بعض الأحيان أني سأجن من الألم، فأبدأ بإفراغ الماء البارد علّ الألم يتوقف.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وئام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لديك أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق النفسي الذي تعانين منه مع عُسر المزاج أدى إلى الأعراض الجسدية التي ذكرتِها، وحتى الصداع ربما يكون سببه القلق والتوتر، لكن في حالات الصداع من المفترض طبعًا أن تتأكدي من صحة الأسنان والجيوب الأنفية، وأن تنامي بصورة سليمة ووضعية صحيحة، بأن تنامي على شقك الأيمن، وأن تكون المخدة (الوسادة) من النوع الخفيف، هذا وضع مهمٌّ جدًّا لإزالة الآلام خاصة آلام الرقبة والرأس.

بالنسبة للجاثوم: طبعًا هو مرتبط بالقلق لدى كثير من الناس، وحتى أعراض القولون العصبي هي ناتجة كذلك من التوترات النفسية.

فإذًا خلاصة الأمر أنت لديك قلق اكتئابي من النوع البسيط – أو ما أسميته بعسر المزاج – وهذا طبعًا أدى إلى انخفاض كبير في الدافعية لديك؛ ممَّا جعلك غير مثابرة فيما يتعلَّقُ بدراستك.

الأمر بسيط إن شاء الله، هذه الحالات النفسية البسيطة تحدث لكثير من الناس، وليس من الضروري أن يكون هنالك سبب أبدًا. الإنسان من الناحية السلوكية في الأصل يتكون من أفكار وأفعال ومشاعر، فأنا أدعوك أن تكوني إيجابية المشاعر، ومهما كانت الظروف، وكذلك أن تكوني إيجابية الأفكار، وأن تلزمي نفسك ببرنامج يومي يجب أن يُطبق.

وأهم شيء أن تتجنبي النوم النهاري، أن تنامي مبكِّرًا من الليل، وتستيقظي مبكّرًا، وبعد صلاة الفجر تبدئي المذاكرة، هذا أفضل وقت للاستيعاب، لو درست ساعة إلى ساعتين في هذا البكور الطيب سوف لن تحتاجي أبدًا لأي نوع من المذاكرة التي تتخللها المشقة والتعب.

احرصي على هذا المنهج الذي ذكرتُه لك، كما أنه من المفترض أن تمارسي بعض التمارين الرياضية البسيطة، تمارين المشي، تمارين شد الحبل؛ هذه كلها مفيدة جدًّا لك ولصحتك النفسية ولصحتك الجسدية.

رفهي عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، قراءة القرآن والصلاة في وقتها والدعاء مهم للإنسان كزادٍ في الدنيا والآخرة، النفس تطمئن بذكر الله، وهذا أمرٌ لا شك فيه.

أريدك أن تنقلي نفسك فكريًّا نحو المستقبل، تعيشي الحاضر بقوة، وانظري للمستقبل بتفاؤل، تصوري نفسك بعد خمس ست سنوات من الآن، في أي المراحل الدراسية أنت؟ دخلت الجامعة إن شاء الله، تحضير للماجستير، الزواج، العمل ... كل هذا من حقك أن تفكري فيه، وهو ليس ببعيد المنال إن شاء الله تعالى.

أنا أراك أيضًا محتاجة لأحد الأدوية المحسّنة للمزاج، فلو تكرمت وذهبت إلى طبيب الأسرة أو إلى طبيب نفسي ليصف لك دواء مثل الـ (سبرالكس) فهو دواء طيب وجميل، ومُحسِّنٌ للمزاج، ومُزيلٌ للقلق، وغير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية. الجرعة في حالتك هي: أن تبدئي بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميًا – أي عشرة مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net